المصائد الأمريكية أمام القيادة التركية
اعزائي القراء ..
ما أن شعرت الولايات المتحدة الأمريكية بتصميم تركيا على دحر قسد وحلفائها من الشمال السوري وابعادها عن حدودها لمسافة لاتقل عن ٣٠ كم. واستعداد الجيش التركي بكل قطعاته الجوية والبرية لتنفيذ الامر السياسي حال صدوره ، عندها اوعزت الولايات المتحدة لليونان بالقيام باستفزازات ضد تركيا في بحر ايجة لتشتيت القوات التركية ووضع عقبات امام اتخاذ القرار السياسي في شمال سوريا . هذا الاجراء نال رضى روسيا ايضاً اضافة لايران .
إذن ، هناك حرب خفية في الشمال السوري شاملة دسائس و مؤامرات بل واتفاقيات مستترة ، فامريكا مصممة على دعم عملائها من قسد المتحالفة مع ال PKK فهي فرصتها التي انتظرتها طويلاً لتنفيذ مقولة الكيان الصهيوني: "حدودك يا إسرائيل من الفرات الى النيل" ، و لن تجد عميلاً لها وللصهيونية اكثر ولاءاً من عصابات قسد.
كل ذلك يجرى باستخدام مسرحية الحرب على داعش ، هذه اللعبة التي ينقلونها من مكان الى آخر وفق مصالحهم .
و بناءً على ذلك فإني أعتقد أن الهجوم التركي البري مؤجل حالياً رغم جاهزيته ، حتى يتبين ماذا وراء استفزاز اليونانيين لتركيا ، وخاصة أن تركيا تعلمت دروساً عديدة من المصائد الامريكية - الاسرائيلية منذ توريط الرئيس عبد الناصر في اليمن واستنزاف القوات المصرية هناك ، ثم شن حرب ١٩٦٧ بالتآمر مع وزير دفاع النظام السوري انذاك حافظ اسد ، إلى توريط الرئيس صدام حسين بحرب ضروس ضد ملالي طهران ثم استكمال المؤامرة بصمت الولايات المتحدة على دخوله الكويت ليتم على الفور بنصب المصيدة للرئيس صدام لتدمير العراق وتسليمه لقمة سائغة لملالي طهران .كما ان الصمت الامريكي على تمدد بوتين في الشيشان وفي جيورجيا وفي القرم وفي سوريا ثم تمدده الى افريقيا، شجعه على غزو أوكرانيا ليقع بالنهاية في فخ منصوب له سلفاً بإحكام في أوكرانيا .
هذه المصائد باعتقادي ماثلة أمام القيادة التركية .
أما كيف ستتصرف تركيا تجاه هذه المصائد ، فهذا سيتبين في العام القادم ، حيث الانتخابات التركية المصيرية ستكون قاب قوسين أو ادنى .
وسوم: العدد 1009