الجزائر، وهواري بومدين، والغاز في نظر بلعيد عبد السلام
دواعي قراءة الكتاب:
أخبرني صديقي الأستاذ كمال لطرش عن الكتاب، وهو أستاذ الفيزياء بالثانوية مدّة أربعة وثلاثون سنة، وطلبته منه بمجرّد ماعلمت أنّه يملكه. وله منّي بالغ الشكر، والاحترام، والتّقدير.
أعترف أنّ مادفعني لقراءة الكتاب والبحث عنه، أنّ أحمد طالب الإبراهيمي ذكره في مذكراته، الجزء الرّابع[1]، وباللّغة الفرنسية.
ذكر بلعيد عبد السّلام رحمة الله عليه وبالتّفصيل، وعبر فصلين كاملين، وبالإسم عن أنّ أحمد طالب الإبراهيمي فاسد، ومتورّط في قضية الشركة البترولية الأمريكية "البَاسُو" ابتداء من سنة 1979، وكان عونا للفاسدين عبر حمايته لهم ودون ظهور علني، ويعتبره -في نظره- من رؤوس الفساد في الجزائر خاصّة بعد موت الرئيس هواري بومدين.
للأمانة، ردّ أحمد طالب الإبراهيمي ببعض الأسطر القليلة عبر مذكراته.
أقول: "ردّ؟!" أحمد طالب الإبراهيمي في الجزء الرّابع من مذكراته باللّغة الفرنسية لم يكن له أيّ معنى، وكان -في تقديري- أقرب إلى العبث والثرثرة، و"رده؟!" لاقيمة له، وأضعف بكثير ممّا ذكره بلعيد عبد السلام، وكعادته أقحم الماضي -حتّى لاأقول حقد الماضي-، حين قال: أعرف بلعيد عبد السلام مذ كنّا في "الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين".
لم أقرأ من قبل -ولغاية هذه الأسطر، وفيما أتذكر- قراءة للكتاب.
حول الكتاب:
تمّ الانتهاء من الكتاب بتاريخ أوت 1988، أي شهرين قبل أحداث 5 أكتوبر 1988.
يمكن وصف كتاب بلعيد عبد السلام، ب: "شتائم بلعيد عبد السلام"، نظرا للعبارات القويّة، والقاسية المستعملة في حقّ من يراهم أعداء الجزائر من جزائريين، وعرب، وغربيين.
أقول: يستعمل بلعيد عبد السلام عبارة: "وزير الطاقة الحالي"، ولا يذكره بالاسم. وقد ذكر مدّة وزارته بالتّفصيل في هامش صفحة 36، حين قال وبالحرف: "المقصود هو الوزير الحالي من مارس 1979 إلى نوفمبر 1988.
يصف بلعيد عبد السلام وزير الطاقة، والوزراء الذين جاؤوا بعد سنة 1979، أي بعد وفاة الرئيس هواري بومدين بـ: الخونة، والحمقى، والماكرين، والمتسلّقين، والعصابة، والجهلة، والمتنكرين لفضل الجزائر، ولفضل الرئيس هواري بومدين، والفريق الذي عمل معه.
حول الكاتب:
أقول: الكتاب من الناحية الفنية في غاية الأهمية، ويتطلّب إلمام ببعضها –على الأقلّ- لاستيعاب الكتاب.
أقول: واضح من الكتاب أن بلعيد عبد السلام رحمة الله عليه يرد بقوّة، وشراسة على الفريق الذي حكم الجزائر بعد موت الرئيس هواري بومدين رحمة الله عليه. وواضح جدّا أنّ بلعيد عبد السلام كتب كتابه هذا وهو في حالة غضب شديد.
للأمانة، بلعيد عبد السلام كان في كتابه قويا، وشرسا، ومباشرا، وغير متردّد، ويثق في نفسه، ومواجها، ومتخصّصا، وعارفا بدقائق الغاز، والنفط، والاقتصاد، وخبايا العلاقات الدولية، ووفيا لرئيسه هواري بومدين.
قال: في ماي 1981 مثلت أمام المجلس التأديبي للجنة المركزية لجبهة التحرير الوطني لمحاكته فيما تعلّق بالمشاريع العملاقة النّاجحة في مجالي الغاز، والنفط والتي أنجزت في عهد الرئيس هواري بومدين، وقد تحدّث بالتّفصيل عن المحاكمة وظروفها.
جرائم مابعد سنة 1979 في حقّ الجزائر:
أقول: حين يتحدّث بلعيد عبد السلام عن الفريق الفاشل، والحاقد -بتعبيره- على الرئيس هواري بومدين، ومن معه لايقصد الرئيس الشاذلي بن جديد رحمة الله عليه، إنما يقصد وزراء حكومته وبالأخص وزير الطاقة، ووزير المالية، ووزير التخطيط، وأحمد طالب الإبراهيمي.
