في التهرب من القرار، واللواذ بالصمت
التهرب من القرار، واللواذ بالصمت. وتجاهل طارق الليل والنهار، إن طرق بخير، وإن طرق بغيره؛ هو شر قرار، يلوذ به صاحب قرار.
تُلقى على الصامتين كلُّ الأوزار التي يحتملها صمتهم، ويُفسر موقفهم بالأسوأ من الاجتهادت عند كل أطراف المستقبلين، فيقذفون من كل جانب، ويشيح عنهم المؤمّل والشانئ، يقول الأول، أنت لا تقدر تنفعني عندما يجد جدي بكلمة، ويقول الثاني أنت تغاضيت عن حقك مداراة، ومجافاة…
فهؤلاء الصامتون ليسوا ممن خطوا يمينا فارتفعوا، ولا ممن خطوا شمالا فانتفعوا، وأقل ما يقول فيهم من يطمعون فيه: أنهم لا رجاء فيهم، ولا خير عندهم، وأنهم أضعف خلق الله في الجرأة على قول واهن، فكيف يكونون عند الغارة!! وإنما يتخير الناس الحلفاء، لساعة الغارة، ولتفريج كرب، أو لتحقيق مبتغى..
من ضعف عن قول في مقام القول، فهو عن فعل في مقام الفعل أضعف.
لا تميتوا عليكم دينكم، كذا نصح عمر بن الخطاب رضي الله عنه المتماوتين زهدا أو حكمة يزعمون..
في مأثورنا البلدي عن هؤلاء: لا للسيف… ولا للضيف… ولا لغدرات الزمان!!
قد شمرّت عن ساقها فشدوا
وجدت الحرب بكم فجدوا
لا بــــد ممــــــا ليس منــــه بــــدُ
نُقاد إلى مصائر ما كنا لنرتضيها أبدا ، وما كان أحد ليسومنا إياها أبدا..
ولن نحمل قشة السام إلى نار النمرود، نار تقسيم سورية أقصد...
وسوم: العدد 993