الخيانة الاسدية المطلقة المغلفة بالرداء الوطني..
لقد كان الاسلوب الذي اتبعه حافظ أسد في حكم سوريا يتصف بقدرته على اظهار الخيانة والعمالة على انها وطنية لايجاريه بها احد ، فبإسم الوطنية سحب أموالاً بمليارات الدولارات من الخليج باوامر امريكية بحجة التوازن الاستراتيجي مع اسرائيل ، فاذا بكل مخزون السلاح استعمل من اجل التوازن الاستراتيجي مع الشعب السوري ، و بإسم الوطنية دمر مع وريثه سوريا بالكامل، وبإسم الوطنية دمر بالاتفاق مع اسرائيل قضية فلسطين فلم يبق اليوم من فلسطين سوى احمد جبريل وعصابته وهي اليوم شريكه في قتل الشعب السوري ، وبإسم الوطنية ساهم في دمار لبنان فقضى على توازن الطوائف الدقيق في هذا البلد باغتياله الرئيس رفيق الحريري ليضع البلد بيد ايران وعميلها حزب الله ، وباتفاق مع اسرائيل تم تسليم المكون الشيعي السيطرة على لبنان ، فازاح الفلسطينيين مما سمي بارض فتح في جنوب لبنان ليحتلها حزب الله.
وفي العراق وبإسم الوطنية ساهم بحربين مع امريكا لتدمير العراق ودعم تسليمه لملالي ايران . كل ذلك كان يتم تحت ستار الصمود والتصدي وشعار القومية العربية .
وبعد نفوقه سلمت المخابرات العالمية خليفته احتلال سوريا ، فكان يمثل والده بالخيانة والاجرام مع مضاعفة الاسلوب مئات المرات ، فحينما كان يستعد ليخلف والده باحتلال البلد قال امام سام داغر، الذي عمل مراسلاً لصحيفة "وول ستريت جورنال" من دمشق لسنوات."لا توجد طريقة أخرى لحكم مجتمعنا إلا بتعفيس رؤوس الناس بالحذاء".
اما عن أسماء أسد والتي تحاول أخذ دور لها فكان لابد من عمل فيلم وثائقي يتحدث عنها وعن دور زوجها في صناعة بروباغندا النظام وتلميع صور العائلة أمام المجتمع الدولي .
ويظهر الفيلم خلال الحديث عن الصورة التي ترسمها عائلة الأسد لنفسها أمام الغرب، وتحديداً شخصها بوصفها زوجة رئيس ، إذ اعتبرت نفسها بمثابة الفتاة "الغربية" الانيقة صاحبة الثقافة الأوروبية لتقرب نفسها للغرب بسبب دراستها وحياتها لسنوات في بريطانيا، حيث كانت تعرف باسم "إيما البريطانية "، وكيف كانت تطمح للدراسة في جامعة "هارفارد" قبل أن تتخلى عن كل شيء "لأنها وجدت حبها... ببشار "، وهو ما تقوله بنفسها في لقاءات مع وسائل إعلام غربية، ويظهرها الفيلم على انها متحدثة بالانجليزية وقادرة على الحديث بلغة ومصطلحات غربية للتأثير وخلق انطباع بأن سوريا تسير نحو الديمقراطية والحداثة بقيادة زوجها .ويكشف الفيلم عن دور مستشار العلاقات العامة البريطاني الشهير، السير تيموثي بيل، الذي صمم إحدى الحملات الانتخابية الناجحة لرئيسة الوزراء البريطانية السابقة، مارغريت ثاتشر، حيث التقته أسماء اسد، ورجته ان يساعدها كي تصبح سيدة أولى ناجحة مثل لورا بوش (زوجة الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الإبن)، فيتجه بيل لاحقاً إلى دمشق ويصمم مكتب أسماء ودورها الذي لعبته بمهارة، واصفاً إياها بأنها كانت حينها "زبونة جيدة وتدفع المال بانتظام وبسخاء وتحاول اظهار نفسها على انها محبة للخير ومساعدة الفقراء . قبل أن يكتشف أن كل ذلك كان مزيفاً مخادعاً وكاذباً وان كل شيء كان مكتوباً لها مسبقاً .
