الطبْع والتَطبّع والتطبيع ..!
للطبْع معان كثيرة ، لن نستقصيها ، هنا .. حسبُنا أن نَذكر بعضاً منها ! يقال:
طُبعَ الشخص على شيء : جُبلَ عليه ، أو اتّصفَ به.. طَبَّعَ المُهر: علّمَه الانقياد والمطاوعة .. طبّع ابنَه على حبّ الخير: عوّدَه عليه ..!
ومنه : طبَّع العلاقات بين البلدين ، جعلها طبيعية عادية ! وهنا ، نقف قليلاً ، لنلقي نظرة ، على بعض مايجري ، بين بعض الناس !
يقول مسؤول ، في دولة ما ، لمسؤول في دولة أخرى : أنتم - إذا طبّعتم علاقاتكم معنا- كان في ذلك خير كبير، لنا ولكم : اقتصادياً وسياسياً..!
ويقول المسؤول الأوّل ، لمسؤول آخر، في دولة أخرى : إذا طبّعتم علاقاتكم معنا، تشفّعنا لكم ، عند الدولة الفلانية الكبيرة ، ورجوناها أن ترفع عنكم الحصار!
ويقول المسؤول الأوّل ، ذاته ، لمسؤول آخر، في دولة أخرى : أنتم - بتطبيع علاقاتكم معنا - تكسبون حمايتنا لكم ، من الدولة الفلانية ، المعادية لكم .. كما تكسبون حماية حليفتنا ، الدولة الكبيرة ؛ فلا يجرؤ أحد ، على التعدّي عليكم !
ويقول المسؤول الأوّل ، ذاته ، لمسؤول آخر، في دولة أخرى : أنتَ ، ابقَ عدوّاً لنا، في الظاهر، لتَدفعَ السُذّج ، إلى أحضاننا ، ليحتموا بنا منك .. ويظلّ بعضُهم ، يحتمي بك منّا ، باسم : المقاومة والممانعة ! ونحن وإيّاكم ، نبتزّ الطرفين ، بالتخويف ، كلّ منّا يخوّف المحتمين به ، من الآخر.. ونظلّ نسلبهما : التفكيروالإرادة والمال !
ويقول المسؤول الأوّل ، ذاته ، لمسؤول آخر، في دولة أخرى : أنتَ منّا ، ومتجاوزٌ حدود التطبيع ، ونحن نحتاجك حيث أنت ! فلا تطبّع معنا ،علناً ؛ فوجودك على رأس جيشك ومباحثك ، تقتل مِن شعبك مَن تشاء ، نيابة عنّا .. أقوى من كلّ تطبيع !
ولن نتحدّث ، هنا ، عن الطبَع ، الذي هو سوء الخُلق ، الذي يلوّث سمعة الإنسان ، ويلوّث علاقاته مع الآخرين ؛ سواء أكانت علاقات : سياسية أم اجتماعية أم اقتصادية.. فهذا شان آخر! لكن نقول : إنّ من معاني الطبَع : الوسَخ الشديد – ومنه وسخ السيرة والسريرة - .. الصدأ .. الشين والعيب ..! وجَمعُ الطبَع : أطباع !
وسوم: العدد 899