انتَخبْ مَن تُحبّ ، أن تلقى الله بصُحبتِه !
هذا الكلام ، أو مايماثله ، منسوب إلى : الدكتور نوح القضاة ، مفتي المملكة الأردنية الراحل ، يرحمه الله .. قاله لسائله ، حين سئل ، ذات يوم ، عمّن ينتخبه لمجلس النواب !
وينسحب مبدأ الانتخاب،على كلّ تزكية،لشخص ما،لعمل عامّ، يتأثر به المجتمع كله!
فالانتخاب شهادة : قد تكون شهادة ، بحسن السيرة والسلوك .. وقد تكون شهادة بالأهلية للموقع .. الذي يترشح له الشخص .. وقد تكون شهادة بالأفضلية ، بين متنافسين ، على موقع ما !
والتزكية مثل الانتخاب ، في هذا المجال ؛ بل قد يحمل الانتخاب ، في مضمونه ، نوعاً من التزكية !
وكلما كان تأثير الموقع ، الذي يرشّح له الشخص ، كبيراً.. كبرت مسؤولية الشخص، الذي يرشّحه للموقع ، أو ينتخبه له ، أو يزكّيه لتسلمه ، أو يفضّله على غيره ، من منافسيه لهذا الأمر!
وتأثير الموقع قد يشمل : قرية ، أو حزباً ، أو قبيلة ، أو مدينة ، أو مقاطعة ، أو دولة!
وقد ينتفع ، بتأثيره ، شعب كامل ، أو يتضرّر.. في دولة أو أمّة .. وقد يكون الضرر قريباً أو بعيداً .. وقد يكون مباشراً ، أو غير مباشر.. كما قد يكون النفع مباشراً، أو غير مباشر.. وقد يكون قريباً ، أو بعيداً !
والعناصر المؤثّرة ، في اختيار الأشخاص للمواقع ، كثيرة .. وتختلف : من بيئة إلى بيئة .. ومن زمن إلى آخر.. ومن شخص إلى غيره .. ومن موقع إلى موقع ! كما تختلف ، باختلاف أفهام الناس ، ومداركهم ، وتصوّراتهم للمواقع ، التي يزكّون الناس لها!
وهنا ، تبرز الأخلاق الشخصية ، لمَن يزكّي المرشّح ، وأهمّها : الإحساس بالمسؤولية أمام الله ، عن مصائر الناس، ومصائر أهليهم.. وعن أرزاقهم وأوطانهم! وحين يعلم المزكّي ، أن مَن يزكّيه ، لموقع رئاسة دولة ، أو مايماثله .. مسؤول عن البشر والدوابّ، جميعاً ، في دولته.. حين يعلم المزكّي هذا، يستشعر عِظم مسؤوليته، في ترشيح الناس، أو تزكيتهم.. للمواقع المختلفة !
وسوم: العدد 902