وفي تقرير نشرته شبكة "أي بي سي" (ABC) الأميركية بتاريخ ١٢ تشرين الثاني / نوفمبر الماضي، يتحدث عن حكم عائلة الأسد، وكيف استولى حافظ الأسد على الحكم عبر الانقلاب على رفاقه في ١٣ تشرين الثاني/ نوفمبر ١٩٧٠، إثر سلسلة متوالية من عمليات الاستيلاء العسكرية على السلطة منذ الاستقلال عن فرنسا عام ١٩٤٦.
ويصف التقرير حكم بشار بانه أمضى نصف فترة حكمه في الحرب، معتمداً على حلفاء مثل إيران وروسيا بدلاً من إبراز القومية العربية، وعلى نظام (حكم اللصوص) بدلاً من الاشتراكية، إلا أنه وعلى الرغم من ذلك يستخدم بشار الأدوات ذاتها: القمع، ورفض التسوية، وإراقة الدماء بوحشية. وترقد البلد في حالة خراب حالياً جراء عقد من الحرب الأهلية، فقد على أثرها النظام السيطرة على مناطق بأكملها.
عرض تقرير "أي بي سي" مداخلة للباحث في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس) نيل كويليام، الذي قال "ليس هناك شك في أن الأعوام الخمسين من حكم عائلة الأسد، التي اتسمت بالوحشية والقسوة والتدمير الذاتي، تركت الدولة في حالة لا يمكن وصفها إلا بالانكسار، وكادت تتوارى في طي النسيان".
ويشرح التقرير كيف عزز حافظ الأسد سلطته بعد استيلائه على الحكم في عام ١٩٧٠؛ إذ "وضع أشخاصاً من طائفته العلوية في مناصب رئيسة، وأسس دولة بوليسية تخضع لحزب واحد على النمط السوفياتي، وكانت بمثابة قوته مطلقة، ونشر ضباط الاستخبارات في كل مكان" وكان له اسلوب وحشي بقتل كل شهود جرائمه المباشرين ثم المشي وراء جنازاتهم وقد اتبع ابنه بشار نفس الاسلوب حيث يقال انه صفى حوالي اكثر من ٥٠ ضابطا رفيعاً من شهود جرائمه حتى من العلويين انفسهم .
يقول الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، الذي التقى الأسد مرات عدة، في مذكراته "لقد كان رجلاً وحشياً، قضى ذات مرة على مدينة بكاملها ليقدم درساً لخصومه"، في إشارة منه إلى مذبحة عام ١٩٨٢ في حماة وتعد تلك المذبحة واحدةً من أسوأ المذابح في التاريخ الحديث؛ إذ خلفت كراهية أشعلت نيران انتفاضة أخرى ضد ابنه بعد سنوات.
وفي كتابه "الأسد أو نحرق البلد..." يقول سام داغر إن "العنصر الأساسي لبقاء نظام الأسد هو عدم التساهل داخلياً، واستغلال التحولات الجيوسياسية إقليمياً وعالمياً، وكسب الوقت حتى يستسلم معارضيه".
وكوالده، منح بشار الأسد أفراد عائلته من الجيل الأصغر والأكثر حداثة المناصب العليا لتعزيز سلطته، ولكن ينظر إليه على أنه أكثر جشعاً في جمع الثروة.
أصبح بشار الأسد منبوذاً، في كثير من أنحاء العالم، لكنه حاول تصوير الحرب على أنها خيار بين حكمه العلماني والمتطرفين الإسلاميين، بما في ذلك تنظيم "داعش".
واليوم مع ظهور نتائج الانتخابات الأميركية، انتشرت تعليقات ساخرة من بقاء عائلة الأسد في الحكم، لفترة حكم خلالها تسعة رؤساء أميركيين منذ عهد الرئيس ريتشارد نيكسون.
وبقي السؤال
بعد هذه المعاناة الغير مسبوقة عالمياً للشعب السوري اما آن للعالم ان يستيقظ ؟
الجواب :
هذا العالم المكون من حكام وشعوب من عرب وعجم لايهمه اشغال نفسه بالام الآخرين ، ان لم ندافع بجدارة عن تخفيف آلامنا بصدق وبوحدة عملنا وتدريبنا المستمر والمحافظة على السلاح الوطني بايدينا واعتمادنا على الله ، عندها يتحقق الانتصار..
وسوم: العدد 924