هوامش على جدار الانقلاب!
هوامش على جدار الانقلاب!
أ.د. حلمي محمد القاعود
* كتاب البيادة غاضبون مما يكتبه المعارضون للانقلاب العسكري الدموي الفاشي ، ويقولون إن المعارضين يعيشون في الماضي والتاريخ ، ويطالبونهم بالعيش في المستقبل . وهو حق أريد به باطل ، لأن الانقلاب لم يترك مستقبلا لمصر. فقد دمر اقتصادها ، وصادر حريتها ، وقتل أبناءها ، واعتقل الشرفاء الحقيقيين وحاكم الأطفال والبنات ومنح اللصوص الكبار وكتّاب الحرام حق التفكير لبلد لا مكان فيه للفقراء والشرفاء ، أليس من الأفضل العيش في الماضي والتاريخ ؟ لنقرأ مثلا من الماضي والتاريخ وصية أبي الحسن البصري للخليفة عمربن عبد العزيز - رضي الله عنه – حيث يقول له :
" اعلم يا أمير المؤمنين أن الله جعل الإمام العادل قوام كل مائل ،وقصد كل جائر ، وصلاح كل فاسد ، وقوة كل ضعيف ، ونصفة كل مظلوم ، ومنزع كل ملهوف ، والإمام العادل - يا أمير المؤمنين – كالراعي الشفيق على إبله ، الرفيق الذي يرتاد لها أطيب المرعى ، ويذودها عن مراتع الهلكة ، ويحميها من السباع ، ويكفيها من أذى الحر والقر . والإمام العادل - يا أمير المؤمنين – كالأب الحاني على ولده ، يسعى لهم صغارا ، ويعلمهم كبارا ، يكتسب لهم في حياته ، ويدخر لهم بعد مماته . والإمام العادل - يا أمير المؤمنين – كالقلب بين الجوانح ، تصلح بصلاحه ، وتفسد بفساده " . وبكره يا كتاب البيادة هتشوفوا مصر !
* محافظ الانقلاب في بورسعيد ظهر في صورة نشرتها مواقع التواصل الاجتماعي وهو يضرب على الرّقّ في إحدى حفلات فرقة " طمبورة " بالمدينة الباسلة . المنظر لا يليق برجل على درجة وزير وقد لقي استنكارا من الأحزاب السياسية والشباب الثوري والوطني بالمحافظة .
المحافظ الفنان (!) كان أسدا على علماء الدين والأئمة في المدينة وهو يهددهم بالصفع على وجوههم إذا تحدثوا في أمور السياسة ! بالطبع لا يستطيع المحافظ الفنان أن يهدد القساوسة بالصفع إذا تحدثوا في أمور السياسة أو غيرها ، ولكنه يري علماء الإسلام الحائط الواطي لتهدايداته وعنترياته التي ما حلت مشكلة في المدينة التي يسيطر عليها البلطجية أو الأهالي الشرفاء ! وبكره هتشوفوا مصر !
* محمد أبوتريكة في المغرب يظهر في صور مع الجمهور بالمغرب وهم يرفعون شارة رابعة . صحف البيادة في مصر لم يعجبها الأمر , رأت أنه يتعمد إحراج إدارة ناديه ووضعها في موقف صعب ، كما أنه يكرر موقف المهاجم أحمد عبدالظاهر الذي عوقب بعرضه للبيع .
صحف البيادة تفسر إصرار اللاعب على التصوير مع من يحملون شارة رابعة بأن إدارة النادي لن تفعل شيئا بسبب قرار إعتزاله النهائي عقب ختام البطولة في المغرب بمعني أن أقصي ما ستفعله الإدارة معه هو خصم مستحقاته عن المونديال التي لن تتجاوز بأي حال100 ألف جنيه وقطعا لا تساوي شيئا لدي اللاعب الذي صنعه المارد الأحمر وحوّله - كما تقول صحف البيادة - من شخص مغمور إلي نجم تتجاوز ثروته100 مليون جنيه!
صحف البيادة تعيّر اللاعب الخلوق المستقيم المحترم بأنه كان مغمورا واغتنى . ونسيت أن تقول إنه كسب حلالا ولم يسرق ولم يختلس ولم يأخذ مالا حراما نظير قول الزور كما تفعل أبواق البيادة . ولكن شيئا مهمّا تنساه صحف البيادة وهو أن أبا تريكة يذكّرها بشارة رابعة رمز الجريمة البشعة التي لن تسقط بالتقادم ، فهناك أكثر من خمسة آلاف شهيد لم يجف دمهم بعد !وبكره حتشوفوا مصر !
