الإتحاد السوفيتي بالحلة الجديدة... إلى متى؟

سقط السوفييت سقوطاً مريعاً بعد تنفيذ جرائمهم في افغانستان اواخر القرن الماضي،  وتفككت مكوناته والتي كانت بمثابة  اقماره التي  تدور حول  النجم  الروسي الذي هو  مركز القرار  .

استغل الغرب هذا التفكك  وحول سريعاً مدارات معظم اقمار السوفييت  باتجاههم ، وحققوا نجاحاً في ذلك، وبقيت بعض الدول حائرة مثل اوكرانيا  فبقي مدارها تائهًا وغير مستقر .

تناثرت دول الاتحاد السوفيتي السابق ، وتوافق هذا التناثر مع حالة  ضعف شديد وعدم استقرار في النظام السوفيتي،  حتى استقر أخيرا ًبنبذه للشيوعية  والاشتراكية،  وتحويل  اتجاه البوصلة ١٨٠ درجة عكس توجهه  السابق ، فبدأ ينافس الغرب في راسماليته وجشعه بل كاد ان يتغلب عليه ولايمكن ان يحصل ذلك دون دعم سري له .

ولتحقيق ذلك لابد من أمرين.

الأمر الاول : وجود زعيم  سلطوي ذو طموحات غير محدودة يعيد للاتحاد السوفييتي مجده القديم ولكن بطريقة جديدة .

الأمر الثاني : دعم صهيوني - ماسوني غير محدود وهو تحالف دولي سري يشكل حكومة الضغط العالمية والتي تملك النفوذ السياسي والمالي ، وبيدها تقوية روسيا من جديد . 

وعلينا ان نعلم ان هذا النفوذ تتغير بوصلته حسب هوى التحالف السري الماسوني - الصهيوني و على فترات وحقب سياسية معينة ليبق نفوذه نشطاً وفعالاً.

وكما هو معروف فان هذا التحالف  الصهيوني - الماسوني هو من كان وراء تاسيس الاتحاد السوفيتي في اوائل القرن الماضي .

وهذا التحالف هو من كان وراء خطة تدمير السوفييت لاحقا في آواخر القرن الماضي .

وهو من يقف اليوم  من جديد وراء إعادة النفوذ الروسي بتنصيب بوتين رئيسًا كامل الصلاحيات وغير محدود المدة، و دعمه بنفوذ سياسي ومالي كبير.وحصل هذا النفوذ الغير محدود على حساب الغرب. 

فسمح لبوتين باكتساح الشيشان وتدمير سوريا ومد نفوذه باتجاه أفريقيا حتى بدأ يدغدغ السواحل الجنوبية لاوروبا  ثم سمح له باحتلال القرم و اوكرانيا ودولاً اخرى في الطريق .

ولكن ...ماذا كان سلاح الغرب ليقاوم هذا الاكتساح الروسي السريع ؟

كان سلاح الغرب الوحيد هو المقاطعة  ولاشيء غير المقاطعة ، ولكن هل  هذا السلاح يعتبر كافيا لتغيير توجه الروس، وقد تم تجريبه سابقاً على دول أخرى دون إعطاء نتائج تذكر؟. 

و رب قائل يقول : ولكن هذه المرة يتم استخدامه ضد روسيا على نطاق واسع ، اقول وماذا يفيد اذا احتل الروس اوكرانيا وهي خزان اقتصادي  هائل له ، ودول افريقية و اسيوية وامريكية جنوبية مازالت تطمع بالتعاون معه ؟

الخص الوضع الحالي  لاقول : لاشك ان الغرب والروس كلاهما اليوم في ورطة ، و أن الحكومة العالمية المؤلفة من تحالف الصهيونية - الماسونية تجني حتى الآن أرباحاً طائلة وراء حالة عدم الاستقرار الدولي  مع اعطاء الروس نفوذا اقوى منذ مرحلة تمدده  إلى إختراع فيروس كورونا... فمن لم تقض عليه كورونا قضت عليه الحروب المتواصلة وهي سياسة التحالف الصهيوني الماسوني لتقليل سكان الكرة الارضية من اعراق لاترغب بتمددها.

كما ان  تصاعد النفوذ الروسي ادى بطبيعة الحال إلى تقلص النفوذ الغربي حتى في بعض دول الخليج العربي المحسوبة عليه  منذ  اكثر من مائة عام .

النفوذ الروسي مازال فعالاً،  ومن مؤشراته عدم إتفاق رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي مع رئيس اوكرانيا علماً أن كلاهما يهوديان والمفروض ان تكون ليهوديتهم اولوية، ولكن هذا لم يحصل، وهي حالة نادرة جداً  .

فمازال التحالف الخفي الصهيوني له اجندته الخاصة به وقسم كبير من امواله  في البنوك الروسية . 

هل ستطول سطوة الروس عالمياً أم أن هذه الحقبة قد قاربت على الانتهاء، حيث  تغير البوصلة اتجاهها ١٨٠ درجة  وتتجه نحو الغرب من جديد ؟

سؤال هام ، ولكن ليس هناك إتفاق على جواب واحد ، وحتى يكون الجواب منطقياً يجب الانتظار. لا اقول انتظار طويل ولكن المفروض ان تظهر النتائج  ببروز تطور دولي جديد خلال العام الحالي.

أما رأيي الشخصي فأقول بتحفظ :إن فترة التمدد الروسي قد بلغت ذروتها والخط البياني يشير إلى انه بانحدار ، لتعود لعبة النهايات العظمى والنهايات الصغرى في المنحنيات البيانية والتي درسناها بالرياضيات من جديد .

وسوم: العدد 972