من يدمر الأمة العربية تحت شعار "أمة عربية واحدة... ذات رسالة خالدة" قادر على تدمير فلسطين
من يدمر الأمة العربية تحت شعار "أمة عربية واحدة... ذات رسالة خالدة" .قادر على تدمير فلسطين وتسليمها لليهود تحت شعار الصمود والتصدي؟
هذا هو شعار حزب البعث العربي الاشتراكي. والذي اسسه :
ذكي الارسوزي - ميشيل عفلق في ٧ نيسان / ابريل ١٩٤٧
التسمية في فترة التأسيس كانت ملفتة للنظر فالاشتراكية والقومية كانتا كلمتين جذابتين فشجعت البعض من الشباب في زمن الحريات على الالتحاق بهذا الحزب ، بالرغم من عدم وضوح الشعار حتى ان الكثير من البعثيين اعطوا لعبارة "رسالة خالدة" تفسيرات عديدة غير مفهومة ، ولكنهم لم يتفقوا على تفسير معين .
لقد كانت البلاد العربية بتلك الفتره الزمنية تعيش فترة القوميات والاشتراكية الجذابة . الا ان الحركة الناصرية التي تبنت القومية العربية طغت على الحزب وجمدته . فاصيب اركان حزب البعث بخيبات أمل وتجاذبات حيث استدعى تحرك سري عسكري في عهد الوحدة مع مصر سمي باللجنة العسكرية الخماسية مؤلفة من كبار الضباط البعثيين، برئاسة أعلاهم رتبة العميد (بشير صادق) الذي سبق وكان ضمن الوفد العسكري المطالب بالوحدة، فيما كان أدناهم رتبة الرائد (محمد عمران)، وهو الوحيد ضمن الخمسة من الطائفة العلوية. لم يكتب لهذه اللجنة الاستمرار، بسبب حركات النقل إلى البعثات الدبلوماسية، حيث لم يبق منهم في مصر إلا محمد عمران الذي قام بتأسيس لجنة جديدة برئاسته. وهذه كانت نقطة تحول كبرى، فالرائد عمران هو الأعلى رتبة، وضم إلى العضوية الرائد المستجد (صلاح جديد) (والنقيب حافظ الأسد)، من الطائفة العلوية، (وعبد الكريم الجندي وأحمد المير ملحم) من الطائفة الإسماعيلية، وضابطين برتبة ملازم، أدنى مراتب الضباط، من السنّة، على الرغم من وجود ضباط برتب عالية!. وهو ما يعتبره باحثون بداية محاولة هيمنة الطائفية على الجيش بقيادة علوية.
فلما استولى البعث على السلطة في عام ١٩٦٣ بدأ التوجه المكشوف لقلب الجيش العربي السوري الوطني الى جيش طائفي ، وما زال القيمون على حزب البعث يتبنون شعاراته من اجل التغطية على هذه الجريمة .
والذي لا يعرفه الكثيرون عن البحرية السورية قبل انقلاب البعث هو انها كانت تملك ٣غواصات روسية طراز
Romeo ٦٣٣
واخرى شحن طراز
Romeo ٦١٣
تم تنسيقها وبيعها بالمزاد العلني في عهد الخائن الاول لترسو على الفائز "محمد مخلوف " وحصل على الغواصتين بمبلغ نهائي قدره ٦ مليون ليرة سورية فقط، بعد منع بعض التجار الاخرين من الدخول لقاعة جلسة المزاد، وممارسة الضغط على بعض التجار المتواجدين في قاعة المزاد
ولتعرفوا اخواني كمية الربح في هذه الصفقة فقط نورد بعض المعلومات عنها:
وزن كل غواصة ١٨٥٠ طن (٣٧٠٠ طن للغواصتين)
فإذا كان سعر الكيلو غرام الواحد من الحديد والخردة والألمنيوم بين خمس وعشر ليرات سورية فقط (وهو أعلى من ذلك بكثير وقتها) يكون سعر خردة الحديد والبلوفة الأخرى بين ١٨،٥ – ٣٧ مليون ليرة سورية. كما أن هناك ١٠٠٠ كغ من الزئبق الأبيض الباهظ الثمن وقيمته أعلى من كامل قيمة الصفقة، إضافة إلى محركين ديزل ضخمين باستطاعات جبارة، ومحركات مساعدة غالية الثمن،
ونحن اليوم في عام ٢٠٢٢ لاتملك سوريا غواصة واحدة .
تصوروا اين كانت بحريتنا في العهد الديموقراطي الوطني واين اضحت اليوم في عهد امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة؟
لن ازيد كثيراً في هذا الموضوع فقط اشير الى تحطيم سلاح الطيران فوق لبنان عام ١٩٨٢ بمؤامرة اسرائيلية- اسدية حيث كان اكثرية الطيارين من السنة ايضاً وبذلك يكون الاسد قد انهى سلاحين هامين دفعة واحدة هما سلاح الطيران وسلاح البحرية بينما كانت السيطرة على القوات البرية باسلوب أقل تعقيداً بعد ان وقع الرئيس نور الدين الاتاسي على تسريحات في صفوف ضباط السنة بناءاً على توصية من وزير الدفاع حافظ الاسد قبل انقلابه عام ١٩٧٠ تحت اتهامات بالناصرية والاخوان المسلمين ،
كل ذلك تم اخواني تحت شعار "امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة - وحدة- حرية - اشتراكية "
فعندما استلم المجرم الثاني بشار اسد كرسي المجرم الاول كان الجيش مسيطر اً عليه وتحت نفوذ الطائفة العلوية فأكمل المهمة ومزق الجيش شر ممزق.
لقد عاصر الجيش العربي السوري عهدين ، العهد الاول منذ فترة ١٩٤٦ وحتى ١٩٦٣ اي ١٧ عاماً فقط قبل حكم البعث باسلحة متواضعة حقق خلالها انتصارات عظيمة في معارك مشهود لها حتى انه في احدى المعارك مع العدو الصهيوني طلبت اسرائيل من مجلس الامن ولاول مرة ، ان يصدر قرارا فورياً بوقف اطلاق النار بعد ان ذاق الامرين من صلابة الجيش في فترة الحريات ، وعاش العهد الثاني فترة منذ ١٩٦٣ ولغاية اليوم اي ٦٠ عاماً تحت حكم البعث الاسدي اي حوالي ٤ اضعاف فترة العهد الاول، تحقق فيها تدمير الجيش والشعب السوري معاً من اجل ان يعيش نظام اسد الخياني الاجرامي وتعيش اسرائيل بأمان معه
اعود الى شعار حزب البعث
ماذا بقي من هذا الشعار بعد ان تحولت ( الكليشة : امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ) الى شعار حزب تحكمه الصفوية والفارسية والروسية القيصرية وفوقهم اسرائيل
وماذا بقي من شعار ( وحدة - حرية - اشتراكية) الذي تحول الى شعار ( طائفية - سجون ومعتقلات وقتل وتهجير- سرقة ورشاوي ومحسوبيات)
هذه هي سورية الاسد والتي ذبحت عن سبق اصرار وترصد ،
اعزائي القراء
لقد حطموا سورية حتى لانستطيع رفع الحمل من جديد ليبقوا معشعشين فيها ، ولكن مهما كان حجم الكارثة فسنزيل عصر الاجرام لنبني سوريا جيشا وشعباً وعمراناً من جديد .
انه هدف لابد منه لتبقى سوريا منتصرة بابنائها الوطنيين
وسوم: العدد 981