عام الوفود ، إسلام عدي بن حاتم الطائي

نحن الآن في مطلع العام التاسع ويسمى {{ عام الوفود }} ولن نتناول جميع الوفود بالتفصيل ، بل نعرض نماذج منها

ففي شهر {{ ربيع الآخر}} من السنة التاسعة

أرسل النبي صلى الله عليه وسلم ، علي بن ابي طالب ومعه {{ ١٥٠٠ رجل }} من الأنصار ، الى قبيلة {{ طيء }}

وهي عدة قبائل تسمى {{ طيء }} ولكن كان سيدها العام {{ حاتم الطائي }} المعروف بالتاريخ والمشهور بالكرم

فكلنا يعرف حاتم الطائي

وكان سيدهم في ذلك الوقت بعد موت {{ حاتم الطائي }}

هو ابنه

{{ عدي بن حاتم الطائي }}

وكان قد تنصر [[ يعني أن اعتنق النصرانية ولم يلتزمها بل كان يخلط بين النصرانية والصابئة يعني عامل دينه كوكتيل ]]

وكان هدف السرية هو هدم صنم {{ طيء}} وكان من الأصنام المشهورة في الجزيرة، واسمه {{ الفِلس}}

______________________________

فشن عليهم المسملون الغارة مع الفجر، وهدموا صنمهم {{ الفلس}} واصطحبوا معهم أنعام كثيرة وسبي، وفر قائدهم {{ عدي بن حاتم الطائي}} الى الشام و أخذ زوجته و ولده تاركاً اخته {{ سفانة ابنة حاتم الطائي }}

فكانت من ضمن السبايا ابنة {{ حاتم الطائي}} واخت {{عدي بن حاتم}}

[[ ومعنى سفانة الؤلؤة وبها كان يكنى ابوها حاتم الطائي لا بولده ، كان يقال له ابو سفانة وليس ابو عدي ]]

_____________________________

فلما جاءت {{ سفانة }}  المدينة مع السبي

وقفت بين السبي وكان من عادة النبي صلى الله عليه وسلم

أن يفصل بين الاسرى

الرجال في جانب

والنساء في جانب

والصغار مع امهاتهم

فوضعت النساء في القسم المخصص عند ساحة المسجد

وخرج النبي صلى الله عليه وسلم ليؤدي إحدى الصلوات بعد مجيء هذه السبايا والاسرى

فلما رأته {{ سفانة }} عندما خرج من باب إحدى حجرات ازواجه

وقفت واعترضت طريقه وناشدته بصوت مرتفع

:_ يا محمد هلك الوالد ، وغاب الوافد، فامنن عليَّ منَّ الله عليك

قال: _ومن وافدك؟

قالت: _عدي بن حاتم

قال: _ الفار من الله ورسوله؟

ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركها ، ليؤدي صلاته

فحين انتهى من صلاته ورجع قامت وأ عترضت طريقه مرة ثانية

[[  وعلمت أن الوقت اولاً كان ضيق ولكن الآن متسع ، في الاول كان في عجلة ليؤدي الصلاة والآن راجع لحجرات ازواجه ]]

فقالت :_ يا محمد  هلك الوالد، وغاب الوافد، فامنن عليَّ من الله عليك، يا محمد إن رايت أن تخلي عني ، ولا تشمت بي قومي

فإن أبي كان يحمي الذمار، ويفك العاني، ويشبع الجائع، ويطعم الطعام، ويفشي السلام، ولم يرد طالب حاجة قط، أنا ابنة {{ حاتم الطائي }}

فرق قلب النبي صلى الله عليه وسلم لحالها

وقال :_  قد فعلت ، يا جارية هذه صفة المؤمنين حقاً ، لو كان أبوك مسلماً لترحمنا عليه، خلوا عنها فإن أباها يحب مكارم الأخلاق، وإن الله يحب مكارم الأخلاق

فقام أبو بردة بن دينار فقال: _ يا رسول الله ، الله يحب مكارم الأخلاق ؟

فقال صلى الله عليه وسلم:_ والذي نفسي بيده لا يُدخِل الجنة إلا حسن الخلق

ثم نظر الى سفانة والى اصحابه

وقال : _ ارحموا عزيز قوم ذلّ، وغنياً افتقر، وعالماً ضاع بين جهال

وبعد أن منَّ عليها صلى الله عليه وسلم

قال علي بن ابي طالب {{ لسفانة ابنة حاتم }}

قال :_ سليه الحملان [[ اي شي تركبيه للسفر ]]

