هل تتناسب الحرّيّة ، مع القوّة ، طرداً .. أم ثمّة ضوابط ؟
يزعم المفكّرون في أوروبّا ، أنهم يتبنّون مبدأ سامياً ، هو: تنتهي حرّية الفرد ، حيث تبدأ حرّية الآخرين !
ويزعمون : أن حرّيّات المرء ، مَصونة مكفولة ، تحميها القوانين ، ومنها : حرّية الرأي ، وحرّية التعبير، وحرّية المعتقد .. إضافة إلى : حرّية العمل ، وحرّية التنقّل.. وغيرذلك !
ونقف قليلاً ، عند المبدأ ، الذي يتبنّاه هؤلاء ، ثمّ نتحدّث قليلاً ، عن بعض حرّياتهم، التي ادّعوها لأنفسهم ، فنقول :
مبدأ (تنتهي حرّيتك ، حيث تبدأ حرّية غيرك) ، مبدأ صحيح ، بعمومه ، لكن ، بشرط الاتفاق ، بين الناس ، على تعريف الحرّية ، وعلى حدودها ! ونطرح تساؤلات ، حول ذلك ، فنقول : إذا كانت حرّية القتل والسرقة والاغتصاب ، والاعتداء على الآخرين .. إذا كانت هذه الحرّيات محرّمة ومجرّمة ..
فهل الحرّية الجنسية ، المنفلتة من عقالها ، وغير المنضبطة بأيّ ضابط .. هل هي حرّية شخصية ، يجب أن تحميها القوانين ، حتى لو أدّت إلى انتشار الأمراض ، فأصابت المجتمع ، كلّه ، ومسّت حرّيات الآخرين ، بشكل خطير، لأنهم يُبتلَون بأمراض ، تسبّبها سلوكات غيرهم !؟
وهل العدوان على عقائد الآخرين ، التي هي عندهم ، أهمّ من المال والولد .. هل هذا العدوان ، يَدخل في باب الحرّية الشخصية ، ومنها : حرّية المبدأ والمعتقد والتعبير.. ويتّفق مع المبدأ الذي وضعوه لأنفسهم : تنتهي حرّيتك ، حيث تبدأ حرّية غيرك ؟
أم لعلّ حرياتهم ، في هذا المجال ، متناسبة مع قوّتهم : السياسية والإعلامية والعسكرية !
وإذا كانت حرّيتهم تكفل لهم ، حقّ الاعتداء ، على مقدّسات المسلمين ، مثلاً ، والاعتداء ، باللفظ والصورة ، على كرامة نبيّ الإسلام .. فهل يجرؤ أحدهم ، على النيل من عقائد اليهود ، بل حتى ممّا أشاعوه ، وجعلوه مسلّمات تاريخية ، مثل المحرقة النازية ؟
أم استضعاف الضعيف ، ولوكان على حقّ ، واحترام القويّ ، ولو كان على باطل.. من عناصر المبدأ ، الذي وضعوه لأنفسهم ، فلايحقّ للضعيف ، ردّ العدوان عن معتقداته ، مهما كانت قدسيتها ؛ لمجرّد كونه ضعيفاً !
وسوم: العدد 900