دعوة الى توافقات محدودة.. فتكون مثل لجة الماء يلقى فيها بالحجر

وكتب أخ حبيب حصيف كان وما زال وسيبقى إن شاء الله موضع أمل.

كلاما جميلا عما يتربص بالسوريين، والأخ من الاخوة الكرام الذين بادروا منذ نحو عامين إلى الإعلان الجميل عن "المنتدى السوري الأوربي" وحولوه بحسن نية إلى منتدى تثقيفي يطرح موضوعات، على غير طريقة من يبحث عن خبز يومه.

دائما أتصور واجبنا نحن السوريين- في ظرفنا الذي نعيش فيه- أن نكون مثل عامل المياومة، الذي إذا اشتغل أكل وأطعم أطفاله، وإذا تشاغل جاع وأطفاله..

فكتبت له هذا، والدعوة إلى مثل هذا مفتوحة لكل السوريين في الهيئات والتجمعات والجماعات والأحزاب وعرانيس الدرة المرصوفة والعراجين والعناقيد و خصلات العنب، تجمع الخصلة عشر حبات أو أقل..

أعيد الحلم بما كان منا أيام ربيع دمشق، الذي تحول بنعمة وفضل إلى ربيع الأمة، وأحلم بوثيقة الخمسة، وبوثيقة العشرة وبوثيقة العشرين والمائة والألف والألوف..

وكتبت للأخ الحبيب القريب وأعمم ما كتبت

أخي الحبيب

وأنت دائما من العقل والقلب قريب..

فأين هذا الذي نقول من هذا الذي نصنع!!

فرحت عندما قرأت عنوان "المنتدى السوري الأوربي"

وقلت غدا ننتدي، كدار ندوة، ونناقش فكرة إيجابية مما ينير درب السوريين، ونضع نقطة على حرف، ملتبس؛ ثم نخرج بها على الناس، مزينة بأسماء من أعجم حروفها، من أحب وقع، ومن شارك في الحوار فوافق وقع، وطرز اسمه على ما يمكن ان نقدم للشعب المبتلى بقيادات متغافلة عن الواقع، أو المحكومة بدار إقامة، من إضاءات ظرفية عملية حقيقية بعيدا عن كل الأرأتية الجميلة في وقتها، القبيحة في غيره.

تعلم التفكير على رقعة الشطرنج جميل، في وقت الفراغ، وليس حيث تختلط الدماء بالدموع.

لا نفكر بشجب ولا بتنديد ولا بسحب ثقة. وإنما نفكر بمثل الأسهم الإرشادية، كالتي نراها على الطرق العامة، وفي المطارات وحيث تزدحم الأقدام.. من هنا إلى عرفات، وهذا ليس بموقف للحاج فاحذر..

من هنا السبيل..

وهذا ليس سبيلا

إذا سلكتْ للغور من بطن عالج

نقول لها، كما علمنا سيدنا حسان:

ليس الطريق هنالك..

أما أن نعود بعد سبعين سنة إلى تعليم الألفباء..

فتلك التي تصطك منها المسامع، وتسيل منها المدامع..

وأوجع الرمايات تأتيك ممن كنت تظن وتخال وتحسب وتعقد عليه إصبعك -وفي الإصبع بلغة العرب- ست لغات.

هل ترون أن هذا أوان تعليمها؟؟!!

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1018