فسألته فأعطاها ما تركبه

وقال لها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :_ فلا تعجلي بخروج حتى تجدي من قومك من يكون لك ثقة، حتى يبلغك إلى بلادك، ثم آذنيني [[ اي أخبريني انك راحلة ]]

وأقامت بين الصحابيات في المدينة  حتى قدم ركب من  {{ قضاعة}}

فلما جاء وفد من قومها جاءت الى النبي صلى الله عليه وسلم

وقالت :_ يا رسول الله إن القوم من قضاعة [[اي الوفد الذي عندك ]]

ان القوم من قضاعة ، وهم فرع من قومي أجد فيهم من أثق به ابلغ معهم مأمني ، إن شئت فأذن لي بالرحيل

قالت: _ فكساني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحملني، وأعطاني نفقة

فجهزها واكرمها واوصى بها خيرا ، ووقف صلى الله عليه وسلم يودعها مع الركب

فقالت وهي تركب ناقتها قبل أن ترحل ، تدعوا للنبي صلى الله عليه وسلم

رفعت يديها للسماء

وقالت :_ شكرتك يدٌ افتقرت بعد غنى ، ولا ملكتك يدٌ استغنت بعد فقر

وأصاب الله بمعروفك مواضعه ، ولا جعل لك الى لئيم حاجة ولا سلب نعمة كريم إلا وجعل لك سبباً لردها عليه

يقول الصحابة :_ فأشرق وجهه صلى الله عليه وسلم معجباً ببلاغتها وحسن كلماتها

فرد عليها بالدعاء قائلا :_ اللهم اهدي قومها وأتينا بهم طائعين 

يقول الصحابة :_ ولمس من ذلك انها آمنت ولكنها كتمت إيمانها

لسببين

١_ عزة في نفسها أن تعلن اسلامها وهي اسيرة فيقال أسلمت مجبرة

٢_حتى ترى موقف اخيها عدي بن حاتم

_________________________________

لم ترجع {{ سفانة بنت حاتم الطائي }}الى ديارها، وإنما توجهت الى أخيها {{ عدي بن حاتم }} بالشام، فلقد هرب الى الشام

والآن يحدثنا {{ عدي بن حاتم }} نفسه بعدما أسلم واصبح من الصحابة

يقول عدي و  كان قد تنصر كما قلنا ولكن يخلط بين النصرانية والصابئة ويسير في قومه بالمرباع

[[ المرباع  اي يحل لنفسه ان يأخذ ربع غنائم الحرب يشرع لنفسه مالا يشرع لغيره ]]

فلما غارت عليه خيل المسلمين بقيادة {{ علي بن ابي طالب }}

كان قد جهز نفسه للهرب قبل وصول المسلمون

فقد قال لغلام له :_ يا فلان لا أبا لك [[ لا أبا لك كلمة تستخدم عند العرب للمدح والذم ، فإن كانوا يريدون المدح يكون المراد بها اي أيها الرجل العصامي  الذي لا يتكل على غيره ، اما الذم لا أبا لك يعني يلي مش  معروف ابوك لا اصل لك ]]

فقال لغلامه مادحاً  :_ لا ابا لك ، اختر لي من الأبل نياق سمان سراع أعتمد عليها ، و تكون في مقربة مني فإن سمعت بخيل محمدٍ قدمت اخبرني [[ عشان يهرب ]]

فلما أقتربت خيل المسلمين من ديار طيء اخبره الغلام

يقول عدي :_ فركبت على النياق وحملت زوجتي و ولدي وأصابتني ساعة ذهول فتركت اختي {{ سفانة }}

[[ نسي اخته ]]

ثم انطلقت وقلت :_  ليس لي إلا أرض الشام فإنها تدين بالنصرانية وانا واحد منهم

فأرتحل الى الشام [[ دمشق ]] والذين يدينون بالنصرانية لم يكونوا عرب

قليل من اعتنق النصرانية من العرب ،  لان المسيح عيسى عليه السلام لم يبعث من العرب وما بعث من العرب إلا سيدنا وحبيبنا {{ محمد  صلى الله عليه وسلم }}

فكانوا اذا تنصر عربي [[  خاصة اذا كان كبير في قومه ]] جعلوا له عندهم مكانة [[ حتى يملكوا قلبه وقلب قومه معه ]]

يقول عدي :_ فلما أتيت الشام وعلموا بأمري

جعلوا لي ارضاً وحائطاً [[ اي بساتين ]] وضربوا لي قبة وزينوها واقام من معي ومن اعرف من حولي

