قرون الأقلام!
تحمل الأقلام صفات أصحابها وتتميز بخصائصهم؛ فهي رئاتهم التي بها يتنفسون، وقلوبهم التي بواسطتها يحبون أو يكرهون، وهي أيديهم التي عبرها يلطمون خصومهم أو يمسحون على رؤوسهم!
ومن خلال قراءتي في وسائل التواصل الاجتماعي لأناس من طبائع متباينة ومن مشارب شتى، أستطيع أن أعرف نفسيات بعض الناس وأكتشف طبائعهم من خلال ما يكتبون!
وقد رأيت بهذا الصدد أناساً يذهبون للاختلاف مع من يختلفون عنهم بدون أدنى وعي، ويندفعون بجموح للاصطدام بهم من دون أي تردد، لدرجة أني أتخيل أصحابها بقرون وهم يسعون كالثيران الإسبانية لمناطحة من يخالفهم في الوجهة أو يختلف معهم في الرأي!
وهناك أقلام تمتلك مخالب أو أظلافا أو أظافر تخمش وجوه من تحاورهم، وتوجد أقلام لها أنياب تعض المخالف وهي تزعم أنها تعظه؛ حيث تتجاوز الحديث عن الأفكار إلى الحديث عن الأشخاص وتذهب إلى إطلاق الاتهامات والشتائم بدلا عن الإقناع بالحُجَج والجدال بالتي هي أحسن!
يظهر ذلك كله من المفردات التي تفتقر لأدب الخلاف ومن الأساليب التي تخلو من التهذيب، بجانب تصميم حثيث على ادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة وتسفيه الآخر ورميه بكل نقيصة واتهامه بكل رذيل!
فهل لقلمك قرون تنطح وأظافر تخمش؟ أم أنه يسيل تعقلاً وينساب حكمة؟ وما هي الحلول لتقويم الأقلام الجامحة؟
وسوم: العدد 892