هل خان أحمد طالب الإبراهيمي الجزائر والجامعة الجزائرية؟
ماقاله أحمد طالب الإبراهيمي:
قال أحمد طالب الإبراهيمي في صفحة 331 من مذكراته الجزاء الرّابع[1]، وباللّغة الفرنسية، وحسب ترجمتي:
"إذا كان لي رغبة من تجسيدها، هي أن تحمل الجامعة الجزائرية اسم علي مراد، ونفس الأمر بالنسبة لأركون. وسيكون هذا إن شاء الله".
حقائق القارئ المتتبّع:
يقرّ القارىء المتتبّع أنّه لايعرف أحمد مراد، ولم يقرأ له. وأنّه قرأ عن أركون من طرف المؤيّدين له، والمعارضين، ولم يقرأ له بما يسمح للقارىء المتتبّع أن يبدي رأيه، وموقفه.
ولهذه الأسباب لايتطرّق لهما من الناحية الفكرية، ولا يناقش أحمد طالب الإبراهيمي في موقفه منهما من الناحية الفكرية لأنّها ليست من مقاصد المقال، ولا يفرض عليه إسما بعينه، ولا يطالبه بشخصية بذاتها فهذا من شؤونه الخاصّة التي تعنيه.
مايجمع علي مراد بأركون:
يشترك علي مراد، وأركون في جملة من النقاط، ومنها:
كونهما اختارا طواعية الخروج من الجزائر بحرية.
واختارا البقاء في فرنسا طواعية.
ورفضا بقوّة الرجوع للجزائر.
وأوصى أركون أن لايدفن في الجزائر.
ورفض علي مراد سنة 1956 نداء جبهة التّحرير الوطني، عكس الكثير من الطلبة الجزائريين الذين استجابوا للإضراب، داعمين بذلك الثّورة الجزائرية، وقادة الثّورة الجزائرية. وعرضت عليه الجزائر ابتداء من سنة 1965، العمل في الجزائر كأستاذ جامعي، ورفض االعرض المقدّم له، وفضّل البقاء في فرنسا على المكوث في الجزائر.
وأفرد أحمد طالب الإبراهيمي صفحات لأحمد مراد[2]، وأركون[3] في نفس الكتاب، ومن زاويته لمن أراد الزيادة.
أخطاء أحمد طالب الإبراهيمي في حقّ الجزائر، والجامعة الجزائرية:
يكمن الخطأ الجسيم الذي ارتكبه أحمد طالب الإبراهيمي في كونه طالب بإطلاق اسم علي مراد، وأركون على الجامعة الجزائرية، وهما:
شخص بهذه الصفات البالغة السّوء لايمكن بحال أن يطلق اسمه على الجامعة الجزائرية، أو أيّ بقعة طاهرة من الجزائر.
هل يرضى أحمد طالب الإبراهيمي -وغيره- وهو في 91 سنة من عمره، باعتباره من مواليد 5 جانفي 1932 أن يقرأ أبناء الجزائر والعرب، والمسلمين أنّ الجزائر أطلقت اسم علي مراد، وأركون على الجامعة الجزائرية لأنّهما:
فضّلا فرنسا على الجزائر، وفضّلا الموت بفرنسا على الجزائر، ورفض علي مراد نداء الثّورة الجزائرية مفضّلا مصلحته الشخصية على الجزائر والثّورة الجزائرية، وأركون أوصى أن لايدفن في الجزائر. وبالتّالي، تمسي هذه الصفات الذميمة في نظرهم مقياسا لإطلاق أسماء أصحابها على الجزائر.
حقائق ثانيية يجب ذكرها:
يستوجب المقام ذكر نقطة، وهي: من اختار فرنسا أو غيرها، ومن اختار الموت بفرنسا أو غيرها، ومن أوصى بالموت في فرنسا أو غيرها على الموت بالجزائر، ومن اختار التدريس بفرنسا أو غيرها فهذا شأنه لانتدخل فيه، ولا يعنينا صاحبه.
لكن من الخيانة للجزائر، وشهداء الجزائر، والجامعة الجزائرية أن يأتي من يطالب بإطلاق أسماء من كانت هذه صفاتهم على الجامعة الجزائرية.
موقف ورجاء:
من ناحيتي، أطالب بعدم إطلاق أسماء علي مراد، وأركون على الجامعة الجزائرية، وعلى أيّ شبر من التراب الجزائري لقبائحهم المذكورة أعلاه في حقّ الجزائر، والثّورة الجزائرية، والجامعة الجزائرية. وهذا الرّفض المعلن يشمل كلّ جزائري، وعربي، ومسلم كانت هذه صفاته.
أتمنى من أحمد طالب الإبراهيمي أن يقوم بإلغاء طلبه لأنّه يسئ إلى الجزائر، والجامعة الجزائرية ويستبدله بأسماء تليق أن تطلق على الجامعة الجزائرية، ويفتخر بها المرء ويعتزّ.
خاتمة:
متّع الله أحمد طالب الإبراهيمي بالصّحة، والعافية.
للتذكير، سبق للقارىء المتتبّع أن قرأ مذكرات أحمد طالب الإبراهيمي، الجزء الرّابع باللّغة الفرنسية وعرضها عبر مقال له[4]، بالإضافة إلى مواضيع لها علاقة بالمذكرات وقد تمّ نشرها من خلال المنشور الأول عبر صفحتي[5]، والمنشور الثّاني[6]، والمقال الثّاني الذي بين يديك. بالإضافة إلى مواضيع أخرى عديدة، ومختلفة لها علاقة بأحمد طالب الإبراهيمي لمن أراد الزيادة.
[1] Ahmed TALEB-IBRAHIMI "Mémoires d'un Algérien, Tome 4: Crainte et espérance, 1988-2019", Edition CASBAH, Janvier 2023, Contient 395 Pages.
[2] صفحات: 226-331.
[3] صفحات: 322- 326.
[4] "أحمد طالب الإبراهيمي من خلال مذكراته الرّابعة – معمر حبار"
بتاريخ: الجمعة 13 رجب 1444 هـ، الموافق لـ 3 فيفري 2023.
[5] #مذكرات_أحمد_طالب_الإبراهيمي_كما_يراها_محي_الدين_عميمور
تاريخ: الإثنين 15 رجب 1444 هـ، الموافق لـ 6 فيفري 2023.
وسوم: العدد 1023