_______________________

فلما وصلت اخته {{ سفانة }} الى الشام 

سألت :_ أين أجد بن حاتم ؟؟

قالوا لها :_ عند تلك القبة

فذهبت إليه وكان أخوها يقف على الباب

فلما رأها من بعيد وعرفها ،هرول إليها مسرعاً يستقبلها

وهو يقول :_ مرحبا مرحبا ببنت حاتم الطائي

فقالت له :_ أعزب عني [[ اي ابتعد عني لاتفرجيني وجهك ]]

أعزب عني ، أيها القاطع الظالم

فعرف انها مغضبة منه

قال :_ فألتزمت الصمت حتى دنت ودخلت وجلست بالخيمة وذهب عنها الغضب

فقال :_ اعذريني يا اختاه ولا تقولي إلا خيرا ، اجل لقد قصرت في حقك [[ الحق معك انا غلطان ]] وصابتني ساعة ذهول حين قدمت خيل محمد والمسلمين

اخبريني يا اختاه عن امرك

وكانت {{ سفانة }} امرأة رزينة جزلة حصيفة [[ اي عقلها يعدل عشرات من الرجال ]]

فأخبرته كيف منَّ عليها رسول الله واعتقها

قال :_ يا أختاه كيف رأيتِ الرجل ؟؟

قالت له :_ رأيت فيه كل خير ،  ورأيت منه كل خير

لقد فعل محمد فعلة ما كان أبوك يفعلها ، وقد رأيته يحب الفقير ، ويفك الأسير ، ويرحم الصغير ، ويعرف قدر الكبير، وما رأيت أجود ولا أكرم منه، وإن يكن نبياً فللسابق إليه فضل ، وإن يكن ملكاً فلا تزال في عزّ ملكه

_________________________________

ويحدثنا {{ عدي بن حاتم }} رضي الله عنه عن قصة إسلامه  والتي كانت بدايتها إحسان النبي صلى الله عليه وسلم لأخته سفانة

وتوجه الى المدينةالمنورة ، ودخل على الرسول صلى الله عليه وسلم في المسجد، وهو يظن أنه سيلقى ملكاً

يقول :_ فسلمت عليه

فقال صلى الله عليه وسلم ،  من الرجل ؟

قلت له :_ عدي بن حاتم

فقال :_ مرحبا بك

يقول عدي :_ فقام النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ بيدي وتوجه بي الى بيته

فلقيته في الطريق امرأة ضعيفة متقدمة في السن، ذات هيئة رثة فاستوقفته

فوقف معها طويلاً تكلمه في حاجتها

ومازال واقفاّ يكلمها ، والذي بعثه بالحق نبيا ، لم يدر وجهه عنها ولم يعطها ظهره ولم يتركها ، حتى كانت هي التي قطعت الحديث واستدارت وتركته قائما

يقول عدي :_ فقلت ويل أمك يا عدي !! انت لا تقف مع ملك من ملوك الدنيا ، فليس هذا من فعل الملوك

[[ في ملك يقف مع امرأة عجوز لابسة ملابس مرقعة وينتظرها لتخلص كلامها وتدير ظهرها وتخليه واقف ، هذا الكلام  في الاحلام فقط ]]

ثم دخل بيته وقدمني بالدخول [[ يعني تفضل ]]

فتناول وسادة فقذفها الي وقال :_  اجلس على هذه

فقال عدي:_  بل أجلس أنت

فقال صلى الله عليه وسلم :_  بل أنت اجلس إنما أنت الضيف والكرامة للضيف

يقول عدي:_ فجلست عليها وجلس صلى الله عليه وسلم متربعاً على الأرض

فقلت :_ هذه أخرى يا عدي وهل الملوك تجلس على الارض ؟؟

الملوك تجلس على العروش وحاشيته حوله

فقال النبي صلى الله عليه وسلم لي: _ مرحبا يا عدي بن حاتم ، كيف انت ؟؟

وأخذ يحدثني

يقول عدي :_ فلما استأنست معه بالحديث

رفع رأسه إلي

وقال :_ يا عدي  أسلم تسلم

فقلت :_  إن لي ديناً [[ يعني انا لي دين ]]

قال: _ أنا أعلم بدينك منك ، ألست ترأس قومك؟

قلت: بلى

قال :_ ألست نصرانين ركوسين [[ يعني تخلط بعبادتك النصرانية وعبادة الاصنام ]]

