نتائج تحقيق جيش الاحتلال في مقتل "شيرين أبو عاقلة" تدين الاحتلال
في قراءة مفصلة وتحليل معمق لنتائج تحقيق جيش الاحتلال في حادثة اغتيال الشهيدة (شيرين أبو عاقلة ) تناولنا التحقيق حرف بحرف وكلمة بكلمة وعبارة بعبارة واستطعنا اجراء تحليل معمق لكل عبارة صيغت في التقرير والغرض منها ومدي ترابطها مع باقي العبارات والبنود التي احتواها التقرير ,كما واستطعنا الاطلاع على مدي شمولية التقدير وتغطيته كافة عناصر ومكونات الحدث والظروف المرافقة والافراد المتواجدين في المكان واتجاه اطلاق النار ومسافته ودرجة الوضوح في الرؤيا بكل زوايا المكان , كما استطعنا ان ندرك كل مفاصل الجريمة المقصودة التي نفذت بتخطيط دقيق من قبل قناص ماهر ودقيق التصويب ,مدرب علي القتل بشكل فائق المهارة ,تلقي تعليماته مباشرة من قائد المنطقة الوسطي بجيش الاحتلال الذي كان يراقب عن كثب كل خطوة تقوم بها قواته عند اقتحام أي منطقة بالضفة الغربية وخاصة منطقة جنين التي يعتبرها جيش الاحتلال من اخطر مناطق الضفة الغربية علي الاطلاق لكونها منطقة في عين العاصفة وفي مرمي اهداف الامن الاحتلالي .
اتضح ان التقرير تمت صياغته بعناية فائقة من قبل متخصصين علي درجة عالية من التمكن اللغوي والمعرفي والقانوني والجنائي ولديهم خبرة طويلة بأساليب صياغة التقارير المضللة للراي العام العالمي وقدرة فائقة علي توظيف عناصر التقارير الأمنية والاستقصائية الجنائية بهدف التشويش علي الأدلة المؤكدة , واتضح ان من صاغ التقرير ليس شخصا واحدا وانما لجنة خبراء لغويين وحقوقيين وجنائيين تعمل بشكل خاص ضمن وحدات جيش الاحتلال مهمتها التغطية علي جرائم الاحتلال الصهيوني وإقناع المستويات القانونية المختلفة ومراكز ومنظمات حقوق الانسان والراي العام العالمي ان جيش الاحتلال يحترم القانون الدولي ومبادئ العمل مع المدنيين والصحفيين وقت الحرب وإظهار ان الجيش لم يرتكب اية عمليات قتل وخاصة كتلك التي استشهدت فيها الصحفية (شيرين أبو عاقلة) ,ومهمتهم ايضاً تحسين صورة جيشهم امام الراي العام الدولي .
التقرير يقول ان " جيش الاحتلال يرجح ان تكون أبو عاقلة قد قتلت بنيران أطلقها جندي إسرائيلي " وهذا يعني ان محققو الجيش لم يستجوبوا افراد الوحدة الخاصة التي تواجدت في مسرح الجريمة ولم يتم استدعاء أي جندي من الوحدة الخاصة (دوفدوفان) للتحقيق ولا حتى الضابط المسؤول عن العملية الخاصة في جنين، وبالتالي لم يتم التحقيق مع قائد المنطقة الوسطي في جيش الاحتلال ايضاً الذي كان يتواجد في غرفة العمليات لمتابعة تحركات الجيش وطبيعة الاشتباكات مع المسلحين الفلسطينيين. هذه العبارة تعني الاحتمالية وليس الجزم بان يكون أحد افراد الجيش هو من قتل الشهيدة (شيرين )في حين يبقي ما نسبته 50% من الاحتمال بان تكون قد قتلت بنيران فلسطينية مقابلة لأنه لم ينفي ذلك، وهذه العبارة هي عبارة عن فبركة لغوية لتميع القضية وتنصل قوات الاحتلال من المسؤولية عن ارتكاب الجريمة وان كانت الجريمة قد وقعت بالفعل من قبل قوات الاحتلال تكون الشهيدة (شيرين أبو عاقلة) قد أصيبت برصاصة بالخطأ, وكأن الجندي القناص الذي صوب سلاحه اتجاه أماكن تواجد الصحفيين الفلسطينيين ونظر في التليسكوب المكبر لم يستطع التمييز بين من يرتدي صدرية الاعلام المميزة باللون الأزرق والخوذة المؤشرة بكلمة press المعروفة لجيش الاحتلال وبين أي مسلح فلسطيني يرتدي خوذه عسكرية وهذا ما قاله التقرير ان أبو عاقلة ربما تكون قد قتلت بنيران خاطئة للجيش اثناء اطلاق النار علي من تشخصهم كمسلحين .هذه محاولة للتملص من المسؤولية المباشرة عن القتل العمد والمقصود للشهيدة شيرين ابو عاقلة من قبل قناص إسرائيلي يمتلك مكبر للصورة اربع مرات مثبت علي بندقية خاصة من نوع (M4 ) كما أفادت التقارير , لعل هذا يعتبر من وجهة نظري دليل دامغ على ان الجندي الذي قتل أبو عاقلة يعرف تماما ان المتواجدين في مكان إطلاق النار هم فرق صحفية تعمل لتغطية الحدث ويريد ان يعيق عملهم دون ادني شك وما يبرهن على هذا ان الصحفي (علي سمودي) أصيب بالرصاصة في الكتف والبطن وكان المقصود قتله أيضا.
