مقتل ابو عاقلة ....ومدخل تل ابيب نحو التطبيع مع جيرانها....!!!

التفاعل العالمي الغير مسبوق والتناغم المذهل بين المنظمات العالمية الكبرى والدول الغربية المؤثرة بعيد أعلان وفاة الصحفية الفلسطينية لايمكن تفسيره بصحوة ضمير مفاجئة او حتى بكون  الضحية تحمل الجنسية الامريكية.... بل ان الأمر يبدو اكبر بكثير من ذلك.. لعل مقتل مراسلة الجزيرة وما سيليه ربما يكون المدخل الأسرع للتطبيع بين تل ابيب وجيرانها تمهيدا لاعلان تحالف يغير خريطة الاعداء والاصدقاء بالمنطقة.

  الاسرائيليون يتقنون فن الربوية السياسية بمهارة....في تاريخهم دهاء يحسدون عليه حين يقدمون تنازلات و وهزائم مدوية (اعلامية صاخبة) مقابل الحصول بعدها  على مكتسبات هائلة بعيدا عن الاحتفالات المستفزة  لصالح تحقيق اهدافها البعيدة المدى ...وحتى أعلان حلمهم الاكبر في  بلدهم الموعود بين الفرات والنيل.

تل ابيب تدرك تماما ان تحقيق تلك الأهداف ليس ممكنا بالطرق العسكرية التقليدية بسبب قلة عددهم ووجودهم وسط بحر هائج من اصحاب عقيدة تعتبرهم عدوهم الاول ....لهذا السبب ربما يجتهد الاسرائيليون في استخدام أقصى ما لديهم من مكر وخبث في خلط الاوراق وتشتيت الانتباه وتغيير الاولويات.

ربما يكون مقتل الاعلامية ذات الوجه البرئ مقصودا او بفعل جندي مرتبك ولكن الاكيد ان اللحظات التالية لوفاتها ومسارعة منظمة الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والبيت الابيض والكونغرس الامريكي وجامعة الدول العربية ..وغيرها من القوى الفعالة عالميا واقليميا  لادانة الجريمة  تؤكد أن هناك ان عمل كبير مشترك نحو تصعيد الحدث وتسليط الأضواء بكثافة عليه قبل أن يتم تحويل البوصلة ومعها العرب  نحو ....تل ابيب واهدافها الاستراتيجية.

التحالف الشرقي الأوسطي القادم بقيادة تل ابيب هو الهدف الاول للغرب وربيبته بالمنطقة ومن اجله سيقبل قادة الصهاينة تحمل مسؤولية اغتيالها بل ربما تعويض ذويها و ومحاسبة مرتكب الجريمة لتظهر بعدها تل ابيب الدولة الديمقراطية الموسساتية الوحيدة بالعالم التي تحاسب جيشها بقسوة على اخطاء غير مقصودة !!! ضد اعدائهم او اصدقائهم المحتملين وليكون ذلك مدخلا منطقيا لاحتضان اسرائيل بين جيرانها المبهورين من دولة يسود فيها القانون على الجميع وحجة بستخدمها المطبعون لإقناع المترددين والمعاندين.

تحويل قضية مقتل الاعلامية وتفرعاتها الى القضية الاهم التي تشغل الرأي العام العربي و العالمي  ضمن سياسية تفضيل النوافل على الفرائض والاهتمام بالفرع عن الجذر هي الخطوة الأولى نحو تقديم انتصار اخر وهمي اعلامي للفلسطينيين وجيرانهم قبل .......يقعوا من جديد في فخ اعدائهم وشباكهم.

وسوم: العدد 981