في دائرة التيسير
وجدت الكثير يهمل دوائر التيسير في مجالات توظيف الطاقات و استغلالها ، فتراه يهمل دائرة المواهب و الاستعدادات ، يهمل الدوافع و الرغبات في التوظيف ، يدفع الأفراد في غير الاتجاه الصحيح ، فترى الأفراد في غير تخصصاتهم ، فيحتل ضعاف الحركة مواضع تتطلب الجهد و الانتشار. و هي نشاطات تتطلب حيوية الشباب.، أو يكلف العاجز القاصر أدوار لا طاقة له بها، و في ذلك قتل للجهود و المبادرات و المشاريع .
يحكي أن رجلا تقدم به العمر و طلب منه أن يعود لسابق عهده ، يعود لعمر الشباب ، يعود لزهو عمره السابق ، يعود لأيام أفراحه كما كان
لم يجد ما يسليه في هذا الحال إلا أن ردد مع الشاعر العربي
ليت الشباب يعود يوما. فأخبره ما فعل المشيب
يقول الرجل : قلت لصحبي ما عاد الجسم يطيق مهام الأمس بعد أن احتله الضعف و الوهن ، بعد أن سكن مفاصله المرض و السقم .
قال : يكفيني أن أسلي نفسي بأعمال تناسب عمرى ، تناسب طاقتي ، و هي أدوار لا تحقر ، أوظف خلاصات عمري و تجاربي لأولادي و أحفادي ، أرعى مشاريع تتناسب مع ضعفي ، أكمل مشواري بخطوي المثقلة ، أسير نحو هدفي المرسوم
يقول : أحببت أن يعلم أحبابي أن السير في رحاب الخير ، خيره لا ينقطع ، يثمر و يزهر ، يكبر بعطاء الشباب و يزهر بحكمة الشيوخ .
يقول : يشعر أمثالي في هذه المرحلة بالغبطة حين يشارك غيره تجاربه ، يشاركهم معارفه ، يشاركهم نجاحته و اخفاقاته ، فالمرء منا يتعلم من سقوطه ، كما يتعلم من نجاحاته ، فالواحد منا يظل يقاسم انطباعاته السابقة ،و قد تختلف الظروف و الأحوال و لكن تجاربنا لا تخلو من فائدة .
وسوم: العدد 1023