الأسر أنواع : أسر العدوّ ، وأسر الحاكم المستبدّ ، وأسر الهوى !
أسر العدوّ : الحروب بين الناس كثيرة منذ القدم ، والأعداء يأسر بعضهم بعضاً ، كما يقتل بعضهم بعضاً ! والأسر له قوانينه الخاصّة واعرافه الخاصّة ، يلتزم بها بعض المحاربين، ويخالفها كثيرون !
والأسير لدى عدوّه يعرف حقوقه - بحسب الأصل - ويطالب آسريه بها ، وإن تجاوزوا حدودهم تجاه أسراهم ، لجأ خصومهم أو أعداؤهم ، إلى قانون المعاملة بالمثل ؛ فهم يحافظون على حقوق الأسرى لديهم ، ليحافظ عدوّهم على حقوق أسراه منهم !
أسر الحاكم : بعض الحكام الظلمة ، يرون شعوبهم عبيداً لهم ، يعاملونهم كما يريدون : قتلاً وأسراً وتهجيراً ، ونزعا للجنسية الوطنية منهم ، وحرماناً من وسائل العيش الضرورية ؛ لا سيّما إذا كان المواطنون معارضين للحاكم ؛ لمواقفه أو قراراته الظالمة ، بحقّ بعض المواطنين ! لذا ؛ فإن عقوبة الحبس جاهزة ، لكلّ مواطن معارض ، مهما كانت صفته ؛ إلاّ أن يكون إعدامه سهلاً على الحاكم وزبايته ، فعندئذ يتمّ إعدامه ، دون أن يرفّ جفن للحاكم ، أو لأحد مؤيّديه ، أو منفّذي أحكامه !
ولا يملك أسير الحاكم ، إلاّ الصبر، في البلاد التي تحكمها الأنظمة المستبدّة ! فكلّ مطالبة بالقانون أو المعاملة القانونية ، هي ضرب من العبث ، لا تلبث أن تُحوَّل إلى ملفات حقوق الإنسان الدولية ، ثمّ مصيرها سلال المهملات ! وتبقى في ذاكرة التاريخ ، حتى يتمكّن سكان البلد المبتلى بالتسلط ، من انتزاع حقوقهم ، يوماً ما !
أسر الهوى : هو أشدّ أنواع الأسر وأقساها ، في بعض الحالات ، وفي بعض الأحيان ! ومن الهوى الآسر:
الحبّ والبغض ، والكبّر والحسد والعُجب .. ! وهذه كلها عناصر داخلية ، كامنة في نفس الإنسان ذاته ، وقد تتحوّل إلى أمراض نفسية ! فإذا سيطر عليه أحدها ، استعبده ، وصار كثير من الأمورالمتعلقة بصاحب الهوى ، خاضعاً لهواه !
وقد ورد في القرآن الكريم ، ما يدلّ على ذلك ، بشكل واضح ؛ إذ قال تعالى :
(ولا يّجرمنّكم شنآن قوم على ألاّ تعدلوا اعدلوا هو أقربُ للتقوى واتّقوا الله ..) .
وسوم: العدد 936