قلت :_ بلى

قال: _ ألست تأكل المِربَاع ؟ [[ أي ربع غنائم الحرب ]]

قلت: _ بلى

قال:_ فإن ذلك لا يحل لك في دينك

قال عدي : _ فتضعضعت لذلك [[ ارتبك ]] و اخذ يعد لي أشياء عني كأنه كان يعيش معي

ثم قال لي : _ يا عدي بن حاتم أسلم تسلم

فإنه ما يمنعك أن تسلم وتدخل في هذا الدين قلة أهله وكثرة عدوه [[ يعني انا اعلم لماذا نفسك تمنعك ان تسلم ]]

ألا والذي نفسي بيده يا عدي ، ليوشكن أن ترى القصور البيض

[[ اي قصور كسرى وفارس]]  قد فتحت على أيديهم [[ اي الصحابة ]] وجاست بها خيل المسلمين

يا عدي إنما يمنعك من الدخول في هذا الدين خصاصة  تراها من حولي [[ اي حاجة وفقر الصحابة الذين حول النبي صلى الله عليه وسلم]]

ألا والذي نفسي بيده ليوشكن ان ترى الغلمان يطفون بالمال لا يقبله احد ، ولا يأخذ منه شيء ، بل يزيدون عليه  حتى يرجع لبيت مال المسلمين اكثر مما خرجوا به

وتوشك الظعينة [[ اي المرأة على البعير في الهودج]] أن ترحل من الحيرة بغير جوار حتى تطوف بالبيت

يقول عدي :_ وأخذ صلى الله عليه وسلم يعدد لي كل شيء في نفسي كان يحجبني عن الاسلام

ثم قال يا عدي :_ اسلم تسلم

فقلت :_ بأبي وامي انت يا رسول الله كيف علمت عني كل هذا ؟ !!!!

فقال لي :_ يا عدي إ نما انت تجلس مع نبي ورسول ليس مع ملك من ملوك الدنيا

فقلت {{ اشهد ان لا اله الا الله وانك رسول الله }}

وأسلم عدي بن حاتم الطائي

_____________________

ويحدث عدي هذا الحديث للتابعين ، فلقد عاش عدي{{ ١٤٠ عام }} لقد بقي لخلافة علي بن ابي طالب ، وشهد المعارك مع علي كلها ، واستشهد علي رضي الله عنه وبقي عدي على قيدالحياة ، فهو يحدث التابعين

ويقول لهم :_ والذي بعثه بالحق لقد عشت حتى رأيت اثنتين من نبئوة النبي صلى الله عليه وسلم

وكنت في أول خيل أغارت على المدائن على كنوز كسرى بن هرمز ودخلت بخيلي قصور كسرى وجمعنا غنائمها

وها انا رأيت المرأة تخرج من الحيرة حتى تؤم بيت الله الحرام لا تدخل بجوار احد

وأحلف بالله لترون الثالثة

وترون الغلمان يطفون بالمال لا يقبله احد ، ولا يأخذ منه شي بل يزيدون عليه حتى يرجع لبيت مال المسلمين اكثر مما خرجوا به

ونحن الآن نقول :_ يا عدي بن حاتم رضي الله عنك ، لقد حقق الله الثالثة في زمن الخليفة الراشد {{عمر بن عبد العزيز }}

لقد رأى من بعدك من التابعين ، الغلمان تخرج من بيت مال المسلمين بالمال ، يطفون على الناس فلا يقبله أحد بل يزيدون عليه

في ظل الخليفة الراشد العادل {{ عمر بن عبد العزيز }} خير الامة في عصره

الخليفة الاموي الملحق بالخلفاء الاربعة الراشدين فهو خامسهم

الذي اخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لأحد امراء الجن

[[ الذين اسلموا بعد عودته من الطائف ، ولقد بايعوه مرتين اول مرة كان عددهم سبعة عند نخلة، وفي الليلة الثانية عند الحجون وكانوا ٧٠ الف وقد ذكرناها ]]

قال النبي لأحدهم واسمه عامر ، عندما وقف يسلم على النبي ويخترع اسئلة ويستحضرها حباً بأن لا يفارق النبي

فقال له النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم :_ ألحق بقومك يا عامر

فقال عامر :_ بأبي وامي انت يارسول الله ، إنما اصطنع السؤال حتى لا افارقك وتبقى يدي بيدك

فقال له الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم :_ رضي الله عنك يا عامر  وبارك الله في محبتك ، و سيطيل الله في عمرك وستموت في العراء ، ويدفنك خير امتي آنذاك

