القيَم الصالحة والفاسدة ، لدى الأفراد والجماعات والشعوب !
تختلف القيم ، عن العادات والأعراف ، وقد تتداخل معها ، أو مع بعضها ، فتكون العادة قيمة ، أو يكون الالتزام بالقيمة ، عادة !
قد يبتكر بعض الأفراد ، قيَما خاصّة بهم ، يفرضونها على أنفسهم ، دون ان يفكّروا بإلزام غيرهم بها ! وقد تكون هذه القيم ، مرتبطة يهم ، وحدهم ، أو بأسَرهم ، وقد تكون هذه القيم متعلقة : بالطعام والشراب ، أو اللباس ، أو بالشكل : شكل قصّة الشعر، أوضخامة الشارب .. أوغيرذلك !
بعض القيم تخترعها الشعوب ، وتفرضها على نفسها ، أو على غيرها ، بغضّ النظر عن صلاحها ، أو فسادها !
كان لرجل ، من قبيلة أنف الناقة ، بنات ، لا يتقدّم لخطبتهن أحد ، بسبب اسم القبيلة؛ أنف الناقة ! فاستضافت القبيلة ، ذات يوم الشاعر الحطيئة وأكرمته ، فمدح الشاعر القبيلةَ ، قائلاً :
قومٌ هم الأنفُ ، والأذنابُ غيرُهمُ فمَن يُسوّي ، بأنفِ الناقةِ ، الذنَبا!؟
فتزوّجت البنات ، بعد فترة وجيزة ، وصرن مصدر فخر لأزواجهنّ ؛ إذ صار أحدهم يتباهى ، بأن زوجته ، من بني أنف الناقة !
ضخّم اليهود مأساة الهولوكست ( المَحرقة النازية لليهود) ، فأكّدوا على أن قتلى اليهود ، في المحرقة ، هو ستة ملايين ! ثمّ أتيح لهم ، فرض هذا العدد ، على الناس، في بعض الدول ، فصار مَن يقلّل ، من عدد اليهود المحترقين ، بالهولوكست ، أو يشكّك به ، يجرّم ، ويحاكم ، وقد يدخل السجن ! فالإيمان بالعدد ، ذاته ، صار قيمة، واكتسبت القيمة بُعداً سياسياً وقانونياً !
أعياد ميلاد الأشخاص ، انبثقت ، عن العقيدة النصرانية ، التي من طقوسها : الاحتفال بعيد ميلاد المسيح ! وقد اخترع النصارى لأنفسهم ، عيد ميلاد ، لكلّ فرد، يحتفل به أهله ، سنوياً ! ثمّ فرضت النصرانية ، بما لحضارتها ، من قوذة تأثير، هذه العادة ، على كثير من الشعوب الأخرى ؛ إذ صار عيد ميلاد الشخص ، قيمة يصعب التنازل عنها، اجتماعياً؛لأن ذلك يثير حفيظة الشخص، صاحب العيد، ويغضب أهله!
بعض القبائل العربية ، تنظر بنوع من الاحتقار،إلى من يغصّ، على مائدة طعام ، وتعيّر الشخص ، وأولاده وأحفاده ، وسائر أقاربه ، بغصّة الرجل !
وبعض القبائل ترى ، في إسقاط عقال الرجل ، عن رأسه ، عاراً ، يجب أن يُثأر له ، إذا أسقطه شخص ما ، عمداً ؛ ففي ذلك إهانة ، للرجل وقبيلته ، ولا بدّ من الانتقام ، من الفاعل ، وإلاّ ظلّ الإحساس بالهوان ، ملازماً القبيلة !
وقد تكون للقيمة أصول دينية ، أوتكون من مكارم الأخلاق ، التي نَدب إليها الإسلام! كما قد تكون منافية ، لمكارم الأخلاق ، لكنّ أهلها يحرصون ، على التمسّك بها !
وسوم: العدد 886