العمل السياسي ، نشاط عقلي مجتمعي .. فلينظر كلّ سياسي حصيف ، إلى مجتمعهّ !
النظر إلى الداخل ، وحده ، لايكفي في العمل السياسي ، بل يدمّره ّ والداخل ، هنا ، هو: المصالح : الشخصية والأسرية ، والقبلية والحزبية ..!
لابدّ من أن ينظر السياسي ، إلى المجتمع الذي يعيش فيه ، ليعرف حاجاته ، ويعرف كيف يسدّها : سياسياً واقتصادياً واجتماعياّ ، وعسكرياً وأمنياً وتربوياً ..!
لابدّ من أن يعرف حاجات شعبه ، من : طعام وكساء ومأوى ، وماء وكهرباء وصحّة ، ونحو ذلك ..!
ولا بدّ من أن يعرف أخلاق شعبه ، وما فيها ، من : زيغ وانحراف واستقامة .. ليعرف كيف يصلح الفاسد منها ، وبأيّة وسيلة : إعلامية أو تربوية أو ثقافية ..!
ولا بدّ من أن يعرف الدوافع، التي تدفع بعض أفراد شعبه، أو بعض الفئات القبلية والحزبية، إلى التعاون مع الأعداء !
ولا بدّ من أن يعرف الأعداء : جنسياتهم ودياناتهم .. ويعرف الأعداء المجاهرين بالعداوة، والأعداء المتريّثين في إظهار العداوة ، كلّ منهم لأسبابه الخاصّة !
ولا بدّ من أن يعرف الأصدقاء ، ومَن منهم يمكن أن يكون حليفاً ، ومَن يبني صداقته ، على مصلحته الضيّقة .. ومن هو صديق اضطراري مؤقّت ..!
ولا بدّ من معرفة قواه ، كلّها : العسكرية والسياسية والاقتصادية .. ومعرفة قوى أعدائه ، الذين يخوض معهم صراعاً .. ومعرفة مَن يمكن أن يحالف أعداءه ، ومعرفة قواه !
إنها معارف لابدّ منها ، لمَن يتصدّى لعمل سياسي ، تخوض فيه دولته ، صراعات من أنواع مختلفة ! والجهل في هذه المسائل ن يورد السياسي نفسه ، وشعبه .. موارد الهلاك !
وسوم: العدد 906