لم يذكر بلعيد عبدالسلام اسم الرئيس الشاذلي بن جديد رحمة الله عليه. مايؤكد أنّ غضب بلعيد عبد السلام موجّه لوزير الطاقة في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد، وللحكومة التي جاءت عقب سنة 1979، والمعادية -في نظره- للرئيس هواري بومدين، وللفريق الذي كان يعمل معه والتي يصفها بالعصابة.
قال: تمثّلت الجريمة التي ارتكبتها الجزائر عقب سنة 1979، أي بعد وفاة الرئيس هواري بومدين في منح الغاز والنفط للشركة البلجيكية، والفرنسية، والإيطالية، والإسبانية، بأسعار أقلّ مايقال عنها أنّها بالمجان.
أقول: يطلق بلعيد عبد السلام لقب "أشباه خبراء الجزائر" على ساسة الجزائر الذي جاؤوا عقب سنة 1979، أي بعد وفاة الرئيس هواري بومدين، خاصّة وهم يربطون أسعار الغاز بالنفط، وبيعه لأسيادهم -بتعبيره- بأسعار زهيدة جدّا لم يحلموا بها في فترة حكم الرئيس هواري بومدين.
قال: كانت غاية السياسيين الجزائريين الذين جاؤوا بعد سنة 1979 هي تلطيخ الرئيس هواري بومدين، والفريق الذي يعمل معه.
أقول: ممّا فهمته من الكتاب أنّ الجزائر بارتكابها جريمة ربط سعر الغاز بالنفط بعد سنة 1979، ألحقت أضرارا بدول مصدرة للنفط كنيجريا، وأرغمتها على بيع حصّتها بسعر زهيد، وانخفضت على إثرها أسعار النفط.
أقول: ممّا فهمته من الكتاب أنّ الجزائر أجرمت بعد سنة 1979 حين قامت بتعويض اسبانيا بسبب ارتفاع الأسعار، وقبلت بمراجعة الأسعار، فمنحتها الجزائر الفارق. وهذه جريمة، وخيانة عظمى ضدّ الجزائر. بينما كانت الاتّفاقيات المبرمة في عهد الرئيس هواري بومدين وقبل سنة 1979، تنصّ على عدم مراجعة الأسعار.
ممّا فهمته من الكتاب أنّ الجزائر ضيّعت العشرية التي أعقبت موت الرئيس هواري بومدين حين قام الفريق الذي حكم الجزائر سنة 1979 بتجميد كلّ المشاريع المثمرة التي أنجزها الرئيس هواري بومدين، وهمّش الكفاءات المتمكّنة في عهد الرئيس هواري بومدين، والذين ساهموا في تطوير الجزائر منذ سنة 1965. فكانت النتيجة أن خسرت الجزائر الأسواق، وارتفعت المديونية والبطالة، وفقدت ثقة زبائنها، ولم تجد حلاّ لمشاكلها التي تضاعفت.
قال: أعظم جريمة ارتكبتها الجزائر عقب سنة 1979 هي ربط أسعار الغاز بالنفظ والتي كانت ضربة قاسمة للجزائر، وللاقتصاد الجزائري. وهو عكس تماما ماكان في عهد الرئيس هواري بومدين والفريق الذي كان معه حين أصرّ، وبقوّة، وشراسة على الفصل بين سعر النفط والغاز، رغم محاولات الشركات الغربية لربط سعر الغاز بالنفط.
من الجرائم التي ارتكبت أنّ الفريق الذي حكم الجزائر بعد سنة 1979، أي بعد وفاة الرئيس هواري بومدين رحمة الله عليه هي وقف إنتاج النفط بزعم تركه للأجيال القادمة، وظلّ النفط والغاز يُحرق في سماء الجزائر دون تصدير. 127
رفضت الجزائر بعد سنة 1979 رفع حصّتها من النفط لتعويض الخسائر المسجّلة في مداخيلها بسبب انخفاض سعر النفط، واحتراما للحصّة المخصّصة لها، بينما كلّ الدول لم تعد تحترم حصّتها إلاّ الجزائر. 133
قال: العقود التي أبرمت في عهد الرئيس هواري وقبل سنة 1979، كانت تنص على عدم مراجعة الأسعار. وحين جاء فريق مابعد سنة 1979 قام بمراجعة الأسعار، وربط سعر الغاز بسعر النفط حتّى انخفض من 6 دولار إلى 3 دولار، وضيّعت الجزائر 10مليار مكعب في الأسواق، وخسرت زبائنها، وخسرت 800 مليون دولار سنويا.
