الكلام يعكس الشخصية ، ويكشف النيّة !
ورد في القرآن الكريم ، في إخبار النبيّ عن المنافقين ، قوله تعالى : (ولتعرفنّهم في لحن القول..).
وقال أحد الفضلاء ، مخاطباً شخصاً لايعرفه : تكلّم لأراك ! لأنه لم يرَ من شخصيته ، سوى الجسم ، أمّا عناصر الشخصية الأخرى ، فكامنة في العقل واللسان ، والمواهب ، وطرائق التفكير.. التي يعبّر عنها اللسان !
وقال الشاعر: إنّ الكلامَ مِن الفؤاد ، وإنّما جُعل اللسانُ ، على الفؤاد ، دليلا !
آنَ لأبي حنيفة ، أن يمدّ رجلَه !
تروى طرفة ، عن الإمام أبي حنيفة ، أنه كان يلقى على تلامذه درساً ، وكان الإمام قد مدّ رجله ، لألم يحسّه فيها ! فدخل المسجد رجل ذو هيئة ، تبدو عليه سيماء الوقار، فكف الإمام رجله ، احتراماّ له ! وجلس الرجل صامتاً ، يستمع إلى درس الإمام ، حتى إذا فرغ منه ، طرح الرجل سؤالاً ، ينبئ عن جهل شديد لديه ! فقال الإمام ، وقد تعب من كفّ رجله : آن لأبي حنيفة ، أن يمدّ رجله !
شقّ الصدور، لمعرفة خبيئات القلوب !
ورد في السيرة النبوية ، أن أسامة بن زيد ، قَتل كافراً ، بعد أن تمكّن منه ! فبعد أن أدرك الكافر ، أنه لن ينقذه من الموت ، سوى النطق بالشهادتين ، نطقهما ! ولكن أسامة قتله ! وحدّث أسامة النبيَّ ، بهذا الأمر، فغضب النبيّ غضباً شديداً ، وقال لأسامة ، بعتب شديد: أقتلته ، وقد قالها !؟ فقال أسامة : إنّما قالها خوفاً من الموت ! فقال النبيّ: هلاّ شققتَ عن قلبه !
والسؤال ، الآن : هل يحتاج العاقل ، إلى شقّ الصدور، أو القلوب .. ليَميزالصادق من الكاذب .. والمؤمن من المنافق .. وصاحب الفكر السويّ المستقيم ، من صاحب العقل المنحرف .. بعد أن صار كلٌّ يجاهر بما في نفسه ، دون خفاء ، ويظهر فسقه ، أو كفره ، أو ضلاله .. دون مجاملة أو خوف أو.. تقية !؟
وسوم: العدد 906