إذا قُتلت الحرّية والعدالة والشورى ، في أيّ مجتمع ، فهو في عزاء دائم !
حرّية الفرد ، في أن يقول : هذا صح ، وهذا خطأ .. فيما يخصّ حياته ومصيره ، ومصير وطنه وشعبه .. والشورى ، بين المؤهّلين للشوى ، في المجتمع والدولة .. والعدل بين الناس ، في الوطن .. هذه العناصر الثلاثة : إذا تمّ قتلها ، أو تغييبها .. صارت البلاد ، في حالة عزاء دائم ؛ وذلك لأسباب متعدّدة ، من أهمّها :
أن العناصر الثلاثة المذكورة، تمثل روح العدالة الاجتماعية الإنسانية؛ فقتلها في مجتمع ما، يدعو سائر الأفراد، في هذا المجتمع ، إلى رثائها ، والبكاء عليها !
أن قتل العناصر المذكورة ، في مجتمع ما ، يجعل كلّ فرد في هذا المجتمع ، فريسة سهلة، حكماً ، للظالم الذي قتل هذه العناصر؛ فيُقتل هذا الفرد ، أو يُسجن ، أو يعذّب ، أو تهان كرامته وكرامة بيته ، أو يهجّر من بلاده .. دون أن يجرؤ أحد ، على سؤال الفاعل : لمَ فعلتَ هذا ؟ فبأيّة صفة يُسأل الفاعل ؛ إذا كانت العناصر الأساسية ، لحياة الناس في مجتمعهم ، وفي دولتهم .. معطّلة : ميتة ، أو مغيّبة !؟
لذا؛ لا يكاد يخلو بيت ، في المجتمع الذي تُقتل فيه هذه العناصر، أو تُغيّب .. لايكاد يخلوبيت ، من مأساة : بقتل بعض أفراده ، أو سجن بعضهم ، أو تهجير بعضهم ، أو نهب بعض الأموال الخاصّة بهم .. أو تهديدهم بالويل والثبور، وعظائم الأمور!
فالمصائب مستمرّة ، داخل هذا المجتمع ، أو هذه الدولة ! والمحن مستمرّة ، والعزاء داخل كلّ بيت مستمرّ؛ شعر الناس بهذا، في مجتمعهم ، أم لا ! حكّامُهم ، وأتباع حكّامهم ، جاهزون لفعل ذلك ! والمفتون المَجّانيون والمستأجَرون ، جاهزون لإصدار الفتاوى بذلك !
وسوم: العدد 910