عظمة المفاوض الجزائري أثناء إتفاقية إيفيان
1. تجسّدت عظمة المفاوض الجزائري في اتفاقية إيفيان في نقطتين هامتين وهما: أوّلا: وحدة المجتمع الجزائري. وثانيا: وحدة التراب الجزائري.
2. بفضل المفاوض الجزائري خرجت الجزائر من المفاوضات موحدة من حيث المجتمع حيث لايوجد انقسام ولا طائفة. وموحدة من حيث كامل التراب الوطني حيث لايوجد انفصال جغرافي ولا مطالب جغرافية على حساب الجزائر.
3. لو بقي الجزائري طوال حياته يثني على المفاوض الجزائري لما استطاع أن يردّ له فضله الذي حقّقه له من وحدة المجتمع الجزائري ووحدة التراب الجزائري.
4. يبدو لي أنّ نقطة "التعاون الثقافي مع فرنسا" أثّرت سلبا على الجزائر وما زالت ولم يستطع المفاوض الجزائري مقاومتها. ولا أعرف لحدّ الآن الأسباب بالضّبط. ولي بين الضلوع "كلمات ليست كالكلمات" لم تصل لدرجة التأكد منها والبوح عنها.
5. دخل المفاوض الجزائري من باب القوّة وهو يملك الثورة الجزائرية ومساندة المجتمع الجزائري والتأييد العربي والدولي ويقف على أرضه وبين أبنائه ودعم جيرانه.
6. دخل المفاوض الفرنسي المجرم المحتلّ وهو يئنّ تحت ضربات أسيادنا الشهداء والمجاهدين، وأرقام من القتلى، والخسائر المادية التي لم تستطع خزينة المستدمر الفرنسي مواجهتها، ورفض دولي، وإعلام أخرج فضائحه للعالمين، ولم يكن له بدّ إلاّ أن يطلب التفاوض ويرضخ لمائدة المفاوضات.
7. قوّة المفاوض الجزائري تعود للثورة الجزائرية. وما كان له أن يفرض على المستدمر الفرنسي الجلوس لمائدة المفاوضات لولا الثورة الجزائرية التي فرضت نفسها على الميدان باعتبار مائدة المفاوضات هي انعكاس للميدان. وهذه قاعدة دولية راسخة ثابتة في كلّ الحروب وفي كلّ المفاوضات.
8. قد يقول قائل: لكن المفاوض الجزائري تنازل في النقطة الفلانية والنقطة الفلانية. نقول: كلّ المفاوضات الدولية وعبر التاريخ تبنى على أكبر المكاسب وأقلّ التنازلات. والمهم في هذا الموضوع أنّ المفاوض الجزائري لم يخن شعبه ولم يخن الجزائر ورفض بقوّة تقسيم الجزائر إلى شمال وجنوب وتقسيم المجتمع الجزائري إلى طوائف متقاتلة متناحرة وأصرّ على أن تبقى الجزائر واحدة موحدة ويبقى المجتمع الجزائري واحدا موحدا. وهذه من أعظم المزايا التي امتاز بها المفاوض الجزائري على الكثير من المفاوضين الذين شهدهم التاريخ.
9. مايجب التركيز عليه في هذا المقام أنّ الاستدمار الفرنسي المجرم كان قويا من حيث العدد والعدّة والقوّة ولا يمكن بحال مقارنة الثورة الجزائرية بالاستدمار الفرنسي من حيث العدد والعدّة. والمجرم الفرنسي حين يتفاوض مع الجزائري فإنّ المفاوض الجزائري في هذه الحالة يعتبر قويا وبالشهادة الفعلية الرسمية للعدو الفرنسي. وهذه الشهادة بحدّ ذاتها تضاف لعظمة المفاوض الجزائري.
10. بقيت نقطة أتحدّث عنها لأوّل مرّة وهي: قرأت الكثير للجزائريين والفرنسيين وجلست لأسيادنا المجاهدين أستمع لشهاداتهم وأدوّن ماقدرت على تدوينه وكانت النتيجة: لم أقرأ ولم أسمع أنّ هناك نسخة سرية لاتفاقية إيفيان وكلّهم ودون استثناء – أقول كلّهم ودون استثناء- يكذّبون وبشكل قاطع مسألة أنّ هناك نسخة سرية لاتفاقية إيفيان. ولا نشهد إلاّ بما قرأنا وبما سمعنا.
11. رحم الله أسيادنا الشهداء ورضي الله عنهم وأرضاهم.
وسوم: العدد 882