آخِ الأكفاء ، وداهِ الأعداء !
هذا مثل قديم ، يصلح لكثير من الأحوال ، في كثير من الظروف .. لكنه قد لايصلح لأحوال أخرى ، في ظروف أخرى !
آخ من المؤاخاة ، وداهِ من المداهاة ! والمقصود بالمثل : كن أخاً للكفء ، وداهية في التعامل مع العدوّ !
فهل يجد هذا المثل ، مَن يطبقه ، اليوم ؟ أم الدارج في بعض المناطق العربية ، على وجه الخصوص ، هو العكس ؟
عند النظر إلى مايجري في عالمنا العربي ، نجد العكس هو المعمول به ، في كثير من الأحيان !
نجد الأخ يعامل أخاه بدهاء ، ويتصرّف مع عدوّه بغباء ، أو بسذاجة أو بمودّة !
ونجد المسؤول السياسي ، يعمل بعكس القاعدة ، عند تعامله ، مع شياطين الإنس ، من أعدائه !
ونجد رئيس الدولة ، يبذل لعدوّ بلاده ، كلّ ما ييسّر لهذا العدوّ ، التحكّم بالوطن والشعب ، بينما نجد هذا الرئيس ، نفسه ، يتداهى في تعامله مع إخوانه ، حكّام الدول الآخرى ؛ بل يتداهى في تعامله مع شعبه ؛ فيعامل المواطنين ، بأنواع مختلفة ، من الخداع والمكر.. عدا الظلم الذي يلحقه بهم ، متّخذاً سائر الوسائل ، للهيمنة على مواطنيه ، بشكل تامّ ، يقيّدهم بقوانين ، ترهقهم من ناحية ، وتكبّل أيديهم ، عن فعل أيّ شيء ، يمكن أن يمارسوه ، لينهوا سلطته الأبدية عليهم .. أو ينهوا توريثه السلطة لأبنائه ، من بعده !
ونجد بعض القوى ، التي تزعم أنها تعارض الحكم المستبدّ القائم .. نجدها في تَداهٍ مستمرّ؛ بعضها ضدّ بعض ، وكلّ منها يمكر بالآخر ، ليزيحه عن موقعه في المعارضة ، أو ليسقطه من الساحة السياسية ، تماماً !
نعود فنذكّر، بأن المقصود هو بعض هؤلاء ، لا كلّهم ؛ ففي المعارضات الراهنة في بلادنا، وجوه حقيقية للمعارضة : بصدق وإخلاص ، ودهاء في موقعه ، ضدّ الأعداء !
وسوم: العدد 939