المهووسون بجسد المرأة
27آب2020
أحمد دعدوش
*****************
قبل نحو سبعين سنة، كان هناك شاب طموح اسمه مصطفى طلاس، من عائلة سنّية ريفية متواضعة في قرية جميلة بريف حمص اسمها الرستن، وكان زير نساء عديم الشرف ولا يتردد في الانبطاح والتذلل لتحقيق مصلحته، فوجد غايته في حزب البعث والجيش السوري، وعندما أدرك أن السلطة ستكون في قبضة العصابة العلوية "النصيرية" الصاعدة قدم لها كل خدماته، وساهم معها في الانقلاب على الرئيس السني أمين الحافظ، فكافؤوه بتعيينه قائدا للمنطقة الوسطى وهو في سن الرابعة والثلاثين، وعندما وجدوه الممثل المناسب للأغلبية السنية في التواطؤ والخنوع جعلوه وزيرا للدفاع وعمره 36 سنة فقط، وقبل أن يكمل الأربعين شارك في الانقلاب العلوي الذي سمي بالحركة التصحيحية وصار الخادم المطيع لحافظ الأسد، وحتى بعدما توفي حافظ وانتقلت السلطة إلى بشار ظل خادما للوريث الذي كان عمره 36 سنة.
- وبما أننا نتحدث عن زير نساء يتباهى بالعربدة وسفك دماء المعارضين الإسلاميين فلا غرابة في أن يكون بقاؤه في منصبه أكثر من ثلاثين سنة هو مصدر فخر يحقق به رقما قياسيا عالميا، ولا في أن يتحول أبناؤه من مزارعين بسطاء إلى رجال أعمال فاسدين، ولا في أن يرضى بتزويج ابنته في سن الثامنة عشرة لتاجر السلاح الملياردير الفاسد أكرم العجة وهو في سن الستين.
- "وهكذا هي القصة"، فعندما حقق شاب ريفي سني كل أحلامه في السلطة والثروة، أصبح هناك تيار يعتبر إدمان الجنس والعربدة وانعدام الأخلاق ولعق أحذية ضباط الطائفة العلوية هو "فريضة مقدسة"، ولو استمر هذا الوضع في سورية عقدا إضافيا بدلا من اندلاع الثورة كان سينشأ جيل آخر على اعتبار هذا المجون والتذلل ضربا من المواطنة الصالحة وسبيلا لتحقيق النجاح في الحياة.
- كل ما سبق كان مقدمة تاريخية بسيطة،
- أما #الحجاب(الخمار على الرأس والجلباب على الجسد) فقد نص عليه القرآن الكريم والسنة الصحيحة، وأجمع عليه كل المسلمين منذ 14 قرنا،
- وهو من الفروض المعلومة من الدين بالضرورة، بل هو من الثوابت القليلة التي اتفقت عليها كل طوائف الأمة حتى المنحرفة منها والغالية والخارجة عن ربقة الدين، ولم يشذ عن هذا الإجماع إلا زنادقة العصر الحديث، اللاعقون لأحذية الغرب، والمهووسون بجسد المرأة.