عدوان سلطوي واحد يستهدف هوية المكان
منذ الليلة الأولى لشهر رمضان المبارك، وقوات الاحتلال وعصابات الفاشية تشن عدوانًا شرسًا على المصلين في باحات المسجد الاقصى، وعلى الاحتفالات الدينية في بابي العامود والساهرة.
وبموازاة ذلك شهدت مدينة يافا عدوانًا عنصريًا وفاشيًا آخر على أهاليها العرب، أصحاب المكان.
ومن الواضح أن العدوان على أهالي القدس ويافا هو عدوان واحد، وهدفه واضح وهو هوية المكان، وتفريغه من أهله الاصليين. فالمؤسسة الصهيونية لم تتوقف يومًا واحدًا قبل النكبة وبعدها من استهداف شعبنا الفلسطيني وسلبه أرضه وسرقة المكان وتهجير السكان الفلسطينيين وترحيلهم من قراهم وبلداتهم التي تحولت لقرى مهجرة في المثلث والجليل وكل أنحاء الوطن الفلسطيني.
المؤسسة الاحتلالية تصعد حربها وعدوانها على المصلين والمرابطين في المسجد الاقصى المبارك وباحاته، وضد المحتفلين بشهر رمضان الفضيل، وتلاحق الصائمين في محاولة بائسة لمنعهم من الصلاة وإقامة الشعائر الدينية، كذلك فرضت أمرًا عسكريًا على الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى بمنعه من السفر. وفي الوقت ذاته تتيح للعصابات اليمينية الفاشية والاستيطانية اقتحام باحات المسجد الأقصى يوميًا.
وفي يافا تشن الشرطة الاسرائيلية اعتداءات يومية على أهاليها العرب، الذين يواجهون ويتصدون بكرامة وعزة الانتماء لمؤامرة الترحيل والاقتلاع.
إن يافا عروس فلسطين وعاصمتها الثقافية كأختها القدس/ يبوس، زهرة المدائن وعاصمة فلسطين، هما جوهرة التاج الفلسطيني، ولا يمكن للمؤسسة الصهيونية الاحتلالية الحاكمة أن تنتقص من هويتهما، وكل المحاولات السلطوية لتغيير هوية المكان مصيرها الفشل. فكل زقاق وشارع وحي وكل حجر له اسمه وهويته، ولا يمكن تشويه التاريخ وتزير الهوية وتصفية الانتماء، فشعبنا شعب حي وصامد متشبث بأرضه ووطنه وتراثه وهويته، ولا ولن يساوم عليهم، وسيبقى إلى أبد الآبدين مدافعًا ومناضلًا لأجل البقاء والوجود والحياة.
وسوم: العدد 925