العائمون في مياه البطيخ… والإمارات إذ تلاعب القوم!
تم تعيين حسن عبد الله محافظاً للبنك المركزي، خلفاً لطارق عامر المحافظ المقال، فأدهش البعض أن يعين مسؤولاً عن شركة متخصصة في الإعلام (المتحدة)، في هذا الموقع!
من المعروف أن الشركة المتحدة تنوب عن السلطة في ملكية وسائل الإعلام في مصر ما ظهر منها وما بطن، عدا «صدى البلد» المملوكة لرجل الأعمال محمد أبو العنين، و»تن» المملوكة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وينوب عنهم في الملكية «نشأت الديهي»، دون توجيه السؤال المنطقي له: من أين لك هذا، فالسلطات في مصر، تعلم أن ملكيته ورقية، تماماً مثل الشركة «المتحدة»، حيث المالك الحقيقي هو السيسي بشخصه وصفته!
عندما اندفع أشخاص لتأسيس قنوات تلفزيونية بدأ حكم الإخوان مغلوباً على أمره، فهو لا يريد أن يتدخل بالمنع، فيعيد عهد ما قبل الثورة، فاستسلم، وكان رأيي، إن السؤال من أين بهذه المليارات التي هبطت على المشهد من السماء، بإمكانه منع الإعلام المأجور من القيام بمهامه في اختراق البلد، واسقاط الحكم المنتخب، لكن القوم كانوا يعتقدون في أنفسهم «العبقرية» فلم يهتموا بما كنا نقوله ونكتبه!
الوضع اختلف الآن، فالمعلومة لا تنقص السلطة، ف «تن» قناة إماراتية، و»الديهي» يقوم بتمثيل دور المالك، والإمارات التي تمول قناة الديهي، هي نفسها التي قامت بتمويل «دي أم سي» المملوكة لأهل الحكم، وكانت النية قد انعقدت على أن تكون شبكة تنافس الجزيرة، ويبدو أنهم توقفوا عن الاستمرار في التمويل، بعد أن تراجع أهل الحكم عن فكرة القناة الإخبارية التابعة للشبكة، بعد عامين من العمل التجريبي، وأعتقد أن الحديث عن قناة إخبارية جديدة، تردد أن السعودية من تقف وراءها هذه المرة، هي لدغدغة المشاعر الإماراتية، بالإشارة إلى أن لدينا البديل، الذي سيحل محل الداعم الإماراتي!
ومنذ التبشير بالقناة الإخبارية الجديدة، وترديد أن السعودية هي الممول، لا حس ولا خبر، ولم تتخذ خطوة واحدة، على نحو كاشف بأنها ورقة للمناورة مع الجانب الإماراتي، لا سيما وأن توقف التمويل عن «دي أم سي» سيجعلها معرضة للتوقف، صحيح أن ما دفع لها هو عشرة مليارات جنيه، لكن الفلسفة التي تحكم أداء القوم هو أن من فات مات، وأن المدفوع ينتهي أثره بعد قليل، وهناك خلط للذمة المالية بين كل مؤسسات الدولة باعتبار المالك واحدا، وسمعنا في التسريبات، الاتجاه نحو السحب من حساب وديعة في حساب حركة تمرد، لصالح بنود أخرى!
ما علينا، فقد تقرر تعيين رئيس الشركة المتحدة التي تمارس الملكية على ترسانة القنوات التلفزيونية والمواقع الالكترونية، والصحف السيارة، والاذاعات، المملوكة للسلطة، محافظاً للبنك المركزي، فأدهش هذا البعض، فات هؤلاء أن الشركة المذكورة ليست إلا ستاراً، وأنها شركة مالية وليست مهتمة بالجانب الإعلامي، فهذا الجانب يدار من قبل بعض الضباط، ولا يعرف «حسن عبد الله»، كما لا يعرف أحد في الشركة المتحدة ألف باء إعلام، وإن كان كله عند القوم بطيخ، تماماً كما أن كله عند العرب صابون؛ فقد تم اختيار مصرفي وزيراً للأثار، وهي من الوزارات المتخصصة، التي يشغل منصب الوزير فيها أحد الأثريين، ولا معنى لهذا الاختيار الغريب، إلا أن يكون المقرر ادخال علم التحنيط على الجنيه المصري، تمهيداً لإيداعه في المتحف المصري باعتباره آثراً خالداً!
عندما اقتحمت الشركة المتحدة مبنى ماسبيرو، بهدف تطويره، سألنا هنا عن خبرة الشركة في مجال الإعلام، حتى تقوم بالتطوير، فلا خبرة في المجال، والقائمون عليها متخصصون في مجال الأموال، فهي أقرب لشركة صرافة، ومن هنا فالطبيعي أن يكون رئيس مجلس ادارتها مصرفياً، وليس عجباً أن يعين هذا الموظف محافظاً للبنك المركزي، لاستكمال المهمة في الخروج على محددات العمل المصرفي، واعمالا لمرحلة؛ البطيخ!