قال: بعد وفاة الرئيس هواري بومدين بتاريخ: 27 ديسمبر 1978، طلبت الولايات المتحدة الأمريكية من الجزائر وبتاريخ: فيفري 1979 (أي شهرين بعد فاة الرئيس هواري بومدين) مراجعة أسعار الغاز، وهو مالم يتحقّق لهم من قبل، ولم يطالبوا به أبدا ومطلقا. وجاء الفريق الذي حكم الجزائر بعد سنة 1979 وراجع أسعار الغاز، وباعه بأبخس الأثمان، ونالت الشركة الأمريكية "الباسو" مالم تكن تحلم به، وبأسعار تفاضلية.
عقّب بلعيد عبد السلام، قائلا: كلّ هذه المزايا التي اكتسبتها الجزائر تمّ نسفها من طرف الفريق الذي حكم الجزائر عقب سنة 1979، أي بعد وفاة الرئيس هواري بومدين، وألحقوا أضرارا بالجزائر.
الجزائر في عهد الرئيس هواري بومدين:
أقول: ممّا وصلت إليه أنّ محور الكتاب هو تشبّث بلعيد عبد السلام بقرار فصل سعر الغازعن النفط كما هو معمول به أثناء فترة الرئيس هواري بومدين ولغاية سنة 1979، ورفضه المطلق، واستنكاره الشديد للقرارات المتّخذة عقب سنة 1979، والمتمثّلة في ربط سعر الغاز بالنفط نكاية في سياسة الرئيس هواري بومدين، وفريقه الذي كان يعمل معه.
يتحدّث الكاتب عن عظمة الجزائر في عهد الرئيس هواري بومدين، ثمّ يقارن بالجزائر بعد موته وكيف دبّ فيها الضعف، والفساد، والتّراجع، وهيمنت فرنسا، وتوقيف أنتاج النفط والغاز.
يستعمل بلعيد عبد السلام وباستمرار وهو يتحدّث عن وفاة الرئيس هواري بومدين رحمة الله عليه، عبارة: "اختفاء بومدين"، ونادرا مايستعمل عبارة: "وفاة بومدين". ولم يذكر السبب، ولا أعرف السبب العلني لذلك.
أقول: كانت الجزائر في السبعينات، أي في عهد الرئيس هواري بومدين تضم أفضل المهندسين في مجال الغاز والبترول، وخيرة المختصين. مادفع الجزائر لتتّخذ قرارات قوية وصلبة، ولم تكن تبحث عن السهل، ولا الشعبوي من الحلول.
وقوف هواري بومدين إلى جانب مصر، والعرب في حرب 1967 و1973
قال: على إثر حرب 1973 وارتفاع أسعار النفط اجتمع الرئيس هواري بومدين بالمسؤولين في "السونطراك" وفي الميدان، آمرا إيّاهم بعدم استغلال الظرف، والإبقاء على الأسعار المبرمة في العقود التي أبرمتها الجزائر مع الدول الأوروبية، والولايات المتحدة الأمريكية. وبعد شهور فقط من ارتفاع الأسعار انخفضت بسرعة تفوق سرعة ارتفاعها، فخسرت دول الخليج زبائنها، وثقتها ووجدت نفسها تبيع نفطها بأرخس الأثمان لأنّها استغلّت الوضع المتمثّل في ارتفاع الأسعار ورفعت الأسعار. بينما الجزائر التي لم تستغلّ الوضع لم تتأثّر بانخفاض الأسعار، وكسبت ثقة الدول العظمى، وتهاطل عليها الطلب من دول كثيرة تريد إبرام العقود معها للثقة التي تمتاز بها، والثّبات في سياستها، واحترام العقود المبرمة.
أقول: ممّا فهمته من الكتاب أنّ بلعيد عبد السلام رحمة الله عليه، كان من الرّافضين لرفع أسعار النفط سنتي 1973-1974 لأنّها -في نظره- أثّرت على تصدير النفط، وعرض هذه الفكرة على المكتب السياسي ولم يأخذ برأيه.
ممّا فهمته من الكتاب أنّ الحظر النفطي الذي التزمت به الجزائر مساندة لمصر، والعرب عقب حرب 1973 عرّض الجزائر لأخطار كبيرة خاصّة وأنّها حديثة عهد باسترجاع السّيادة الوطنية، والجزائر لاتملك غير النفط للنهوض باقتصادها.
قال: قطعت الجزائر علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية عقب عدوان 1967، وتضامنا مع إخواننا المصريين.
ارتفع سعر النفط إثر حرب 1973 ووصل إلى 19دولار، والعقود الجزائرية المبرمة مع زبائنها من قبل كانت تنص على 14 دولار، ورفضت الجزائر استغلال الوضع، وأبقت السعر على حاله لقداسة العقود، والثقة التي التزمت بها، عكس دول الخليج التي استغلّت الظرف، ورفعت الأسعار إلى 19دولار.
