العيّ يُضيع الفرص : فهل هو في اللسان ، وحده ، أم في العقل ، أم فيهما ، معاً ؟
في المثل العربي القديم : أعيا مِن باقل !
فمَن باقل ؟ وما حكاية عيّه ؟
اشترى باقل ظبياً ، بأحد عشر درهماً، وقاده من حبل مربوط في عنقه ، ثمّ جلس على مصطبة ، أمام بيته ، فمرّ به أحدهم وسأله : بكَم اشتريت الظبي ؟ وأراد باقل أن يقول له: بأحد عشر درهماً ، ففتح أصابع يده ، ليبرز الخمسة ، ووضع طرف الحبل بين أسنانه ، وفتح أصابع يده الأخرى ، لتصير عشرة .. ثمّ أخرج لسانه ، ليتمّ العدد أحدعشر! ففرّ الظبي إلى غير رجعة ! فصار باقل مضرب المثل في العيّ !
كان وجود الظبي في يد باقل ، فرصة ثمينة ، فأضاعها منه ، بسبب مايعانيه من العيّ !
فهل ثمّة من هو أعيا منه ، اليوم ؛ لاسيّما بين المعارضات السياسية ، التي تخوض ، ضدّ أنظمة الحكم المستبدّة ، صراعاً مريراً ، تتعرض فيه للفناء ، وتتعرض بلادها للضياع ؟
لقد أثبتت التجارب المأساوية ، التي خاضتها الشعوب ، في صراعها مع الحكّام .. أثبتت أن ثمّة قيادات ، في المعارضات السياسية ، هي أعيا من باقل ؛ ذلك أنها أضاعت فرصاً ثمينة ، كان يمكن أن تحرّرها ، من كثير من الضغوط السياسية ، وأن تجنّبها كثيراً من الويلات !
باقل أضاع فرصة الإفادة من الظبي ، وهذه المعارضات تُضيع فرصاً ذهبية،على أنفسها، وعلى الجماهير التي تحت قيادتها ، وبالتالي ؛ على الشعوب والأوطان !
وسوم: العدد 922