عدم الاهتمام بما ينجزه المتعلمون مما يكلفون به من أعمال وتعزيزه من شأنه أن يحبطهم
عدم الاهتمام بما ينجزه المتعلمون مما يكلفون به من أعمال وتعزيزه من شأنه أن يحبطهم في غياب وعي مدرسيهم بذلك
من المعلوم أن العملية التعليمية التعلمية تنجز في حيزين داخل الفصول الدراسية ، وفي المنازل . ففي الحيز الأول تسير هذه العملية بشكل مختلف عن سيرها في الحيز الثاني حيث تأخذ تلك العملية في الأول شكلا نظاميا بينما هي في الثاني شيء مختلف حيث ينجز المتعلمون ما يسمى بالواجبات المنزلية التي هي عبارة عن إعداد قبلي للدروس أو مراجعة لها تتعلق إما بالاستظهار أو بإنجاز تمارين متعلقة بها . ولا يقف الأمر عند هذا الحد حيث يكلف المتعلمون بعروض كتابية أو بإعداد بطاقات خاصة بما يعرف بالمجلات الحائطية أو مجلات الأقسام أو مجلات المؤسسات ، وهي أنشطة موازية للأنشطة التعليمية التعلمية داخل الفصول الدراسية .
والملاحظ أن المتعلمين في المستوى الابتدائي وإلى حد ما في المستوى الإعدادي يولون اهتماما كبيرا وخاصا ببعض تلك الأنشطة التي تعلق على جدران الفصول الدراسية أو على سبورات خاصة داخل المؤسسات التعليمية ، ويترقبون تعزيزات مدرسيهم بحرص شديد .
وغالبا ما يكلف المتعلمين إعداد ما يعلق مما يعدونه من أعمال ساعات طويلة في بيوتهم فضلا عن اقتناء أولياء أمورهم ما يلزم ذلك ماديا من أوراق وحبر وصور... إلى غير ذلك ، وقد ينخرط هؤلاء الأولياء أنفسهم في مساعدة أبنائهم تحت إلحاحهم الشديد ، وقد يكلف ذلك وقتا معتبرا .
ومع كل هذه الجهود المضنية المبذولة من طرف المتعلمين يحدث غالبا مع شديد الأسف ما يسبب لهم الإحباط عندما يذهبون بمساهماتهم إلى الفصول الدراسية وهم في نشوة وزهو كبيرين ، فلا يبالى بها مدرسوهم ، ولا يعيرونها أدنى إهتمام ، ولا يلقون إليها بالا بل يلقونها جانبا، وعند عودة المتعلمين إلى بيوتهم يسألهم آباؤهم أو أمهاتهم أو أولياء أمورهم عن صدى مساهماتهم لدى مدرسيهم ، فيلحظون الإحباط على وجوههم و يصدمون هم أيضا بذلك .
ومعلوم أن ما ينشر أو يعلق على المجلات الحائطية في الفصول الدراسية مما ينجزه المتعلمون في بيوتهم بتكليف من مدرسيهم يدخل ضمن أنشطة العملية التعليمية التعلمية حيث تعتبر تلك المجلات وسيلة تعلمية كباقي الوسائل الأخرى التي تعتمد وتوظف أثناء مراحل الحصص الدراسية حيث يكلف المتعلمون الذين يشاركون فيها بعرض ما أنجزوه على زملائهم ،ويتحلق الجميع حول المجلات الحائطية للاستفادة مما علق عليها عندما تقتضي الدروس ذلك .
ولا بد من تعزيز وتثمين ما ينجز ويعلق على تلك المجلات لأن فيه تحفيز لجميع المتعلمين على الرغبة في الإقبال على المساهمة فيها ، وأكثر من ذلك يستحسن احتساب ذلك ضمن نقط أو علامات تدعو التعليمات الرسمية إلى احتسابها ضمن عملية تقويم أعمال المتعلمين على غرار تثمين باقي الأعمال من إعداد قبلي وإنجاز للتمارين... وغير ذلك .ولا يمكن أن يسوى من بذل مجهودا بمن لم يبذله.
ومن المستحسن أيضا أن تسجل ملاحظات وتعزيزات المدرسين على ما ينجزه المتعلمون مما يعلق على المجلات الحائطية ، وترد إلى المتعلمين ليحتفظوا بها وقد تنفعهم في مستويات دراسية مقبلة أو يحتفظون بها كذكريات تصير لها قيمة كبيرة لديهم عندما يكبرون تماما كما يحتفظون بالشواهد وسجلات علاماتهم ونقطهم وكل ذلك مما يفخرون ويعتزون به أيما اعتزاز .
ونهيب بالمدرسين أن يلتفتوا إلى أهمية أعمال المتعلمين خصوصا تلك التي تدخل ضمن ما يعلق على المجلات الحائطية ، وأهم من ذلك المرجو مراعاتهم نفسية هؤلاء المتعلمين وتجنيبهم السقوط في الشعور بالإحباط حين لا يشعرون بالاهتمام بما ينجزون .
والمطلوب من الوزارة الوصية أن تحيّن مذكراتها الخاصة بهذا النوع من الأنشطة التعليمية التعلمية ، كما أنه يرجى من أجهزة المراقبة التربوية أخذ تلك الأنشطة بعين الاعتبار خلال الزيارات الصفية ، وإدراجها ضمن ما يراقب من وثائق تربوية ويثمن .
وأخيرا على أولياء أمور المتعلمين أن يتابعوا باهتمام أعمال أبنائهم وأن يشجعوهم على إنجازها مع التعزيز خصوصا إذا عادوا إليهم محبطين بسبب عدم الاهتمام بها داخل الفصول الدراسية عسى أن يظل الحافز على الاجتهاد حاضرا لديهم.
وسوم: العدد 916