قراءة لهجوم المستوطنين على حوارة
بالتزامن مع انعقاد قمة العقبة الأمنية نفذت علمية فدائية على (حاجز حوارة) المؤدي الي نابلس ومقتل مستوطنين بالرصاص كرد طبيعي كنا نتوقعه على المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال ووحداته الخاصة في نابلس قبل أيام , قد تكون هذه العملية رسالة واضحة للمجتمعين في العقبة بان الضربة بالضربة والفلسطينيين لن تُتركوا مجزرة يرتكبها جيش الاحتلال في الضفة الا ويرد عليها الأسود من أبناء شعبهم لان الاحتلال مازال لا يفهم المعادلة ولا يريد ان يتوقف عن قتله للفلسطينيين بدم بارد على اعتقاد انه سيحقق الامن والاستقرار بالنار . واهم كل من يتصور ذلك ويركب راسة الدموي العنصري سواء من الامريكان او الإسرائيليين فكلهم يريدوا تغير خارطة الصراع من خلال التطبيع وتوسيع المستوطنات الكبري في الضفة الغربية وحسم قضية القدس تماما بالتهويد والاستيطان واخراج احيائها العربية عن محيط المدينة اليهودي ولا يعنيهم الحلول الدائمة والشاملة للصراع . لم يكد يصدر البيان الختامي عن القمة والذي جاء متناقضا بين الرواية الإسرائيلية والرواية الفلسطينية حتي كان المستوطنين المتطرفين من مستوطنات (يتسهار والون مورية وايتمار وبريحا ) يجهزون العصابات ويحشدون الرجال للهجوم على بلدة حوارة للانتقام لمقتل مستوطنين برصاص الرد الفلسطيني على جريمة نابلس .
حرب عرقية دينية تشنها عصابات المستوطنين بتخطيط وحماية جيش الاحتلال من مختلف تشكيلاته على عدة قري فلسطينية تقع في محيط مدينة نابلس في هذه المرحلة على الأقل , حوارة في بؤرة الاستهداف بالإضافة لقري (بيتا وقريوت وبورين وعصيرة القبلية وبورين وجمعين وعينبوس ) كل هذه القري تعرضت لهجوم إرهابي ووحشي خطير من قبل مجموعات مسلحة من المستوطنين , احرقوا البيوت والسيارات واعتدوا على كل شيء حتي الطرق حاولوا ان يشعلوها وهتفوا الموت للعرب وبثوا الخوف والفزع بين السكان في مشهد يعيدنا الي هجمات هذه العصابات ابان حرب العام 1948 , ليس هذا فقط وانما اوقعوا إصابات عدة لأكثر من 100 مواطن فلسطيني منها إصابات بالرصاص وكسور بالجمجمة والأطراف وحروق متنوعة بالجسد. النار ارتفعت السنتها في البيوت وجيش الاحتلال يتفرج ,اكلت كل شيء حتي الحجارة ,غطت سحب الدخان سماء حوارة ,رفض المتطرفون فرحا انهم انتقموا دون ان يعرفوا ان الحرب سجال والايام القادمة سوف يسجل الفلسطينيين المزيد من النقاط الرادعة ، منعوا سيارات الإسعاف من الوصول لإسعاف الجرحى ومنعوا سيارات الإطفاء إخماد الحرائق وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من ممتلكات السكان. أكثر من 120 بيت أصبح سكانها في العراء بيوتهم لا تصلح للسكن بفعل النار التي أتت على كل شيء. هجوم إرهابي منظم بتحريض من وزراء التطرف الصهيوني في حكومة نتنياهو الفاشية، هم من خططوا للجريمة ودفعوا بالمستوطنين وحرضوهم وامروا الجيش بتوفير الحماية لهم في عمل نقرأه جيدا ونستطيع ان نعتبره بداية مرحلة خطيرة لمواجهة لن تنتهي بسهولة مع هذا المحتل الغاشم.