ومن هنا جاء وصف «عائم في مياه البطيخ»، لمن لا يفكر في مآلات الأمور، ويجري في الدنيا جري الوحوش في البرية، بدون عقل حاكم، أو منطق مفهوم!
الإعلام يديره الضباط وليس الشركة المتحدة!
الإمارات إذ تلاعب القوم
وكما أن القوم يلاعبون الإمارات، فالإمارات تلاعبهم، لكن يظل ما بينهما هو خلافات تكتيكية وليست استراتيجية، فمصارين البطن تتعارك.
ومرور العلاقة بسحابة صيف، تسبب في أن تفسد الإمارات خطة أهل الحكم في مصر باللجوء الآمن لمجلس الأمن في قضية سد النهضة، وهو تصرف حدث قبل ذلك للالتفاف على طلب الرد على التصرفات الإثيوبية الأحادية في ما يختص ببناء وملء سد النهضة!
فالإمارات عبرت عن أن العلاقة ليست على ما يرام، بأن كتبت لمجلس الأمن أن الاتحاد الأفريقي يسير في اتجاه حل أزمة السد بين الدول الأطراف، مع أن هذا ليس صحيحاً، وذلك بدلاً من أن تساند الموقف المصري الذي لن يرتب أثراً في الأخير!
وللرد على هذا الخطاب، كان الإعلان عن قناة إخبارية جديدة، تم الترويج بأن من يمولها هي السعودية، والاعلام المصري هو المجال الحيوي للعب القوم في الإمارات منذ ثورة يناير، فكانت المكايدة باستدعاء اللعبة البدائية المسماة «كيد الضرائر»!
واللافت أن الإعلام لم يدخل على الخط، لأكثر من سبب، فأهل الحكم سيجدون صعوبة بالغة، إذا قرروا دفع أبواقهم الإعلامية للهجوم على الإمارات، لأن لهذه الدولة الشقيقة في الإعلاميين المصريين ما ليس للسيسي، وإذا أردت أن تطاع فأمر بما هو مستطاع، ولأن الطرفين يدركان صعوبة اعلان الحرب، فالإمارات دفعت، وتريد أن تضمن ما دفعته بوضع يدها على الكثير من مقدرات مصر، وهذا النظام يتردد في انهاء عملية البيع، فليس سلسلاً، والنظام المصري يعلم خطورة الدخول في خلاف استراتيجي مع الإمارات، التي بنت على مدى السنوات العشر الأخيرة حزباً قوياً في مجالات القوة والتأثير!
إذ تجاوز القوم معركة «مصارين البطن»، فالسلطة في مصر تكون في أزمة حقيقية!
عمرو أديب وساويرس وغير المفهوم
قرأ عمرو أديب تغريدة لرجل الأعمال نجيب ساويرس، وقال: «إنها غير مفهومة»، و»إن القصد ليس سهلا»، وأنه «كلام صعب»، «فهل يعرف حاجة لا نعرفها؟».
التغريدة التي تلعثم أمامها «أديب» هي الخاصة بتعليق ساويرس على حريق كنيسة امبابة، وهو الحريق الذي قالت الأجهزة الأمنية إنه بسبب ماس كهربائي، لكن ساويرس قال في الصعيد لا يتقبلون العزاء إلا بعد معرفة سبب الوفاة. بما يعني أنه لا يسلم بالرواية الأمنية، فاستدعى قيم أهل الصعيد بتصرف، بينما نعيش في كنف الدولة الحديثة!
أما أنه استدعاء بتصرف، فلأن المعنى في بطن الشاعر، فالصعيد لا يقول بعدم قبول العزاء إلا بعد معرفة أسباب الوفاة، وصحيح القول إنه لا عزاء إلا بعد الأخذ بالثأر، فهل هذا ما يقصده ساويرس فعلاً ودفع عمرو ديب لوصفه بأنه «كلام صعب»، و»القصد ليس سهلا؟»!
هل يستنكر عمرو أديب ما يذهب إليه ساويرس، أم أنه يعمل على الترويج له؟!
أرض – جو:
مكياج مبالغ فيه لأكثر من مذيعة شاهدتها على شاشة «العربية» في الأسبوع الماضي، حتى بدا الأمر مفزعاً، مع أن القنوات الكبرى تضع معايير للمكياج والملابس، ولا يترك الأمر لثقافة المذيع والمذيعة، وإلا تم ترويع المشاهدين. كما حدث معي وأنا أشاهد «العربية»!
ربما، لأن نجمي أصبح خفيفاً، لا سيما وأنني من الجيل الذي كانوا يخيفونه في الصغر بأمنا الغولة حتى ينام!
وسوم: العدد 994