ذكر بلعيد عبد السلام معارضة مصر السادات -بتعبيره-، والدول العربية، والخليجية إبرام الجزائر عقد الغاز مع الولايات المتحدة الأمريكية حسدا من عند أنفسهم، وزاعمين أنّ ذلك العقد من حقّهم وحدهم دون الجزائر. 213
قال: مع العلم، التزمت الجزائر بالحظر النفطي عقب حرب 1973، وعقد الغاز مع "الباسو" لم يكن ساري المفعول إلاّ سنة 1978، أي خمس سنوات بعد سنة 1973.
قال: الجزائر هي الدولة الوحيدة التي تضرّرت من الحظر النفطي عقب حرب سنة 1973 لأنّ أموال النفط كانت موجّهة للتنمية، ولم يكن لها أيّ شيء يعوّضها توقيف صادراتها النفطية، ورغم ذلك التزمت بالحظر وهو عليها شاق، ومكلف للغاية.
قال: رفض العراق بقوّة الالتزام بالحظر النفطي عقب حرب 1973، واعتبر بأنّه لاقيمة له بالنسبة للقضية العربية وطالب الدول الخليجية، والسّعودية على الخصوص بتأميم النفط إذا أرادت النجاح. وأخطأ العراق في نظرته لأنّ الحظر النفطي مسّ الولايات المتحدة الأمريكية، وأزعجها كثيرا وفي الوقت نفسه ظلّ النفط العربي يتدفّق على الدول الأوروبية التي لم تساند الصهاينة في حربها ضدّ مصر، والعرب سنة 1973.
قال: غضبت الدول العربية من الجزائر إثر إبرام عقد الغاز مع الولايات المتحدة الأمريكية عبر شركة "الباسو"، زاعمين أنّ القومية العربية من حقّ مصر، وبغداد، ودمشق، والرياض دون الجزائر التي تظلّ حسب زعمهم تابعة لهم.
لم تحسن جزائر مابعد سنة 1979 استغلال ظروف الثّورة الإيرانية لصالحها:
أقول: ممّا فهمته من الكتاب أنّ الجزائر لم تحسن استغلال قيام الثّورة الإيرانية سنة 1979، والحرب العراقية الإيرانية لصالحها حيث ارتفاع أسعار النفط والغاز.
قال الكاتب: كلّ الدول وابتداء من سنة 1979، نجحت في رفع أسعار الغاز والنفط، وربحت زبائن جدد لأنّها حافظت على العقود الماضية، وأعادت تجديدها وفق السعر الجديد مستغلّة في ذلك الثّورة الإيرانية سنة 1979، باستثناء الجزائر التي خسرت كلّ الأسواق، وباعت الغاز والنفط بأبخس الأثمان لأنّها ألغت كلّ العقود ماقبل سنة 1979 انتقاما من الرئيس هواري بومدين، والفريق الذي يعمل معه.
يتعامل الإتحاد السوفيتي مع الجزائر برأسمالية حين يتعلّق الأمر بمصالحهم:
قال: كنت برفقة الرئيس هواري بومدين حين زار الاتحاد السوفيتي بتاريخ ديسمبر 1965، واشتكى الرئيس هواري بومدين للرئيس السوفيتي "ألكسي كسيغين"، بشأن منافسة الأسعار السوفيتية المنخفضة، والمتعلّقة بالغاز، وبأنّها ألحقت أضرارا بأسعار الغاز الجزائري، وبالاقتصاد الوطني، وبأسواقها بأوروبا خاصّة وأنّ الاتحاد السوفيتي ينافس الجزائر بقوّة في الأسواق الأوروبية.
قال: إجابة قادة الاتحاد السوفيتي كانت عامة لاتفي بالغرض. وقلت لهم بعد أن انتقدت الصحافة الجزائرية تصرفات الاتحاد السوفيتي تجاه الجزائر: أعلم أنّكم تحبون الجزائر، وتحبون الثّورة الجزائرية، لكن حين يتعلّق الأمر بمصالحكم تتعاملون برأسمالية خاصّة إذا تعلّق الأمر بالغاز والبترول.
هواري بومدين يرفض الشروط المهينة للمصرف الأمريكي:
أقول: رفض بلعيد عبد السلام بقوّة الشروط المهينة المذلّة التي اشترطها المصرف الأمريكي exim-bank الذي تكفّل بتقديم قرض ضخم لتسهيل عقد الغاز مع شركة "الباسو" التّابعة للولايات المتحدة الأمريكية، وإكمال مشروع أرزيو.
قال: بقيت مصرّا على رفضي لهذه الإهانة، وأعلنت ذلك للرئيس هواري بومدين. ولتمرير العقد دون رضاي اتّصل وزير المالية بالرئيس هواري بومدين، وعبد العزيز بوتفليقة وزير الخارجية يومها، فوافقوا على الشروط الأمريكية المهينة.
