اللبواني والنظرية النازية في الإعلام

الأستاذ هيثم المالح

تسجيل صوتي للبواني الذي اعتاد تسجيل مقطعّات صوتية عبر غرف الواتساب يبشّر من خلالها بخيالاته أو أنه (ممن اطلع الغيب او اتخذ عند الرحمن عهدًا) ، تسريب كشف مستوى التدني الذي وصل له، وأعطى خصومه قوةً لم يكونوا يحلمون بها ، لاسيما على المستوى الشعبي، بعد أن انهارت أسهمهم وباتوا شماعة للأخطاء ، بل سببًا لانكسار الثورات وفي القلب منها الثورة السورية ، بسبب الضخ الإعلامي الموجه ضدهم ، ليأتي تسجيل اللبواني فيرفع من تلك الأسهم ويترك أكثر من علامة استفهام حول من يستهدفهم أو يحرك خصومهم، ولحساب من ؟

تعود علاقتي بكمال لبواني لعام 2001 ، وقد كان ملفتًا للنظر بجرأته وطروحاته ،ودماثة أخلاقه ، ثم جمعنا السجن بعد ذلك ، وفي الثورة السورية عُرف اللبواني بتقلباته ، فتارة يدافع عن النصرة (وله لقاء على الاتجاه المعاكس) وتارةً يهاجم الإسلاميين وفي القلب منهم الإخوان ، وقد كانت العلامة الفارقة للبواني زيارته للكيان الصهيوني ومن ثم العمل على تجميع عدد من المعارضين ممن ظنّوا أنّ الحل عند الصهاينة ، فسوقوا للعلاقات معهم، وهم يقدّمون خدمة للنظام الطائفي – المدعوم صهيونيًا – بوسم الثورة بالعمالة للصهاينة وهم يحسبون أنهم يحسنون فعلاً !

قبل نحو سنتين، وفي جنيف ، التقيت باللبواني ، وكان مدعوًا لمجلس حقوق الإنسان ، وبدأ يكيل لي المدح أمام السفير “فرج فنيش” في مجلس حقوق الإنسان ، وعندما سأله مع من تعمل ؟ ردّ اللبواني : مع الموساد الإسرائيلي ! قالها وهو يفاخر بها أو كأنها صفة مشرّفة !

سبق أن لاحظت على الرجل أنّه منفصل عن الواقع أو أنه يعيش شخصيتين أو أكثر ، وبات ديدنه الكذب ، فقد تكلّم في أكثر من تسجيل عن أشياء ولم تقع ، وبشّر بأمور ولم تحصل ، ثم بدأ يصدّق ما يكذب أو يسوق لتلك الأكاذيب ، ومنها قوله على الاتجاه المعاكس قبل شهرين إنه عالجني من انفلونزا الخنازير في السجن ! وقد رددت بمقال كذّبته فيه ، وقبل أيام ظهر مدعيّا أنه وأسرته أصيب بالكورونا ، فأصبحتُ على قناعة تامة بأنّ الرجل بات يعيش في شخصيات متعددة ، تارة السياسي المعارض وأخرى الرئيس القادم ، وصاحب الأسرار التي لم يطلع عليها أحد ، والطبيب الرحيم الذي يبيّن للناس جشع الأطباء ومحتكري الدواء في العالم !

في تسجيله الأخير- وقد أكدّ لي عدد من الإخوة – أنّه موجه لشاب متقلب مثله يعيش الآن في النمسا ويزور الكيان الصهيوني ومعادٍ للإسلاميين ، وقد كان من قبل يُطبّل لهم ، ويعمل في القنوات السلفية ، ومفاخرًا بالنصرة أيضًا على الاتجاه المعاكس ، وقبل الثورة كان يعمل مع خدام ، في هذا التسجيل يعرفنا على مدرسته في الإعلام ، مدرسة تقوم على البهتان والتلفيق ، ففي كل سوء وجرم ينصحه بزج الإخوان في الموضوع ، والغاية أن يرسخ عند الناس أن السوء مصدره الإخوان ، مفاخرًا أنه يسير على نهج النازية في إشارة لوزير هتلر غوبيليز في نظريته الشهيرة في ترديد الكذب حتى يصدّقه الناس !

علاقتي القديمة بالإخوان – باتفاقي واختلافي معهم – تؤكد أن الهجمة عليهم مصدرها إسرائيل ، وأن إعلام أبناء زايد وإعلام السيسي وحلف الثورات المضادة يعمل بتوجيهات الصهاينة ، ومن ثم وصولاً للبواني ومن معه ومن على شاكلته ، وهو عمل منظّم وليس فرديًا .

وقد حزّ في نفسي أن ينتهي اللبواني إلى هذا المستوى ، وهو يفاخر بتسويق الإساءات عن الناس وعن القدرة على البهتان ، وتذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :

أتدرون ما الغِيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهَتَّه.

وسوم: العدد 885