اقتسام المصائب غير ممكن .. فهل اقتسام مايعين عليها ، غير ممكن ؟
حديث شريف :
قال رسول الله : مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم ، مثل الجسد ، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى !
وقال النبيّ ، صلى الله عليه وسلم : أنا وكافل اليتيم ، في الجنة ، هكذا ! وأشار بالسبّابة والوسطى ، وفرّج بينهما ! أخرجه البخاري .
اصنعوا طعاماً لآل جعفر!
وحين استشهد جعفر بن أبي طالب ، ورد عن النبيّ ، عليه الصلاة والسلام ، أنه قال: اصنعوا طعاماً لآل جعفر ! وهذا نوع من العون السريع ، لأهل الشهيد ، لأنهم مشغولون بمصيبتهم !
وقد ورد في الحديث الشريف ، ثناء على الأشعريين ، لأنهم كانوا - إذا أرمَلوا- جمعوا المال الذي لديهم واقتسموه !
اقتسام المال : كلّ بما يستطيع ، ولا يكلف الله نفساً إلاّ وسعها !
ثمّة دول، تنفق أموالاً على السوريين ، بأشكال مختلفة، ولأهداف مختلفة ، منها البناء ، ومنها الطعام ، ومنها التعليم .. وغيرذلك !
وثمّة جمعيات خيرية ، تنفق أموالاً على السوريين ، كذلك ، لأهداف مختلفة !
لكن إنفاق الأخ على أخيه ؛ سواء أكان أخاً بالنسب أو بالدين أو بالمواطنة .. تظلّ له قيمة خاصّة ، ويظل المنفَق عليه ، يتذكّر نفقة أخيه ، ويظلّ أولاده يتذكّرون هذا ! وهو يدلّ على التوادّ والتراحم والتعاطف ، ويحمل من هذه المعاني ، مالا يحمله إنفاق الدول والجمعيات !
وقد يكون بعض الناس ، يحملون أعباء ثقيلة ، من الإنفاق على الأهل والأرحام والأصدقاء.. وهذا طيّب بذاته ، لكنّ ذا الأعباء هذا ، قد ينفق على معَوزلايجد قوت يومه، ثمن عشاء لأسرته ، فيحمل أفراد الأسرة من الإحساس بالجميل ، الشيء الكثير!
ولا بدّ من التذكير، أخيراً ، بأن المطلوب هو عمل الخير! وبأن الله لايكلف نفساً إلاّ وسعها!
وسوم: العدد 933