حب متأخر حسب توقيت الأب..!!
رغم كدّ الأب وسفر الأب وتعب الأب وحنان الأب، إلا أن الجنوح يكون نحو الأم، وهذه طبيعة فطرية لانتحكّم فيها !،
الغريب أن الأولاد لايكتشفون حبّهم الجارف لآبائهم إلا متأخراً، إما بعد الرحيل، وإما بعد المرض وفقدان الشهية للحياة !
وهذا حب متأخر كثيراً حسب توقيت الأبوة..!!
الآن كلما تهت في قرار، أو ضاقت عليَّ الحياة، أو ترددتُ في حسم مسألة تنهّدت وقلت: « أين أنت الآن يا أبي»..
لو أعرف أن العمر قصير إلى هذا الحد، لكنت أكثر قرباً من أبي،،
نحن نعرف قيمة الملح عندما نفقده في الطعام، وقيمة الأب عندما يموت ويصبح مكان جلوسه في البيت شاغرا،،،
إذ عندما يموت يفتقد الأبناء وجود ذلك البطل في حياتهم الذي كان يقودهم بثبات إلى بر الأمان.
فالأسرة كلها مع الأب في رحلة الحياة كراكبي قطار في سفر طويل،
لايعرفون قيمة قائد القطار إلا عندما يتعطل بهم، ويبدأ قائده في التفاني لإصلاحه وإعادة تشغيله رغم ضخامته،،
الأب وحده هو الذي لايحسد ابنه على موهبته وتفوقه، بل بتفوقه يتباهى ويفرح ويفاخر به أمام الناس،
والأب وحده هو الذي يخفي أخطاء ابنه ويغفرها وينساها !
والأب وحده هو الذي يتمنى أن يكون ابنه أفضل منه في حياته،
تأنيب الأب لابنه مؤلم في حينه، لكنه دواء ناجع حلو المذاق بعد التعلم منه والتماثل للشفاء والاستقامة،
تأنيب الأب يصدر من جوار قلبه لا من جدار قلبه، إذ يتألم وهو يؤنب ابنه،
قلب الأب هبة الله الرائعة لأبنائه،
أخيراً أقول:
الأم تحب من كل قلبها،،،،
والأب يحب بكل قوته،،،،
اللهم أجعلنا ممن أدى رسالة الأبوّة كما تحب وترضاه، وأجعلنا من البارين بوالدينا،
اللهم أحفظ أبناءنا وأسعدهم و وفقهم لطاعتك، وبارك لنا فيهم وفي ذريتهم.
اللهم أرحم من فارقنا من آباءنا وأمهاتنا وأحفظ الأحياء منهم.
وسوم: العدد 943