الحقّ عليكَ..بل عليكَ..وتَخرب الأسرةُ والقبيلة والحزب..! فأين الرجلُ الرشيد؟
يختلف اثنان بارزان ، في الأسرة ، أو القبيلة ، أو الحزب .. فيلقي كلّ منهما اللوم على الآخر، وكلّ منهما يصرخ ، في وجه الآخر: الحقّ عليك !
ثمّ يسعى كلّ منهما ، إلى الحصول ،على تأييد مناصرين له ، من أفراد الأسرة ، أو القبيلة ، أو الحزب .. فيحدث الانشقاق ، ويحدث معه مايلي :
تعميق الانشقاق : ثمّ يتعمّق الانشقاق ، مع الزمن ، ويصبح الفريق الجديد ، هو الأهل والعزوة : يصبح هوالأسرة ، أو القبيلة، أو الحزب! ويصبح الفريق الأخر، عدوّا له، أو خصماً ، ينافسه على بعض المكتسبات! وأوّل ما ينافسه عليه، هو: الاسم ؛ اسم الأسرة ، أو القبيلة ، أو الحزب!
افتخار كلّ فريق بفضائله : يبدأ كلّ فريق ، بالحديث عن فضائله ومنجزاته ، وتأثيره في الحياة السياسية والاجتماعية ..! وإذا بَرز منه فردٌ ، في مجال ما يصبح ، هذا الفرد فخراً للفريق المنشقّ ، يباهي به الفريق الآخر!
دخولُ فئات جديدة : ثمّ تدخل فئات مختلفة ، من الأقارب والأصدقاء ، إلى جانب كلّ فريق ، تؤازره ، أو تؤيّده ، أو تشجّعه ! بل تدخل فئاتٌ ، يَسرّها الانشقاق ، فتستغلّه، للعبث بالكيان المنشقّ ، وتحقيق مكاسب ، من هذا الفريق ، أو ذاك ، من خلال مدح الفريق ، الذي آزرَته ، والسعي ، إلى تشويه صورة الفريق الآخر، والحطّ من شأنه!
نتائج الانشقاق !
نتائج انشقاق الأسرة : ضعف الأسرة وتمزّقها ، فيكون الأخ خصماً لأخيه ، ويكون ابن العمّ ، خصماً لابن عمّه، أو منافساً على السيادة، أو على فخر الأسرة وتاريخها!
نتائج انشقاق القبيلة : لايختلف انشقاق القبيلة ، أو العشيرة ، عن انشقاق الأسرة ، كثيراً ، إلاّ من حيث أعداد كلّ فريق من المنشقّين .. ومن حيث كثرة الأشخاص ، الذين يمكن أن يَبرزوا من كلّ فريق ، ممّا يساعد في الإسراع ، بتشكيل كيان جديد، منافس لكيان الفريق الآخر!
نتائج انشقاق الحزب : أمّا انشقاق الحزب ، الذي يضمّ ، في العادة ، هيئات ومؤسّسات ، فإن هذه الهيئات والمؤسّسات ، تنشقّ ، لتتشكّل ، لكلّ فريق ، هيئات جديدة ، ومؤسّسات جديدة ! وتتنافس الهيئات والمؤسّسات ، في كلّ فريق ، على تحقيق منجزات تفخر بها ، وتباهي بها الفريق الآخر، وهيئاته ومؤسّساته !
وسوم: العدد 892