من يد سليم اللوزي المسلوخة الى حنجرة قاشوش المقطوعة ..تاريخ اجرامي اسود
انه ابراهيم قاشوش ،لم يكن سياسيا محترفا ولم يكن له اية مطامح بالكرسي، استشهد دون ان يصرخ رغم حنجرته القاسية ، لكنه بكل تاكيد كان بطلاً من طراز خاص ، وقف وفي وسط حماة هذه المدينة التى لدغت بالقتل والدم والدمار والغدر، وقف ابراهيم قاشوش كاسراً ولاول مرة حاجز الصمت والخوف فدخل عالم البطولة دون مقدمات بهتاف من ثلاث كلمات" يالله ارحل يابشار" ، تزعم بها ميدان الساعة بوسط حماه وسرعان ما اثبت انه انبل ثوري عرفه الربيع العربي وربما العرب كلهم ، فاذا كان بوعزيزي قد احرق جسده يائسا من الحياة فان ابراهيم قاشوش احرق عمره حباً بها ، غنى ضد نظام القتل والاجرام، وبعد ايام اختطفته اجهزة الامن وهو ذاهب لوظيفته وقتلته بطريقة محترفة وبرمزية همجية تسجل لمثل هذا النظام حيث تم قطع عنقه والابقاء على الرأس معلقا بالجسد واقتلعت حنجرته ، انها رمزية دموية تدلل على حجم فائض الحقد والهمجية والوحشية عند هؤلاء المجرمين .
لا اريد الخوض بالسياسية والتفاصيل ، فقصة نحر مواطن يبحث عن الحرية واقتلاع حنجرته في وقت متزامن مع امتهان السفيرين الاميركي والفرنسي لسيادة الدولة السورية ودخولهما مدينة حماة ، التى يجب ان يسمى ميدانها الرئيسي بميدان ابراهيم قاشوش بدلا من الساعة ، دون حتى استدعائهما بعد ذلك من قبل الخارجية السورية وهو ابسط انواع الاحتجاج او طردهما خارج سورية ، فانما تدلل بما لايدع مجالا للشك على ان هذا النظام الذي يقود شعار ما يسمى بمعسكر الممانعة والمقاومة انه ، لا يمانع الا حرية شعبه ولايقاوم الا حياته الكريمة .
... ان عقل الديكتاتور هو عقل متوارث مثل الكرسي والسلطة ، فالديكتاتورية هي مزيج من التربية ومن المورثات ، والاغرب ان الزمن لدى الديكتاتور ثابت لا يتغير ، واذا اردنا استحضار الماضي ومقارنته بالحاضر اي بين ذاك اليوم الذي اختطف فيه سليم اللوزي رئيس تحرير مجلة الحوادث هذا اللبناني الوطني الذي تصدى بشدة للنظام السوري وممارساته في لبنان في 25 شباط (فبراير) 1980 وبين المواطن السوري ابراهيم قاشوش في تموز من عام 2011 سنجد ان شهوة القتل والرمزية فيه هي ، هي لم تتغير !
اتعلمون كيف اغتيل سليم اللوزي الذي لم يكن يدير ميليشيا مسلحة او تنظيما انقلابيا ، بل يملك قلماً ليس الا ؟
لقد قتلته العصابات البهرزية في لبنان بطريقة اقرب الى افلام الرعب الاميركية ، انها ثقافة الموت والتعامل معه حيث عثر عليه في 25 شباط (فبراير) 1980 مقتولا بعد 9 أيام من اختطافه وهو عائد للبنان من باريس من على طريق مطار بيروت الدولي قرب مواقع للقوات الخاصة السورية. في مشهد تعذيب ساديّ بشع للغاية حيث كان ملقا على بطنه، و في مؤخرة الرأس طلق ناري حطّم الجمجمة ومزّق الدماغ. ذراعه اليمنى مسلوخ لحمها عن عظمها حتى الكوع، والأصابع الخمس سوداء نتيجة التذويب بالأسيد، كما عثر على رزم من أقلام الحبر مغروزة بعنف داخل مؤخرته ... هذه هي اخلاق المقاومة والممانعة ، ومع ذلك فانهم لا يخجلون ويجدون من لا يخجل من افعالهم بل ويدافع عنها تحت الاسم السرى لكل هذه الممارسات القذرة وهو " المقاومة والممانعة " الذي يبذل المستحيل لاغتيال حرية الشعب السوري الابي لعقود طويلة ونجح اكثر باغتيال القضية الفلسطينية وتوظيفها لتكون ورقة مساومة باسم الدفاع عنها " ؟!!
هذا هو حكم البهارزة
وسوم: العدد 946