(قال: لأقتلنّك) المائدة /27/
لن نخوض في سبب القربان الذي قدمه قابيل الأخ الأكبر/ الزرع الفاسد/ ولا ما قدمه هابيل أخوه أصغر منه/ كبش أملح/ إنما نقف عند تهديد قابيلٍ هابيلَ .
لماذا هدده بالقتل؟ وهل التهديدُ بالقتل ينهي قضية الخصام ،أو يزيد أوار النار في القلوب؟
قدّم هابيل أفضل ما عنده قرباناً فتُقُبِّل منه وكان قربانُه في المستقبل كبش فداء لإسماعيل عليه السلام، وما أجلّه من قربان.
وقدم قابيل زرعاً يابساً ، فلم يُرضِ ربه . وكان عليه – لو كان ذا عقل وفهم – أن يستدرك مسيرته ، ويعلم أنه أخطأ في قربانه ، فقدم أفضل ما عنده تعبيراً عن إصلاح أمره، ورجاء الرضا من ربه.
لم يكن القتل يوماً حلّاً لمن يريد السلام والحفاظ على المودة والحياةَ الطيبة . وكم من امرئ سلك هذا الطريق فزُهقت روحه ثمناً لتهوره، أو زَرَع الشحناءَ والبغضاء في مجتمعه، أو هرب في شعاب الأرض عمرَه كله ،يخاف أن يظفر به من أساء إليهم ،فقتل منهم.
قال قابيل:
(لأقتلنّك) بدلَ أن يراجع نفسه فيصنع المعروف ويستغفر ربه.
( لأقتُلَنّك) قولٌ أحمقُ يدل على ضعف العقل وقصر النظر.
( لأقتلنّك) كلمة تدل على الحَمَق والتهوّر.
( لأقتلنّك) ظلمٌ ،واستبداد، ورعونة .
قال هابيل:
( إنما يتقبل الله من المتقين) دعوة إلى الحق والتزام شرع الله والعمل بما يرضيه سبحانه.
(إنما يتقبل الله من المتقين) فكر سديد، وقلب رشيد،
(إنما يتقبل الله من المتقين) نظرة مستقبلية هادفة ، وعمل للحياة الخالدة.
(إنما يتقبل الله من المتقين) هدف نبيل ، ومجد أثيل. وتصَرّفٌ أصيل
هابيل يمثل الحق والنور، وقابيل يمثل الظلم والظلام.
والناس جميعاً تبَعٌ لهابيلَ أو قابيلَ. وسيبقَون فريقين متنافرين إلى قيام الساعة ...
وسوم: العدد 945