رسالة الموافقة على شروط المصرف الأمريكي والتي أرسلها الرئيس هواري بومدين كانت بإيعاز من إدريس الجزائري الذي كان مستشارا للرئيس هواري بومدين، والتي كان مضمونها كلّه ضدّ الجزائر، ومنح وزير الخارجية دعمه الكامل لوزير المالية، والرئيس هواري بومدين وقف مع وزير المالية ضدّي.
قال: استدعاني الرئيس هواري بومدين لمكتبه وسألني عن التوتّر القائم بيني وبين وزير المالية، وعن رسالة الموافقة التي أرسلها بشأن شروط المصرف الأمريكي. وأخبرته بكلّ شيء، وشرحت له خطورة الشروط المهينة التي لم يخبروه بها.
صعق الرئيس هواري بومدين من هول ماسمع، وكلّفني على الفور بتسيير الملف شخصيا، وأخبر نيكسون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أنّ رسالة الموافقة ملغاة حالا، ودون رجعة، وأنّ الجزائر لايمكنها أن تضع مداخيلها تحت تصرّفهم لضمان العقد ولو تطلّب الأمر إلغاء العقد. وفي سنة 1973 تمّ إبرام العقد مع نفس المصرف e.b, وبشروط جزائرية.
عظمة الرئيس هواري بومدين:
قال: حين يرى الرئيس هواري بومدين خللا في جهاز الحكومة التي يشرف عليها بسبب قرار اتّخذه، لايتوانى دقيقة واحدة في التّراجع عنه، وتصحيحه ولو بتوبيخ نفسه.
قال: حين يرى الرئيس هواري بومدين أن تصحيح القرار أمسى ضرورة، يقوم بعملية التصحيح شخصيا. وبهذا السّلوك المسؤول منح الثقة للمتعاونين معه، وكسب احترام الجميع.
أقول: أزعم أنّ الرئيس هواري بومدين قرّب إليه إدريس الجزائري، احتراما لمكانة سيّدنا الأمير عبد القادر، رحمة الله ورضوان الله عليه. وأزعم أن الرئيس الشاذلي بن جديد رحمة الله عليه فعل نفس السّلوك معه. وما يجب ذكره أنّ إدريس الجزائري كان فاشلا لايصلح للسياسة. ومصيبة الجزائر أنّها نصّبت أبناء احتراما لمكانة آبائهم في مناصب عالية فكانوا عين الفشل، وأساؤوا للجزائر بفشلهم.
أقول: لأوّل مرّة في حياتي أقرأ أنّ الرئيس هواري بومدين "غرّر به؟ !" في ملف خطير يمسّ سيادة الجزائر من طرف وزير الطاقة، ووزير المالية، وعبد العزيز بوتفليقة وزير الخارجية، وإدريس الجزائري مستشار الرئيس. لكن تكمن عظمة الرئيس هواري بومدين في التّراجع السّريع عن قراره، وقوّته في إلغائه، والصرامة التي واجه بها نيكسون، والاعتراف بأنّه لم يكن ملّم بالموضوع. وهذه من مظاهر عظمة القائد.
أقول: تكمن عظمة الجزائر، وبالتّالي الرئيس هواري بومدين في كونه رفض قرض الولايات المتحدة الأمريكية والذي كان ضخما جدّا، والجزائر بأمسّ الحاجة إليه حتّى أنّ الولايات المتحدة الأمريكية تعجّبت من رفض الجزائر، ودول كبرى مثل الاتحاد السوفيتي قبلت بهذا الشرط. وأعلمهم الرئيس هواري بومدين أنّ سيادة الجزائر قبل القرض، وقبل العقد ولو تطلّب الأمر إلغاء قرض ضخم جدّا.
الجزائر والمجرم، والحاقد على الجزائر ميتران:
أقول: أفرد بلعيد عبد السلام رحمة الله عليه الفصل التّاسع للمجرم ميتران وكيف أنّه وعقب توليه الرئاسة سنة 1981 حقّق لنفسه، ولفرنسا، وللصهاينة أرباحا لم يكن يحلم بها جرّاء إعادة ربط أسعار الغاز والنفط لحساب فرنسا، وهو مالم يكن أبدا في عهد الرئيس هواري بومدين.
خصّص بلعيد عبد السلام صفحات للتحدّث عن جرائم المجرم ميتران في عهد الثّورة الجزائرية حين كان وزير الداخلية للاحتلال الفرنسي حيث قال، وبالحرف: "المحادثات الوحيدة في الجزائر هي الحرب". وكان إعدام سيّدنا الشهيد العربي بن مهيدي، رحمة الله ورضوان الله عليه بأمر من المجرم ميتران، الذي أعطاه للمجرم بيجار، والمجرم ماصو حين كان وزير العدل.
قال: تمركزت سياسة المجرم ميتران عقب توليه الحكم سنة 1981، في نسف كلّ جهود الرئيس هواري بومدين المستقلّة عن فرنسا، وقد وجد من يساعده على ذلك من خلال الفريق الذي حكم الجزائر عقب 1979.
