تناسُل الخيانات!

كنت أقرأ عن الخونة الذين وقفوا مع الغزاة الصليبيين أو المغول؛ فيصيبني الذهول ولا سيما في الصور السافرة من الخيانات، وكان استغرابي يشتد حينما أقرأ عن صمت الجماهير وطليعتها العلمائية عن تلك الخيانات!

وها هو التأريخ يعيد نفسه؛ حيث رأينا حكاما يتمرغون في أوحال الخيانة من دون أي لبس أو محاولة للتخفي، لدرجة أن حكاما وقفوا في خندق الرئيس الفرنسي ماكرون الذي أساء للإسلام وشجع الصور المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، ووقفوا في المقابل ضد أردوغان الذي انتقد ماكرون، بل ودعوا شعوبهم لمقاطعة المنتجات التركية والإقبال على المنتجات الفرنسية!

وبعد أن أعلن ماكرون إصراره على المضي في طريق الإساءة للمقدسات الإسلامية وصل الحال ببعض القواد العرب إلى حد الوعد بدعم الاقتصاد الفرنسي (الإفرنجي)، كأنهم يقولون لهم واصلوا انتهاك المقدسات ونحن سنمنع الشعوب من الاحتجاج والمقاطعة لبضائعكم وما سيُحدثه المتطرفون من خسائر في اقتصادكم سندفعه لكم!

ذلك الاقتصاد الذي يتولى كبراء أهله اليوم كبر حملة صليبية جديدة ناعمة، من بعد نصائح جدهم لويس التاسع الذي انهزم في الحملة الصليبية السابعة بل وتم أسره ووضعه في دار لقمان بالمنصورة في مصر، ولم يخرج إلا بعد دفع الفدية، ونصح قومه باللجوء إلى الغزوات الثقافية الناعمة التي تجعل محسوبين على الإسلام يقفون في صف أعدائه، بمن فيهم بعض ممن يحملون عمائم وألقاباً علمية كما نرى بأمّ أعيننا ولا نكاد نصدق!!

وسوم: العدد 900