حين تتعَولَم المُوبقاتُ المُهلِكَة ، وتحمى بقوانين .. فماذا يتوقّع البَشَر؟
الموبقات ، التي أهلك الله بها الأمم السابقة ، اجتمعت ، اليوم ، كلّها ، وتَعَولمت، وصارت محمية بقوانين ! فماذا يتوقّع البشر؟
نماذج قديمة ، من الموبقات المهلكة: ثمّة موبقات مهلكة أساسية ،لأكثر الأمم الهالكة، وموبقات أُخرى ، تُعَدّ تابعة لها ، أو موبقات فرعية !
موبقة قوم نوح الأساسية : الكفربالله ! ومن الموبقات الفرعية : الفجور، قال تعالى: (وقال نوحٌ ربّ لاتَذر على الأرض من الكافرين ديّاراً * إنّك إنْ تَذرهم يُضِلّوا عبادَك ولا يَلدوا إلاّ فاجراً كَفّاراً).
وهكذا، يمكن تعداد مجموعة من الموبقات ، التي أهلك الله بها ، بعض الأمم السابقة، مثل موبقات :عاد وثمود وشعيب .. وغيرها !
أمّا موبقة قوم لوط الأساسية ، في السلوك ، التي كانت فعلاً شنيعاً ، في زمن أصحابها ، وهي الشذوذ الجنسي .. فقد صارت ، اليوم ، سلوكاً مَحميّاً بقوانين ، يشرعها مجلس النوّاب ، الذي يختاره الشعب ، ليسنّ له القوانين ، ويحاسب الحكومات !
أمّا موبقة قوم فرعون الأساسية ، فهي الكفر بالله ، وتأليه فرعون ! وهو مايشاهَد في الدول ، التي يحكمها أفراد متسلّطون ، يؤلّهون أنفسهم ، بكلّ ما يتّخذونه ، من قرارات وأحكام ، دون أن يدّعوا – صراحة - بأنهم آلهة من دون الله ! ومن موبقات السلوك : اضطهاد مخالفي فرعون !
وقد قال الله ، عزّ وجلّ عن الفساد ، الذي نشره الناس ، بأعمالهم : (ظهَر الفساد في البرّ والبحر بما كسبتْ أيدي الناس ليُذيقهم بعضَ الذي عملوا لعلّهم يَرجعون).
ويقول ، جلّ شأنه : (إنّما مَثلُ الحياة الدنيا كماءٍ أنزلناه من السماءِ فاختَلط به نباتُ الأرض ممّا يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخَذت الأرضُ زُخرفَها وازّينَتْ وظنّ أهلها أنّهم قادرون عليها أتاها أمرُنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأنْ لمْ تَغنَ بالأمس كذلك نفصّل الآياتِ لقوم يتفكّرن ).
وقال تعالى ، منذراً بعض عباده : ( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دونَ العذابِ الأكبر لعلّهم يَرجعون ).
وقال تعالى ، عن الكافرين : ( ولايَزال الذين كفروا تُصيبهم بما صَنعوا قارعةٌ أو تحلّ قريباً من دارهم حتى يأتي وعد الله إنّ الله لايُخلف الميعاد) .