بالبرهان والدليل القاطع اثبت هذا الهجوم ان قمة العقبة قد فشلت قبل ان يجف حبر ورقها لان حكومة الاحتلال لم تقتنع ولو للحظة بوقف التصعيد بحق الفلسطينيين ولم يقبل وزرائها الذين نظموا هذه الهجمات على الفلسطينيين بوقف الاستيطان ووقف التصعيد ضد الفلسطينيين في كل مكان حتى في المعتقلات والسجون ولم يقفوا التحريض على ايزاء الفلسطينيين في كل مكان وقالوا "ان ما تم الاتفاق عليه في العقبة ترك في العقبة" . على ما يبدوا اننا كفلسطينيين مازلنا نصدق الامريكان والإسرائيليين، بل نثق ان الامريكان يمكن ان يقدموا شيء لصالح الفلسطينيين ويساعدوهم يوما من الأيام بإقامة دولتهم مع العلم ان كل بنود الاتفاق الذي جري في العقبة نسفت قبل ان تقع عملية حوارة التي نفذها فلسطيني بطل انتقاما لمجزرة نابلس. ان عقيدة الاحتلال هي عقيدة تهرب من أي تفاهمات او اتفاقات او معاهدات وهي عقيدة تعتمد التطرف كايدلوجيا تنبي عليها استراتيجية تدمير القري والمدن الفلسطينية لصالح مشروعهم الصهيوني على الأرض الفلسطينية. ان طبيعة الهجوم تقول ان الجيش بتعليمات من الحكومة والوزراء اعطي الضوء الأخضر للمستوطنين لتشكيل هذه العصابات وتسليحها وتهيئة الأجواء لتنفيذ هجمات موجعة للفلسطينيين واعتقد ان هذه الهجمات لن تتوقف بل سوف تزداد حتي لو لم يكن هناك أي عملية فدائية ولا حتي عند كل رد فعل فلسطيني على جرائمهم ومذابحهم التي ترتكب بحق الفلسطينيين على اعتقاد ان الفلسطينيين يمكن ان يرهبهم هذا العمل الوحشي ويرمي شبانهم البنادق يوما من الأيام.
ان قراءة ما جري في حوارة وبلدات الجنوب النابلسي تؤكد ان هذه الهجمات ما هي الا البداية، بداية الحرب التي سوف تشتد وطأتها يوما بعد اخر لان المستوطنين وعصاباتهم في كافة مستوطنات الضفة الغربية (يتسهار وبرحا والون مورية وايتمار) وغيرها , تنفذ مخطط كبير وخطير وهو تدمير كل القري المحيطة بهذه المستوطنات بدأً بقرية (حوارة) ولعل استخدام المستوطنين لتنفيذ هذا المخطط هو من اخطر وما تنتهجه حكومة نتنياهو مع الأخذ بعين الاعتبار ان المستوطنين بالفعل يريدوا أزاله بلدة حوارة عن الخارطة الفلسطينية كبداية أولية , ما يعني ان دولة الاحتلال تستخدم المستوطنين وتسمح لهم بتشكيل عصابات تمارس الإرهاب وتسلحهم بأسلحة رشاشة وقنابل لإعادة رسم خارطة الضفة الغربية بالكامل ما يتيح لهم ضم أجزاء كبيرة لصالح المستوطنات الكبيرة هناك , ولا يستبعد ان يكون هناك عناصر من الجيش تدرب هؤلاء المستوطنين وفي كثير من الأحيان تنخرط معهم بزيهم التقليدي لحماية مجموعاتهم وتنفيذ هجمات فاشية بحرق البيوت و الاعتداء علي أصحابها وحرق السيارات والاعتداء على المزارع وقطع الأشجار وكل عمل إرهابي هو متاح لهم , لهذا سنلاحظ خلال الأيام القادمة ان أي عملية فدائية جديدة سوف يوظفها قادة المستوطنين المتطرفين لمزيد من الهجمات الإرهابية على الفلسطينيين, وسنلاحظ صمت حكومة الاحتلال وايلاء السلطة كاملة لهؤلاء المستوطنين ولن يقدم قوات الجيش يوما من الايام على ملاحقة مرتكبي هذه الجرائم من المستوطنين بل سيوفر لهم الحماية الأمنية والقانونية اللازمة في حال تم تقديم هؤلاء المتطرفين للقضاء الدولي.
وسوم: العدد 1021