رَدهات الكلام !
الرَدهة : هي البيت العظيم .. ولها تعريفات أخرى كثيرة !
من تعريفات البلاغة أنها: مطابقة الكلام ، لمقتضى الحال !
بناء على ماورد من تعريفات ، يمكن القول : إن ثمّة ردهات متنوّعة للكلام ، ولكلّ منها مايناسبه ، من أنواع الكلم ، وفنونه ، وأساليبه ، وموضوعاته.. ! وقد تتداخل الردهات ، فيتداخل فيها الكلام ، ويتنوّع !
ومن أهمّ ميزات التعريف السابق ، للبلاغة ، أنّه يفرّق ، بين أنواع الكلام ، بحسب مناسبة الكلام ؛ فالغناء ، مثلاً ، لايناسب المآتم .. والبكاء لايتلاءم مع أجواء الفرح، كالفرح في الأعراس ، ونحوها ! وتسميةُ الشاعر، عمر أبي ريشة ، لأحد دواوينه الشعرية ( غنّيت في مَأتمي) ، إنّما جاءت على سبيل المفارقة ، التي أرادها الشاعر!
وممّا يقتضي المقام ذِكره ، من الردهات :
ردهة للتحليل المنطقي ، السياسي وغيره ! وهذه الردهة ، تكاد تكون خاصّة ، بالناس المهتمّين ، بهذا النوع من التحليل ؛ سواء أكانوا خبراء فيه ، أم كانوا مجرّد معنيّين بمضموناته !
ردهة للردّ الهادئ اللطيف : وهذه تدلّ ، في العادة ، على الحلم ، الدائم أو المؤقّت، وتشمل : المسامحَة ، على الزلل والهفوة ، كما تشمل العفو، عن بعض الاخطاء ، ونحوذلك !
ردهة للردّ العنيف : وله سياقاته وأساليبه وأسبابه ! وهو يتدرّج في عنفه وشدّته، بحسب الأحوال ! كما أن العنف ، قد يكون هادئاً ، يأتي على صيغة زجر، أو تهديد، وقد يعلو فيه الصوت ، أو اللهجة في ، الكتابة !
ردهة للقدح والذمّ : وثمّة ردهات خاصّة بالقدح والشتم والذمّ ! ولكلّ منها أساليبه وأسبابه ! ومثال ذلك : لو سُئلت مجموعة من الناس ،عمّا يفعله المجرمون بالأبرياء، من عسف وتنكيل ، فقد يشتم شخص الفاعلين .. وقد يصفهم شخص آخر بصفات معيّنة ، كالخيانة ، والعمالة للعدوّ .. وقد يدعو لهم شخص آخر بالهداية ، حسب فهمه للنصّ الشريف : وقولوا للناس حُسناً !
وقد تكون الردهات شعرية ، مثل : شعر المديح .. شعر الفخر.. شعر الهجاء .. شعر الرثاء .. شعر الوصف .. شعر الغزَل !
وسوم: العدد 892