الحزب الاشتراكي الذي ينتمي إليه المجرم ميتران، هو حزب "بلوم فيوليت"، وهو نفسه الحزب الذي حلّ حزب شمال . وهو الذي قاد حربا قذرة، وشنيعة ضدّ الثّورة الجزائرية، ابتداء من سنة 1956، وهو الذي ساعد الصهاينة بالأسلحة، وللحصول على الأسلحة الذرية، وتفوقهم على العرب.
قال بلعيد عبد السلام، وهو يتحدّث عن جرائم المجرم ميتران، والحزب الاشتراكي الذي ينتمي إليه: في هذه الحالة (1936)، أو تلك (مابعد 1979)، نصادف تأثير وممارسات الجمعية في مؤسّسة ثائرة ضدّ الوطنية الجزائرية.
قال: الذين أيّدوا مشروع بلوم فيوليت سنة 1936-1937، هم أنفسهم الذي وقفوا ضدّ الجزائر مع المجرم ميتران عقب سنة 1979 لهدم كلّ مابناه الرئيس هواري بومدين، خاصّة فيما تعلّق بربط أسعار الغاز بالنفط المهين للجزائر.
تعهد المجرم ميتران إن وصل إلى الحكم (1981)، أن "يعيد العدالة للصهاينة".
حتّى المعارضين للمجرم ميتران كجيسكار ديستان، وريمون بار أيّدا بقوّة الاتّفاقية التي أبرمها المجرم ميتران مع الجزائر والمتمثّلة في ربط أسعار الغاز بالنفط، وبأسعار لم تكن تحلم بها فرنسا.
هواري بومدين في مواجهة فرنسا المجرمة:
قال: الاتّفاق الجزائري الفرنسي المبرم سنة 1965 (أي في عهد الرئيس هواري بومدين)، كان ينصّ صراحة على امتلاك الجزائر وحدها لآبار النفط دون أن يشاركها فيه أحد، وبالأخصّ فرنسا. وسعت فرنسا عبثا أن تمنع ذلك وفشلت. وبموجب هذا الاتّفاق، أبرمت الجزائر اتّفاقية مع الشركة الأمريكية "الباسو"، ب10 مليار متر مكعب، ولمدّة 25 سنة.
قال: الاتّفاق الجزائري مع الولايات المتحدة الأمريكية أغضب فرنسا، وادّعت زورا أنّ الجزائر ستفشل في مشروعها السيادي، ولن تجد من يقف معها، وستفقد الجزائر ثقة الزبائن دون سند فرنسي، وأخطأت فرنسا في زعمها هذا.
أقول: ممّا فهمته من الكتاب، أنّ ضعف الاستثمار الأمريكي (وغيرهم) في الجزائر ، ناتج عن تحريض فرنسا للأمريكيين (وغيرهم) بعدم الاستثمار في الجزائر، بزعم أنّ باطن الجزائر وظاهره ملك لفرنسا، ولا تستطيع الجزائر فعل شيء دونها، ولا بدّ من المرور عبرها. لكن حين يتأكدون من كذب فرنسا، يقبلون على الاستثمار في الجزائر.
قال: العقد المبرم مع "الباسو" الأمريكية سنة 1965، كذّب مزاعم فرنسا بشأن الجزائر التي لاتستطيع تصدير نفطها، وغازها دون فرنسا وجعل أقوى شركة أمريكية في العالم من حيث الخبرة، والمال، والوسائل تستثمر في الجزائر، وتنضم لها، وتتعاون معها، وتساندها.
قال: تعهدت فرنسا أنّ تُفشل كلّ الاتّفاقيات المبرمة بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية. وبعد سنة 1979 تمّ طرد الشركة الأمريكية من الجزائر، وتمّ بيع النفط الجزائري لفرنسا بأقلّ ممّا كان يباع من قبل، وحدث كلّ هذا تحت إشراف الفريق الذي حكم الجزائر بعد سنة 1979، أي بعد وفاة الرئيس هواري بومدين.
قال: بإعادة الاتّفاقية مع فرنسا بشأن تثبيت سيطرة الجزائر على آبارها، تمّ إبطال مقولة فرنسا التي كانت تردّدها، وهي: "الغاز الجزائري الأسير" أي أسير في يد فرنسا حسب زعمها. وعبارة "النفط الجزائري، نفط يتيم"، أي دون فرنسا لايشتريه أحد حسب مزاعم فرنسا.
سعت فرنسا وبقوّة لمنع الجزائر من سياستها المستقلّة والرّامية لتنويع علاقاتها الاقتصادية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وإنجلترا، وألمانيا الغربية، وإيطاليا، واليابان لأنّها تعلم أنّ هؤلاء قوّة إضافية للجزائر ، وفرنسا تفتقر لهذه القوّة، ولا يمكن أن تمنحها للجزائر. وفرنسا تخشى منافسة شركائها من الدول الغربية أكثر من الدول الشرقية.
