الشعوذةُ جهلٌ.. ًوغباءٌ أم مكرٌ واستغباءٌ.؟!!!
للشعوذة وجوه كثيرة، والذي سأتكلم عنه وجهٌ واحدٌ منها، وهو الذي يُلبَس لبوسَ الدّين ويزعُم صاحبُه الاتّصالَ بالجنّ، وأقول بدايةً أنّ بعضَها جهلٌ وغباءٌ وضحالةُ معرفةٍ بديننا، لكنّ بعضَها نابعٌ من مكرٍ واستغباءٍ لعباد الله تعالى، ومن هذه الشعوذة التي لا دليلَ عليها : الزّعمُ بأنّ الجنّ يدخل في الإنسان، ولكن أين الدليلُ من كتاب الله أو من سنّة رسوله صلى الله عليه وسلّم؟!! إذ لو كان هذا الزعمُ صحيحاً لورد في كتاب الله أو سنة رسوله ما يشير إليه والذي ورد هو المسُّ.. قال تعالى ((الذين يأكلون الرّبا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبّطه الشيطان من المسّ..)) و... ((... أنّي مسَنيَ الشيطانُ بنُصْبٍ وعذاب )) و. .. ((إنّ الذين اتقوا إذا مسّهم طائفٌ من الشيطان تذكّروا فإذا هم مبصرون)) إنّه المسّ ليس غير، ولما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على من يُصرعُ فبرأ لم يقل صلى الله عليه وسلم أنه قد أخرج منه الشيطان. فكيف يستجيزُ اقوامٌ إيهامَ من يأتيهم بأنّهم قد دخلهم جنيٌّ وهم قادرون على إخراجه وتكون نتيجةُ كلامهم كارثةً على من استنجد، ويكون هذا المسكينُ كالمستجير من الرٍّمضاء بالنّار.. والأمر الآخرُ أنّ الله تعالى لم يسخّـِر الجنَّ لمن هبّ ودبّ من عباده بل سخّرهم لنبيه سليمان عليه السلام. قال تعالى (( يعملون له ما يشاء من محاريبَ وتماثيلَ وجفانٍ كالجواب وقدورٍ راسيات)) ففي الآية الكريمة نصّ على تسخير الجنّ له.. ثم يأتي معتوهٌ او مفترٍ فيزعم أنّ الجنّ مسخرون له وهذا بعد دعاء نبي الله سليمان ((ربّ هب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي)) وهذه نقطة تدلّ على مكانةٍ وشأن.......
و لو أنّنا جارينا أصحابَ دعوى الاتّصال بالجنّ والاستفادة منهم فهولاء الجهلة لا يعرفون أنّ الجنّ لا يعلمون الغيب قال تعالى (( فلما قضينا عليه الموت ما دلّهم على موته إلاّ دابةُ الأرض تأكل منسأته فلما خرّ. تبينت الجنّ أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين.)) ما أدقَّ كلامَ الله بقوله. (تبينت الجنّ) وهات أيّ كلمة أخرى غير تبينت : تعطي ذات البعد والدلالة ، وقد لبث الجنّ يعملون في العذاب المهين إلى أن أنهت الارضةُ التي دخلت في المنساة عملَها والله أعلم كم بقيت دابّةُ الأرض تأكل وتعمل حتى انكسرت المنساة. وواضحٌ من الآية أنّ الجنّ لا يعلمون الغيبَ قطعا ..
قال تعالى (( وأنّا كنّا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمعِ الآن يجدْ له شهاباً رصدا)) نعم وإنّهم عن السمع لمحجوبون. فإذا كان الجنّ لا يعلمون أصلاً ، فكيف لمن يراوغون إحالة معلوماتهم على الجنّ.. ولكم ابتزّ هؤلاء الجهلة أقواماً بل وهدموا بيوتاً وأصابوا مراجعيهم بأمراضٍ وعقد نفسية بدجلهم وكذبهم.. وعندي عنهم قصصٌ كثير ة يطول ذكرُها لكن حسبي ما أوردتًُ والحمد لله اولاً وآخرا.