فلما كان {{ عمر بن عبد العزيز }} أمير للمؤمنين

و قدم حاجاً من الشام وهو {{ امير الحج }}

يقول صحبه الذين حوله :_

فلما كنا قرب المدينة في العراء ، سارت سحابة من غبار امامنا [[ زوبعة او  اعصار ]]

فوقف عمر ينظر وهو يسبح ويستغفر

ثم قال :_ انيخوا هاهنا ، حتى انجلت السحابة

فلما انجلت تقدم{{ عمر }} الى مكانها فرأى ثعباناً ميتاً

فحفر حفرة في التراب ، ثم خلع عمامته عن راسه فشقها نصفين

ثم كفن الثعبان في نصف العمامة ودفنه في الحفرة

ثم قال :_ استريحوا هنا هذه الليلة

يقول اصحابه :_ فلما كان شيء من الليل [[ يعني مضى ثلث الليل الاول او ربعه ]]

سمعنا قائل يقول :_ جزيت خيراً يا {{ ابن عبد العزيز }} جزيت خيراً ، يا خير هذه الامة ، والله لقد سمعت أذناي هاتين رسول الله صلى الله عليه وسلم

وهو يقول لعامر :_ يدفنك خير أمتي انذاك

فوثب {{ عمر بن عبدالعزيز }} قائماً وهو يقول :_ لا إله إلا الله محمد رسول الله ،  نشدتك الله من انت ؟!!!!

فقال له :_ انا فلان من الجن ، أحد الذين بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم في الحجون

وإن الذي واريته التراب اليوم هو{{  عامر }} إحدى الامراء السبعة الذين اسلموا عند نخلة ، عند رجوع النبي من الطائف

قال :_ والله لقد سمعت اذناي هاتين والنبي يترضى عليه ويقول له :_ ألحق بقومك ستموت بالعراء ويدفنك خير أمتي انذاك ، فنشهد انك خير الامة اليوم

_________________________

لماذا اقف في السيرة عند هذه الأمور

عنوان يجب ان لا تهملوه ابدا {{ نبئوة رسول الله }}

فالذي اخبر به اصحابه شهدوا جله

وما تأخر عنهم شهده الذي بعدهم

ومالم يشهدوه المسلمون قبلنا ، ها نحن اليوم نعيشه ونراه

لقد اخبرنا بالتفصيل ما وقع لأمتنا من شتات وكيف تداعى الاعداء علينا كما يتداعى الأكلة الى قصعتها

وحين ذكر ذلك

قال له اصحابه :_ أمن قلةٍ نحن يومئذ يا رسول الله ؟؟

[[ يعني حتى نوصل لدرجة يتعازموا الناس علينا ، سببه قلة عددنا ]]

قال :_ بل انتم {{{  كثييير }}} ولكنكم غثاء كغثاء السيل

اشهدوا ان لااله الا الله واشهد أنك يا سيدي وحبيبي محمد رسول الله

لقد رأيت نبؤتك هذه {{ بأم عيني }} وها نحن نعيشها تداعي الأمم علينا كتداعي الأكلة الى قصعتها

فهاهم كلاب العالم يتعازمون على تقسيم بلاد المسلمين وخيراتها ويتعازمون عليها ، ونحن لسنا قلة والله لسنا قلة

ولكن كما وصفتنا {{ أمتنا غثاء كغثاء السيل }}

وهانحن نعيش في زمن كما اخبرتنا عن الوباء {{موتان كقعاص الغنم }} يا رسول الله ، كما وصفته يا حبيبي يارسول الله فهو يصيب الجهاز التنفسي ، كمرض القعاص في الغنم وينتشر بسرعة

ولم نرى بعد المطر التي ستمطر وتقتل الكثير

ولم نرى بعد الدخان الذي سيملئ السماء ، ولكننا يارسول الله نرها قبل أن تقع لأننا نعلم انك لا تنطق عن الهوى

ونعلم اننا في زمان ستأتي امور عظام قد أقتربت ونحن في غفلة

وشهدنا الكثير مما اخبرتنا ونحن ننتظر {{ تاج }}ما اخبرتنا به من النبؤات {{ لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون }}

في وقت اصبحت قلوبنا تعتصر ألماً في الليل والنهار على مقدساتنا وارضنا وديننا

صلوا على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم 

_______________ #الأنوار_المحمدية _______________

____________ صلى الله عليه وسلم _________________

وسوم: العدد 901