العقيدة : هي أهمّ صانع للأمم ، وأقوى محرّك لها ، لصناعة حاضرها ومستقبلها .. وهي، اليوم ، عند مَن ؟
لن ننظر، هنا ، إلى كون العقيدة صالحة أو فاسدة ؛ فكلّ عقيدة يراها أتباعها صالحة ، مهما كانت درجة فسادها !
الوثنيون في الجاهلية : كانوا يعبدون أصناماً ، لاتضرّ ولا تنفع ، ويقدّسون هذه الأصنام ؛ بل يدافعون عنها ، وعن عبادتهم إيّاها ، حتى الموت ؛ وذلك لأنهم ورثوها ، عن آبائهم وأجدادهم !
وبعض الوثنيين : يعبدون البقر، وقد توارثوا عقيدتهم هذه ، أباً عن جدّ ، وهم بالملايين اليوم ، في بعض الدول !
وبعض الناس يعبدون أشجاراً .. وبعضهم يعبدون الشمس والقمر.. وبعضهم يعبد هواه ؛ إذ اتّخذه إلهاً له ، فهو يعبده ، كيفما كان هذا الهوى !
وبعض الناس يعبدون البشر؛ كما كان عبدة الفراعنة يفعلون ، وفرعون يقول لهم : (ماعلمتُ لكم من إله غيري ..).
غير أن بعض العقائد، تحضّ أتباعها، على حرب المخالفين ، وبعضها لاتحضّ على ذلك !
ومعروفة الحروب الصليبية ، التي استمرّت قروناً، ضدّ المسلمين، وما تزال آثارها قائمة، حتى اليوم ! ومن أهمّ هذه الآثار: الخوف من الإسلام ، ومن عودته إلى حكم بعض الدول! كما أن من آثاره ونتائجه ، الحقد على الإسلام والمسلمين !
وإذا كان الناس يتمسّكون بعقائدهم ، ويدافعون عنها .. فأين تكمن العقيدة الصحيحة ؟
لقد بَهت كثير من العقائد ، وبهت تأثير كثير منها ، في نفوس أتباعه .. وبقيت عقيدة ربّانية واحدة ، هي الإسلام !
فالنصرانية ذات الأصل السماوي ، لم يبق منها في نفوس أتباعها ،غير الحقد على المسلمين ، والخوف منهم !
واليهودية ذات الأصل السماوي ، لاتدعو الآخرين إلى اعتناقها ؛ لأن اليهود يرون ، أن ديانتهم خاصّة بهم ، وأنهم ، هم ، شعب الله المختار!
وبقيت عقيدة المسلمين ، هي العقيدة الربّانية الصحيحة ..( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم)! فأين المسلمون ، اليوم ؟ وماذا يفعلون تجاه عقيدتهم ، وتجاه المؤامرات التي تحاك ضدّها؟
وسوم: العدد 913