حلّها أنت !
خرجوا يتظاهرون ، فخرج عليهم رئيس البلاد ، مخاطباً كلّ فئة ، متلقّياً من كلّ فئة ، جواباً مختلفاً !
قال ، للفئة الأولى : لمَ تجعلون الناس ، ينظرون إليكم نظرة استنكار، ويقولون عنكم : إنكم مخرّبون ، متآمرون ضدّ بلادكم ؟
فقال له زعيم الفئة، المتحدّث باسمها : بسيطة، حلّ المشكلة ، أنت ؛ فبيدك قرارات الدولة، كلّها ، وهؤلاء الخارجون للتظاهر، جياع في وطنهم ، وبإمكانك تأمين الطعام لهم !
وقال الرئيس ، مخاطباً الفئة الثانية : أنتم مجموعة من المشاغبين !
فقال له زعيم الفئة الثانية : نحن نطلب العدل في بلادنا ، وهذا الأمر بيدك ، وحدك ، فحلّ المسألة ، أنت ، مِن عندك !
وقال الرئيس ، للفئة الثالثة : أنتم خونة لوطنكم !
قال زعيم الفئة : نحن نطلب منك تطهير وطننا ، من اللصوص والمرتشين والفاسدين .. فإذا فعلت ، لمْ ترَ منّا متظاهراً واحداً ، يتظاهر ضدّك ! فحلّ المشكلة ، أنت ، من عندك ، فالخيانة هي تدمير البلاد ، بالفساد واللصوصية .. لا بالاحتجاج على الفساد واللصوصية !
وسوم: العدد 913