مندو رمز، لأصحاب أحلام اليقظة .. ولايكاد مجتمع يخلو مِن مثله ! مع الاعتذار، من كلّ أسرة تنتمي إلى مندو!
مندو رمز حقيقي ، لأصحاب الأحلام ؛ أحلام اليقظة ؛ بل هو مضرب مثل ، لهم ، جميعاً، ولكلّ من يحلم كأحلامهم ! وواضح أن اسمه يتكرّر ، كثيراً ، في مناطق شتى ، مع اختلاف الأسَر، أو العائلات !
وقد رويت قصّة مندو، بصيغ شتى ، وتُجمع ، كلّها ، على أنه كان يحلم أحلاماً عريضة، لاتناسب الواقع ، الذي يعيش فيه !
أهمّ رواية ، عن حلم مندو، أنه أهديت إليه ، خابية مملوءة زيتاً ، ليأكل منها ، فسبح في أحلام اليقظة ، حتى غرق فيها ؛ إذ تخيّل أنه ذهب إلى السوق ، وباع الخابية ، بما فيها من زيت ، ثمّ اشترى بثمنها نعجة ، ولدت له نعاجاً كثيرة ، فباع بعض النعاج ، واشترى بقرة، ولدت له أبقاراً كثيرة .. ثمّ باع بعضها ، واشترى ناقة ، ولدت له نياقاً كثيرة .. ثمّ اشترى فرساً ، ولدت له خيلاً كثيرة ! وصار من أصحاب الأموال الطائلة ، وتزوّج وأنجب فتاة رائعة الجمال ، خطبها أحد الأمراء ، ولم يدفع المهر المكافئ لها ، وألحّ الخاطب على مندو، فغضب ، وضربه بعصاً كانت في يده ، فكسر الخابية ، التي كانت معلّقة ، فوق رأسه ، فسال منها الزيت ، ولوّث ثيابه ، فصحا من أحلامه !
وبعضهم يزعم ، أن الهدية كانت علبة فيها لبن ، أخذها إلى السوق ليبيعها .. ثمّ شرد في أحلامه ، وهو في الطريق ، فتسلسلت لديه سلسلة الأحلام ! لكنه ، بدلاً من ضرب العلبة، هزّ رأسه بالنفي ، رافضا خطبة الأمير .. وبهزّة الرأس سقطت العلبة ، من فوق رأسه، وانكفأ مافيها من لبن ! وربّما كانت هناك روايات أخرى ، لحلم مندو !
فهل يُعدّ مندو، أبا للغارقين في أحلام اليقظة ، أم هو نموذج يحتذى ، أم مضرب مثل ، لكلّ من يحلم كأحلامه .. في السياسة والاقتصاد ، والحياة الاجتماعية ، عامّة ؟
وسوم: العدد 913