أبدت فرنسا غضبها من الجزائر تعليم اللّغة الإنجليزية لأبنائها إثر تنويع علاقاتها وابتداء من منتصف الستينات، وبدايات السبعينات مع دول غربية تتعامل باللّغة الإنجليزية .
أقول: يفهم من هذا حرص فرنسا، وبعض الخونة الحركى الجزائريين على فرض اللّغة الفرنسية في الجزائر، وسبب تأخّر اللّغة الإنجليزية . والتحرّر الاقتصادي، واللّغوي مناط كلّ تقدّم، ومن فصل بينهما ظلّ التّابع المتخلّف.
قال: سعت فرنسا، وأتباعها من الخونة الحركى في الجزائر من عرقلة أيّ تعاون جزائري مع الدول الغربية. وليس من الصدفة أن يتم تخريب أنبوب الغاز جزائر إيطاليا مرّتين، وتأخير مشروع أنبوب الغاز جزائر أوروبا مباشرة بعد موت الرئيس هواري بومدين رحمة الله عليه، وإرضاء لفرنسا. ماألحق أضرارا بالغة بالاقتصاد الجزائري.
قال: كان الفريق الذي حكم الجزائر بعد سنة 1979، أي بعد موت الرئيس هواري بومدين يرى أنّ الجزائر ليست بحاجة لتصدير الغاز وتكفيها صادرات النفط. وإرضاء لفرنسا تمّ إلغاء الاتّفاقيات المبرمة مع ألمانيا الغربية، باعتبارها المكلّفة بإنجاز أنبوب غاز الجزائر أوروبا، وتمّ بالتّالي تعطيل مركب أرزيو الذي وضع خصّيصا لأنبوب غاز الجزائر أوروبا. فاغتنمت روسيا انسحاب الجزائر إرضاء لفرنسا، واستحوذت على السّوق، وفازت بتصدير الغاز إلى أوروبا. وخسرت الجزائر بعد موت الرئيس هواري بومدين كلّ شيء.
تعهدت فرنسا أن تقطع كلّ علاقة تقيمها الجزائر مع الشركات الغربية، دون الرجوع إليها، والمرور عبرها.
مقتل Enrico Mattei, كان من تدبير المخابرات الفرنسية لأنّ فرنسا لاتتسامح مع كلّ من يؤيّد الثورة الجزائرية.
سعت فرنسا لإفشال أنبوب غاز الجزائر إيطاليا، وأنبوب غاز الجزائر أوروبا المارّ عبر جبل طارق، وكانت تريد أن يمرّ كلا من الأنبوبين عبر فرنسا لتتمّ لها السّيطرة على الجزائر، وهذا مالم يتحقّق لها في عهد الرئيس هواري بومدين.
سعت فرنسا لإفشال العقد المبرم مع الشركة الأمريكية "الباسو"، ومع الدول الأوروبية بزعزعة ثقتهم في الجزائر، لكنّها فشلت. ونظرا للثقة التي كسبتها الجزائر لدى زبائنها، تهاطل عليها الزبائن يطلبون منها أن تقبل إبرام عقود الغاز معها.
مشاريع الغاز التي أقامتها الجزائر عبر إيطاليا وفرنسا لم تعجب فرنسا لأنّها مازالت تسعى لتكون لوحدها المسيطرة على خيرات الجزائر. وكانت تزعم أنّ مشاريع الجزائر دون فرنسا لاقيمة لها وفاشلة، وهو مافشلت فيه.
أقول: ممّا فهمته من الكتاب أنّ فرنسا لم تشارك أبدا في المشاريع العملاقة التي أنجزتها الجزائر في عهد الرئيس هواري بومدين، وشاركت فيها الولايات المتحدة الأمريكية، وألمانيا الغربية، وإيطاليا، وإسبانيا.
قال: فرنسا هي التي كانت تروّج لفكرة نفاد النفط، والغاز الجزائري. ماأدى بالفريق الذي حكم الجزائر سنة 1979، أي بعد موت الرئيس هواري بومدين يخفّض الإنتاج، ويكون سببا في تدهور الآبار، وتوقيف عمليات البحث والتنقيب خدمة لأسيادهم في فرنسا.
أقول: ممّا فهمته من الكتاب أنّ الجزائر لاترضخ لفرنسا، ولا الولايات المتحدة الأمريكية، ولا الدول الغربية في علاقاتها وإبرام العقود، ولا يمكنها بحال أن ترضخ للدول العربية.
قال: بعد تأميم النفط والغاز سنة 1971 تيقّنت الدول الأوروبية أنّ الجزائر سيّدة مستقلّة في قراراتها ولا تخضع لفرنسا، ماشجّعهم على التعاون مع الجزائر، وعلى رأسهم ألمانيا الغربية.
