حول زيارة رئيس البرلمان الإيراني "قاليباف" إلى سورية .. ماذا تحت الدخان ؟؟

أربعة أيام قضاها رئيس البرلمان الإيراني " محمد باقر قاليباف" في سورية. الثلاثاء 27/ 7 - الجمعة 30/ 7

جاءت الزيارة أعقاب عملية تكريس رئاسة " المستبد " والتجديد له بالقسم الغموس..

أكان الهدف الرئيسي المعلن للزيارة هدف اقتصادي . وقيل إن الهدف هو التوكيد على اتفاقيات اقتصادية تم عقدها من قبل. ونعتقد أن التوكيد على الاتفاقات الاقتصادية، لا يحتاج إلى رئيس مجلس الشورى، الذي غالبا ما تكون مهامه من نوع آخر، وأن الحديث عن الاقتصاد ، والاتفاقيات الاقتصادية المعلقة، جاء كقنبلة دخانية، أريد منها التغطية على حقيقة الزيارة . لا نزعم أننا نملك أدوات استشعار نستشف خلالها ما جرى وراء الكواليس، وماذا أرادت دولة الفقيه من سورية، ولاسيما بين يدي استلام الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي.

من معرفتنا بالمحتل الإيراني، وبالبائع لمصالح الوطن ، ندرك أن الأمر الذي سعى " قاليباف" إليه أكبر من بعث الحياة في اتفاقيات اقتصادية، تم التوقيع عليها في دمشق، منذ عام ونصف، كما يقر المتحدثون ثم لم تر النور ..!!

وفي الاسترسال أكثر مع هذه الجزئية، ندرك أن هناك اتفاقات اقتصادية مجمدة منذ عام ونصف بين دمشق وطهران، ويؤكد هذا دعوة قاليباف مسئولين سوريين لحضور حفل تنصيب رئيس الجمهورية الجديد ، للتوقيع على إحياء أو تفعيل تلك الاتفاقيات من جديد، وهنا نقرأ في أسرار الزيارة وخلفياتها معنى جديدا.

ثم بالتقصي أكثر ندرك الأمور بشكل أوضح ، حيث تخبرنا الأنباء الواردة من دمشق أن السوق التجاري السوري، يعارض هذه الاتفاقيات، ويرى فيها غبنا لمصالح السوريين الاقتصادية، وبشار الأسد غير قادر في هذا الظرف بالذات، على زيادة طينه الاقتصادي بلة، بفتح معارك إضافية مع السوق الاقتصادي، ومن هنا يأتي التسويف والمماطلة، ويأتي الإنذار والتضييق على لسان رئيس البرلمان الإيراني ..ربما تحتاج هذه القراءة إلى معرفة " طبيعة هذه الاتفاقيات، وماهيتها، ومقتضياتها وأبعادها وعلى ماذا يعترض التجار السويون منها، وأعترف بقصور أدواتي في الاستقصاء والمتابعة فسامحوني ..

إلا أن الزيارة - في الوقت نفسه - يجب أن تقرأ بطريقة أخرى في ظلال التناقض الروسي - الإيراني، وظلال التشاكس الإيراني - الأمريكي، ولاسيما حول الاتفاق النووي، الذي تُعتبر سورية والنفوذ الإيراني فيها، أحد ملحقاته السرية، وفي ظلال إعادة إقرار صيغة جديدة في الجنوب السوري، درعا وما حولها، في وقت بدأت فيه العسكرية الصهيونية بناء ملاجئ على مناطق حدودية مع سورية بكلفة 30 مليون دولار ، في مرحلته الأولى ..

وقبل كل شيء يجب أن توضع زيارة رئيس البرلمان الإيراني في سياقها، إذ تأتي بعد زيارة وفد روسي رفيع المستوى بأيام إلى سورية ، وبعد زيارة نوعية للخارجية الصينية فيها ..

كأننا والماء يجري حولنا    قوم جلوس حولهم ماء

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 940