الفحص الباليستي للرصاصة التي اصابت رأس الشهيد (شيرين أبو عاقلة )لم يتم بدقة وجاء فحصا صوريا فقط لأقناع الامريكان ان تشوه الرصاصة حالت دون تحديد نوع السلاح الذي أطلقت منه, وكانت السلطة الفلسطينية قد سلمت الرصاصة التي قتلت أبو عاقلة للخبراء الامريكان لفحصها الا ان الفحص تم في دولة الاحتلال من قبل خبراء إسرائيليين وبحضور ممثلون امريكيون مختصون في قبل منسق الامن الأمريكي بين اسرائيل والسلطة، وخلص التقرير هنا الي انه لم يتم الجزم فيما اذا اطلقت الرصاصة ام لم تطلق من سلاح جيش الاحتلال متجاهلاً بالحديث عن نوع الرصاصة والسلاح الذي قد تكون اطلقت منه , هذا يعتبر تغطية مفضوحة علي نوع السلاح الذي تملكه وحدات القتل الصهيوني الخاصة (دوفدوفان ) ومحاولة مكشوفة من قبل فرق التحقيق في جيش الاحتلال لتوفير دليل اخر انهم لم يقتلوا أبو عاقة ويتركوا مساحة لمزيد من الشك في رواية السلطة الفلسطينية وتحقيقات وكالات الانباء العالمية كقناة الجزيرة و( CNN ) وصحيفة نيويورك تايمز الامريكية وصحيفة هآرتس الإسرائيلية ووكالة اشيونايتد برس وصحيفة واشنطن بوست الامريكية والعديد من وسائل الاعلام العالمية لتجزم جميعها ان الشهيدة أبو عاقة قتلت بسلاح إسرائيلي وعن مسافة 150 متر تقريبا حيث يوجد القناص الاحتلالي وحلمت جيش الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مقتل أبو عاقله .
ان ادعاء التقرير انه تم فحص آليات وقواعد اطلاق النار وتنفيذه ولم تتوافر للمحققين أي ادلة علي انه تم خرق لهذه القواعد يؤكد ان معدو التقرير أرادوا نفي تهمة القتل العمد من قبل الجيش وانهم ملتزمون بقواعد محددة بأطلاق النار علي الفلسطينيين وهنا أراد التقرير احداث تغطية اخري علي جنوده الذين قتلوا أبو عاقلة , على ما يبدوا ان التقرير عمد الي احداث نوع من التشتيت والتشويش علي أي رواية اخري تتهم الجيش بالمسؤولية عن القتل وهذا في وجهة نظري يدين جيش الاحتلال ويثبت انه من يقف وراء قتل أبو عاقلة وان كل حالات التضليل والتشويش علي الرواية الفلسطينية لأنه يعرف انها قوية ومسندة الي الكثير من التحقيقات المستقلة سواء كانت من وكالات الاعلام والصحف الكبرى او من قبل المختصين في الطب الشرعي بجامعة النجاح الفلسطينية. ان نتائج التقرير جاءت لتدين جيش الاحتلال بقتل أبو عاقله عمدا وعن قصد ولم تبرئة ولم ينجح معدو التقرير في اقناع الراي العام الفلسطيني والعالمي والولايات المتحدة الامريكية التي طلبت رسميا مؤخراً من خلال اتصال بين (انتوني بلينكن) ووزير جيش الاحتلال إعادة النظر في التعليمات القاضية بإطلاق جيش الاحتلال النار على الفلسطينيين في الضفة الغربية وخاصة بعد حادثة مقتل الصحفية الشهيدة (شيرين أبو عاقلة).
وسوم: العدد 997