الرئيس هواري بومدين يرفض إتفاقية إيفيان:
قال: المجرم ميتران من الرّافضين لاتّفاقية إيفيان ويرى أنّها ظلمت فرنسا، وأعطت للجزائر فوق ماتستحقّ، وأنّها كانت لصالح الجزائر وعلى حساب فرنسا.
قال: حين زرت الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1964، ومبعوثا عن الرئيس أحمد بن بلة رحمة الله عليهما، لأجل إقامة علاقات في مجالي النفط والغاز. حدّثني المسؤول الأمريكي، أنّ مسؤولا فرنسيا زارني قبلك، وأخبرني أنّ الغاز الجزائري الموجود بحاسي رمل، وتسويقه من صلاحيات فرنسا لأنّ إتّفاقية إيفيان تنص على ذلك. وأخبرته أنّ ماتدّعيه فرنسا كذب وافتراء، وأنّ كلّ مافي الجزائر من حقّ الجزائر. وانحصرت مهمّتي في تكذيب مزاعم فرنسا، وإعادة سيطرة الجزائر على آبارها.
أقول: تستعمل فرنسا عمدا إتّفاقية إيفيان لإبعاد الزبائن عن الجزائر، وإبعاد الجزائر عن الأسواق الدولية ليفرغ الميدان للسيطرة، والاستحواذ.
قال: بمجرّد بداية حكم الرئيس هواري بومدي أعطى أوامره بإعادة النظر في إتّفاقية إيفيان ومنها ملف المحروقات. وأعطى أوامره بمواصلة المشاريع التي لم تنجز قبل انقلاب 19 جوان 1965. ص198
أقول: الرئيس هواري بومدين من المعارضين بقوّة لإتّفاقية إيفيان، وأعلن رفضه في حينها، وعلانية، وأمام قادة الثّورة الجزائرية، ودوّن رفضه في محضر الاجتماع الذي تمّت عبره الموافقة على إتّفاقية إيفيان.
قال: إثر إبرام الجزائر إتّفاقية الغاز مع فرنسا سنة 1965، وعقب إعاد النظر في إتّفاقية إيفيان من طرف الرئيس هواري بومدين لم تعد فرنسا تتحكّم في تسويق الغاز، والنفط الجزائري، وهذا ماأغضب فرنسا.
قال: سعت فرنسا على إثر إعادة النظر في إتّفاقية إيفيان التي فرضها الرئيس هواري بومدين لزعزعة الثقة بين الجزائر وزبائنها الأوروبيين، والولايات المتحدة الأمريكية، وبثّت إشاعة أنّ الجزائر ليست قادرة للوفاء بوعودها لوحدها، ودون فرنسا.
وصايا القارىء المتتبّع:
ممّا وقفت عنده وأذكره لأوّل مرّة أنّ علماء العلوم السياسية، والاقتصادية، والمختصين في الغاز والنفط يجب أن يستوعبوا المسائل الفنية للغاز، والنفط وما يتعلّق بهما لكي تكون الدراسة دقيقة، وفاعلة. وكلّ دراسة تفتقر للجانب الفني فهي مبتورة، وغير فاعلة.
أوصي بقراءة الكتاب بالنسبة للمهتم بالقضايا الفنية للغاز، والنفط.
أوصي بقراءة الكتاب ونقده من ناحيتي التاريخ، ومقارنته بالحاضر، وتدعيم المستقبل. وهو فعلا مشروع سياسي، واقتصادي.
من أراد أن يرد على صدق بلعيد عبد السلام، أو كذبه فليكن مثله في الصفات المذكورة، وننقل عنه ردّه.
خاتمة:
قال بلعيد عبد السلام في الصفحة ماقبل الأخيرة من الكتاب: تعود المشاكل التي عرفتها الجزائر إلى: نتائج الضعف الذي لم تستطع الثّورة الجزائرية أن تعالجها، ولم تقدر على تضميدها أو لم تستطع علاجها عبر الزمن. وهي أيضا التناقضات التي حملتها الحركة الوطنية الثورية في داخلها منذ أمد طويل، والتي لم يرد لها أن تتقلّص لاجتناب الخطر الذي يجتاحها في داخلها. وعمل الرئيس هواري بومدين على أنّ الزّمن هو من يتكفّل بردم هذه التناقضات، ويساهم في امتصاص هذه الأعراض. لكن الزّمن لم يكن دائما في صالح من يثقون في الرئيس هواري بومدين.
[1] Ahmed TALEB-IBRAHIMI "Mémoires d'un Algérien, Tome 4: Crainte et espérance, 1988-2019", Edition CASBAH, Janvier 2023, Contient 395 Pages.
وسوم: العدد 1024