وحوش جائعة ، وأنعام متصارعة ، وضحايا بريئة ضائعة !
الوحوش تتصارع ، فيما بينها ، على الفرائس؛ كلّ وحش يصارع ، بحسب قوّة أنيابه ومخالبه! وصراعُها ينصبّ على الأنعام! والوحوش المتصارعة ، هي من أصناف مختلفة ، من: أسود وضباع وذئاب ، وثعالب وفهود ونمور..!
فعلام تتصارع الأنعام ؟
بعضها يصارع ، على العلف .. وبعضُها يصارع ، على المخلاة ، الملأى بالعلف..
وبعضها يصارع ، على المخلاة الفارغة ، على أمل ، أن تُملأ ، ذاتَ يوم ، بالعَلف!
وبعضها يصارع ، على مكان ما ، في الحظيرة .. وبعضها يصارع ، على مكان مميّز، في الحظيرة .. وبعضها يصارع ، على سيادة الحظيرة !
وبعضها يصارع ، على القرب ، من أحد الوحوش ، ونَيل الحظوة ، عنده !
وبعضها يصارع ، تنفيذاً لأمر الوحش ، الذي يملك زمامه ، ويتحكّم بمصيره !
وبعضها يصارع ، لأنه يرى الأنعام المختلفة ، تتصارع ، دون أن يعرف : لمَ يصارع ؟
فمَن الضحايا ؟
الأنعام المتصارعة ، تأتي في مقدّمة الضحايا ؛ لأنها تخوض صراعاً ، فيما بينها ، يُقتل فيه مَن يُقتل ، ويشوّه مَن يُشوّه !
أسَرُ الأنعام ، من : أباء وأمّهات ، وأزواج وأولاد .. يقتل هؤلاء بالحروب ، أو يَضيعون ، بسبب قتل ذويهم المصارعين !
العجزة والمرضى والأطفال ، من أبناء الشعوب ، الذين لاناقة لهم ، في الحروب ، ولا جمل .. فيهلكون : بالقنابل والرصاص ، والجوع والمرض والتشرّد ..!
والكلام ، هنا ، كله ، عن الأنعام ، لا عن البشر الأسوياء ، الذين هم ضحايا للأنعام، قبل أن يكونوا ضحايا للوحوش ، التي تتصارع على الأنعام !
وسوم: العدد 883