تاريخ - وحلب - وقاسم سليماني - وعلى من سنّ سنة أن يرضى بها

تداعيات ...

في هذه الصباحية سأتحدث عن أشياء ، ترابطها شعوري من عالم النفس ، لعل بعضنا يعايش بعضا ..

دام الاحتلال الفرنجي - الصليبي - لبيت المقدس نحو مائتي عام ، وارتكب الغزاة الفرنجة على أرض الشام من الفظائع ما عجز عن وصفه الواصفون ، واليوم يمر الحدث على عقولنا وقلوبنا كأنه ذباب طار أمام وجوهنا ، فقلنا له بأيدينا كذا ..أهي علامة ضعفنا واستعجالنا ونحن نئن تحت وطأة عشر من السنين ..!!

الغزو الفرنجي " الصليبي " لبلادنا ، بلاد الشام ثم مصر ، وقع بين القرون الخامس والسادس وامتد إلى السابع . تصدى له من قادة المسلمين رجال ؛ سلاجقة - زنكيون - أيوبيون ، فرسان الإسلام من المماليك قطز وبيبرس وقلاوون ..

دائما ثمة سوسة تحك في رأسي : أين دور الخليفة العباسي الذي كان قائما في بغداد في التصدي لذلك الغزو ؟ لقد ظل الصراع يدور بإمكانات محلية إقليمية . كان الدعاء للخليفة على المنبر ، وكانت بغداد ولاسيما في القرن الخامس والسادس - هي سقطت في منتصف السابع - مما يقال فيها :

الكاعب الحسناء ترفل بالدمقس وبالحرير .. وذهب وفد من أهل دمشق يستنصرون مَن في بغداد أول انحطاط الفرنجة إلى الشام ، لن أحدثكم عن نتيجة الزيارة .. لأنها لن تربط على قلوبنا ..

في مثل هذا اليوم منذ أربع سنوات فقط هُجر أهل حلب الحرة من ديارهم . كانت المؤامرة أسدية - روسية - إيرانية ، بعضنا يظن أن الحدث وقع بالأمس ، وبعضنا يظن أنه مضى عليه زمن طويل ..

وكذا في مثل هذه الأيام منذ عام فقط حولت قذيفة أمريكية المجرم القاتل المبير " قاسم سليماني " إلى شظايا من لحم ... تظنون الحادث ، وقع بالأمس ..ويسألنني مستعجل : فأين الله ..وأجيبه ( إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ) وننظر إلى عد السنين كأنها أيام ..

كانت الرسالة الأمريكية للقاتل المجريب : نستخدمكم فيما نريد .. وندمركم عندما نريد

تقول العرب : وعلى من سنّ سنةً أن يرضى بها ..

وكأخ لهم أحبهم ، قلت لهم ، حين سمعتهم يهزجون : قضيتنا فقط ولا علاقة لنا بقضايا الآخرين ، قلت لهم : هذا حزام متفجر ، سينفجر يوما بكم . يا إخوتي لا تنشروا غصن الشجرة الذي تجلسون عليه ، فإنكم ستسقطون ، قالوا : ولولا رهطك لرجمناك وما أنت علينا بعزيز ...

لكل قطر من أقطارنا يده التي تؤلمه ، و شريانه الذي يستنزفه ، لا أحد منا كفه في كف العافية . تعودنا دائما أن نجتمع في الضراء والسراء . وتعلمنا أن الكلمة الطيبة صدقة . ويشهد الله أننا على حال إخواننا المخذولين من أكناف العشيرة كلها لمحزنون .. لا تسرنا الأخبار الواردة من المغرب الأقصى .. ولكننا نحفظ "وبالكيل الذي تكيل يكال لك "

 نريد أن نقول لا تغضب إذا استعار أخوك حاسبتك ليعيد حساباته بها ..ثم نرجع إلى أنفسنا كان ذلك الحساب خطيئة ورزيئة وإثما ..

ونحن الذين كانت قاعدة بياناتنا دائما : قضيتنا واحدة وجبهاتنا متعددة ، فحثا في أفواهنا التراب الحاثون .. كنا نحفظ فيما حُفظّنا : أنه لا يحن على العود إلا قشه . ولا يأوي الطير إلا إلى عشه ..

لنا ولكم الله فيما آل إليه أمرنا جميعا أيها الصادقون ..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 907