إدارة وإدارة!
نعيش في عالم متغير وسريع، هو عصر التكنولوجيا، عصر الإنترنت، عصر الفضاء! وفي داخل كل هذه العصور، أطلق عليه البعض عصر الإدارة! حيث يرون أن الإدارة وراء كل نجاح يحققه أي نشاط أو اكتشاف أو خدمة أو إنتاج، وهي المسؤولة عن نجاح أو فشل أي منظمة في المجتمع.
لذا يعتبر التطوير الإداري من الأمور المهمة، وتعمل الدول على توفير نظام إداري كفؤ، لأن الإدارة هي حجر الأساس لبناء وتقدم المجتمع، ويتمثل هدف الإدارة عموماً في استخدام الموارد المتاحة، سواء المادية بأنواعها والبشرية، الاستخدام الأفضل الذي يحقق الغايات، وبما يحقق الكفاية والفاعلية، وهو ما يخلق الفروق بين الأجهزة الإدارية، حيث تعمل الإدارة على تنظيم الجهود الجماعية والاستفادة من الموارد المتاحة، لتحقيق الأهداف المنشودة.
وعادة يُفرّق في الإدارة بين الإدارة العامة وإدارة الأعمال، للتعرف على أهمية هذه الفروق وما يترتب عليها في الواقع من أعمال ومهام، تهدف الإدارة العامة إلى تحقيق المصلحة العامة، ويتم العمل فيها في ظل قيود ومحددات قانونية وسياسية كبيرة، وتتحمل مسؤولية اجتماعية عظيمة تجاه المجتمع، وتتعدد معايير الحكم على نجاحها، وبالتالي صعوبة قياس النجاح، ملتزمة بتوفير معلومات الشفافية للجماهير، وتمتاز بضخامة تنظيماتها، ويقتصر عملها على المجالات السيادية، ويقع على عاتقها معاملة جميع المتعاملين.
أما إدارة الأعمال فهي تستهدف الربح، وتعمل في جو منافسة، ولديها قيود سياسية وقانونية أقل، مما يعطيها مرونة أكثر في العمل، والمسؤولية لديها تنحصر أمام أصحاب رأس المال، ونظرتها للزبائن وفق مصالحها، ولديها معايير واضحة للحكم على نجاحها، وهي غير ملزمة بتوفير معلومات عن آلية تسيير العمل، وتعتبر أجهزة أقل حجماً من الجهاز الحكومي، وتتنوع في مجالات العمل بما يتناسب مع السياسات العامة.
لذلك يفرض كل نوع من أنواع الإدارة، الآلية التي يجب التعامل بها، والتي تقف وراء الخطط والبرامج والأعمال الموكلة للأجهزة المختلفة، سواء كانت العامة أو الخاصة، لذلك ظهرت أنواع متعددة من الأجهزة، يجب أن تراعي في كل الأحوال، الأسس الرئيسية في تكوين النظام نفسه، وهو ما يضع أمام كل مسؤول واجبات ومسؤوليات تتناسب مع طبيعة المهمة، وكيفية التعامل معها، الأمر الوحيد الثابت، أن الإدارة الجيدة وراء النجاح في أي مجال أو تخصص، وهو ما يجعل دراسة الإدارة أمراً مهماً، لجميع المتخصصين الراغبين في العمل الإداري سواء في القطاع العام أو الخاص.
العلم مرحلة مستمرة، تستحق مواصلتها بالتعليم والتدريب.
قطر تستحق الأفضل!
وسوم: العدد 910