سياسةٌ على أصوات الرصاص .. ورصاصٌ على هوامش السياسة !
قال أحد صنّاع السياسة الكبار، في العصر الحديث : السياسة تنبع ، من فوّهة البندقية !
وقال بعض المفكّرين ، المتمرّسين في السياسة : الحربُ هي الوجه العنيف ، للسياسة !
وقال بعضهم : الحرب والسياسة وجهان ، لعملة واحدة !
وقال شاعر قديم :
ولا خيرَ، في حِلم ، إذا لم يكن له بَوادرُ تَحمي صَفوَه ؛ أنْ يُكَدّرا
ولا خيرَ، في جَهل ، إذا لم يكن له حَليمٌ ، إذا ما أَوردَ الأمرَ، أَصدَرا
لكن ..
أكلُّ مَن يُجيد الحرب ، يُجيد توظيفَ نتائجها ، في السياسة .. أم لذلك مواصفات وشروط ؟
وهل كلّ مَن يُجيد العمل السياسي، يستطيع الانتصار في الحرب..أم لذلك مواصفات وشروط؟
لقد أثبتت الوقائع ، عبر التاريخ ، أن الكثيرين ، ممّن يجيدون خوض الحروب ، وينتصرون فيها .. يُخفقون ، في توظيف انتصاراتهم العسكرية ، لتحقيق أهداف سياسية !
كما أثبتت وقائع التاريخ ، أن الكثيرين من دهاة السياسة ، يخفقون ، في تحقيق أهدافهم السياسية ، لعدم امتلاكهم القوّة العسكرية ، التي تساعدهم ، في جني المصالح السياسية ، التي يسعون إليها !
وأثبتت وقائع التاريخ ، أن بعض المتمرّسين في الحروب ، لا يملكون أهدافاً سياسية، أصلاً ؛ فهم يخوضون حروباً عبَثية ، يَقتلون فيها الناس ، ويُقتل منهم الكثيرون ، دون أيّة جدوى .. أو يَحصد آخرون ، نتائجَ انتصاراتهم العسكرية ، لتوظيفها في جَني أهداف سياسية ! وبعضُهم يفاخر، في أنه لايملك أهدافاً سياسية ، في حربه ، ولا يحرص ، على تحقيق أيّ هدف سياسي ، إنّما يحارب ، ليقهر خصماً ، أو عدوّاً، ثمّ لايبالي ، بمن يحصد نتائج انتصاراته العسكرية !
إنها نماذج ، كانت موجودة ، قديماً ، وما زال بعضها موجوداً : يصارع ، دون أن يفكّر، بما يريد ، من نتائج صراعه .. أو كيف يوظّف نتائج هذا الصراع !
وسوم: العدد 883