* قالت الأنباء إن عضوا بجبهة الانقاذ ذهب إلى الدوحة ليدافع عن الانقلاب العسكري الدموي الفاشي على شاشة قناة الجزيرة . القناة استضافت العضو ووفرت له الإقامة والإعاشة مجانا في أحد الفنادق الفخمة ، ومنحته ألفي دولار يوميا مكافأة على ظهوره في القناة . ولكن العضو لم يكتف بذلك بل أصر على ممارسة متعته باحتساء الخمر ، وشرب بسبعة آلاف دولار خمرا معتقة ، وطالبه الفندق بدفع ثمن الخمر ولكنه رفض . ولأن القناة لم تجعل الخمر بندا في ضيافتها فلم تدفع !
العضو الانقلابي لقي موقفه استحسانا من صحف البيادة فلم تشر إلى سلوكه الثوري من قريب أو بعيد !! وبكره هتشوفوا مصر !
* من شهر ونصف لم أستطع الحصول على أنبوبة بوتاجاز . استلفت أنبوبة من الجيران ونفد غازها . لا نطبخ الآن ونغلي الشاي عن طريق الكهرباء . التموين سلم الأنابيب إلى العربجية السريحة ، وهؤلاء أدخلوه إلى بيوتهم ومن يريد أنبوبة عليه أن يذهب إليهم حاملا أنبوبته على قفاه ، وإن كان محظوظا نالها بثمنها السري ، وإن لم يكن عاد بها مرة أخرى . ولأني لا أستطيع المشي ولا أقدر على حمل الأنبوبة فقد عشّمت نفسي ببكرة هتشوفوا مصر !
* الاتحاد الأوربي اهتم بالناشطيْن الثورييْن أحمد دومة وأحمد ماهر وأرسل محامين من طرفه لحضور التحقيقات والمحاكمات التي يعدها لهم الانقلاب . وهذا أمر حسن ، وكان أحسن لو جاء المحامون ليحضروا أيضا محاكمات فتيات الإسكندرية وطلاب الأزهر والمستشار الجليل الخضيري وبقية الرهط الصالح - ولا نزكي على الله أحدا - من قادة الإخوان المسلمين . ولكن هل الاتحاد الأوربي يشعر أنهم مظلومون ؟ الأرجح أن الاتحاد الأوربي يرى أنهم إرهابيون لأنهم مسلمون ، ويؤمن بمقولة وبكرة هتشوفوا مصر !
* وزير خارجية الانقلاب الهارب من التجنيد أيام حرب رمضان المجيدة يجاهر أن الانقلاب جاء لتغيير هوية مصر وأن «ما يحدث في مصر هو عملية تغيير مجتمعي، بهدف البحث عن الهوية المصرية للقرن الحادي والعشرين». يقصد نقلها من الهوية الإسلامية إلى الهوية الفرعونية . قال ذلك في الهند على مرأى ومسمع من العالم . الوزير الانقلابي الهارب من التجنيد ينطق بالحقيقة المرّة التي تجمّلها صحف البيادة وتحاول إخفاءها وهي استئصال الإسلام . وبكرة هتشوفوا مصر!
* صحف الانقلاب تتحدث عن مانديلا والتسامح وتقول ما أحوجنا سياسيين وحكاما في العالم العربي وإفريقيا لما تركه الزعيم الجنوب أفريقي الراحل نيلسون مانديلا من مبادئ علي رأسها التسامح والمصالحة والزهد في السلطة لكي نجنب شعوبنا المزيد من الآلام والمعاناة وسفك الدماء التي حرم الله إلا بالحق. وهذا كلام طيب في مجمله . والسؤال : ألم يكن من الأولى أن يوجه هذا الكلام إلى الانقلابيين الدمويين الفاشيين الذين قتلوا أكثر من خمسة آلاف بريء ويريدون اعتقال الشعب المصري والقضاء عليه لأن جريمته الوحيده أنه مسلم وأنه يحب الإسلام ؟ وبكرة هتشوفوا مصر !