برنامج أم فصل دراسي؟
عندما رأيت الذراع الإعلامي على شاشة «اكسترا نيوز»، رأيت من اللازم أن أتابعه لأرى أثر صناعة ذراع اعلامي، بعد عشر سنوات من التصنيع والفك والتركيب، وكان لافتاً أن يستضيف ستة أشخاص دفعة واحدة، ثلاثة عن يمينه ومثلهم على اليسار، بينما هو في وضع جلوس شديد التميز، فأمامه مكتب، بينما هم أمامه في الفراغ، تلاميذ في «صالون العقاد» وكأنهم مجموعة من المرؤوسين له في مكتبه، فلماذا لا يجلسون جميعهم على مائدة واحدة، بل لماذا كل هذا العدد والفصل الدراسي غير المبرر!
لم يكن يوجه الأسئلة ويدير الحوار، بل كان يوجههم، ويضع الإجابات على لسان من يتحدث معهم، وهم في انصياع له، مع أن من بينهم فريدة الشوباشي «الليمونة في بلد قرفانة»، على أساس أنه يحمل «المنافستو»، الذي رسمه أهل الحكم للحلقة، واحد فقط من بين الجالسين كان مختلفاً ربما لأن الموضوع يقع في دائرة تخصصه، ولامتلاكه لمعلومات فلم يمارس الفهلوة إلا قليلا، لم يكن معارضاً، فقط حرص على أن يبدو موضوعياً، دون الخروج على النص، فلم يسلم من المقاطعة، في حلقة «التوجيه المعنوي»، اسمه «البحيري»، وهو باحث في مركز «الأهرام»، وكانت المرة الأولى التي أتعرف عليه فيها!
الحلقة دارت حول العمل على عدم عودة الإخوان، فتساءلت: ألا يمل القوم؟! فبعد عشر سنوات من السجون والاعتقالات، والحشد الإعلامي ضد الإخوان، وبعد مسلسل «الاختيار3»، الذي لم تعلن تكلفة انتاجه حتى الآن، يظل الإخوان يمثلون هاجساً لهم، ويجتمعون في سقيفة «اكسترا نيوز» من أجل بحث الحيلولة دون عودتهم، فهل هذا اعتراف بفشل مسلسل «الاختيار»؟!
لم تعد المليشيات الإلكترونية تجد نجاحاً للجنرال تسوقه، لذا فإنها مع الاعتراف بفشله، فالشعار: يكفي أنه خلصنا من الإخوان. فاذا بعفريت الإخوان يركبهم، وإذا بحلقة في برنامج يحتشد لها ستة أنفار ويديرهم ذراع إعلامي حديث التخرج بحثاً عن طرق تحول دون عودة الإخوان!
عشر سنوات في صناعة أذرع إعلامية.. وعشر سنوات من المواجهة، ثم تكون الحصيلة هكذا؟! يا له من جهد ضائع!
ليس في مقدور العسكريين صناعة إعلامي ناجح ولو اجتمعوا له.. ضعف الطالب والمطلوب!
وسوم: العدد 1007