الربيع العربي : إحساس شبّ عن الطَوق !
قال الملك جذيمة الأبرش ، عن عمرو بن أخته ، لمّا رآه قد صار شابّاً : لقد شبّ عمرو عن الطوق ! أيْ : صار أكبر من أن يوضَع في رقبته الطوق ، الذي كان أهله يلبسونه إياه ، تدليلاً له !
فهل الربيع العربي ، الذي عمّ بعض الدول العربية ، قبل عقد من السنين .. هل هو بحاجة، اليوم ، إلى وصاية الأوصياء .. أو يمكن أن يقمعه الحكّام المغامرون ، الذين يحلمون ، بأن يحلّوا محلّ الحكّام ، الذين أسقطهم الربيع ، وتجاوزهم الزمن ؟
نحسب الأمر أكبر من ذلك !
فقوى الشدّ العكسي ، التي تصدّت للربيع ، لإعادته إلى قمقمه .. باءت بالخسران ؛ إذ جعلت الدول ، التي قامت بها قوى الشدّ ، هذه .. جعلتها غابات ، يصطرع سكّانها ، فيما بينهم ! وقوى الشدّ العكسي، هذه ، مجرد كتل من السكّان المتصارعين، لا تملك السيطرة، إلاّ على بعض الأوطان ، التي انطلق فيها الربيع !
بعض القوى المتحكّمة ، أدركت هذا ، باكراً ، واحتضنت الربيع ، كي لا يطيح بها ؛ بل كي توظّفه لمصلحتها ، أو تتعايش معه ، في وطن ، أدركت أنها ، ليست وحدها فيه ، وأنه ليس ملكاً لها ، وحدها !
وما زال الصراع قائماً ، بين قوى الشدّ العكسي ، بأصنافها ، وبين أنسام الربيع ، التي استنشقتها الأجيال ! فقد شبّ الربيع العربي ، عن الطوق !
وسوم: العدد 922